Home»Débats»رسائل القاهرة 12- تماثيل العظماء ( يكتبها : عزيز باكوش )

رسائل القاهرة 12- تماثيل العظماء ( يكتبها : عزيز باكوش )

0
Shares
PinterestGoogle+

القاهرة : عزيز باكوش
رسائل القاهرة 12- تماثيل العظماء – كنت ولا أزال مهووسا بجاذبية التاريخ وفتنة الجغرافيا وأثرهما البليغ في تشكيل وعي الإنسان بحاضره ورسم خريطة النماء المستقبلية لشعوب الأرض . لذلك ،وجدت من المثير والملتهب في جولاتي القاهرية الديسمبرية من العام 2021 بهذا البلد العظيم مصر ، أن لا أكتفي بإحصاء تماثيلها التسعة عشر 19 تمثالا بعد تمثال لثلة من عظماء مصر وصناع تاريخها المجيد بمختلف النقط الاستراتيجية بالقاهرة الكبرى .بل بالتوقف أمامها والتملي بطلعتها و رمزيتها التاريخية في واحدة من أجل اللحظات استشرافا للتاريخ واحتفاء بفتنته المضيئة . فهل تحظى مدينة فاس المغربية بتمثال للمولى إدريس مؤسسها ؟ وعروس الشمال طنجة بتمثال لرحالتها العالمي الذائع الصيت ابن بطوطة ؟ والرباط عاصمة المملكة بتمثال للمغفور له محمد الخامس صانع مجد الأمة استقلالها المكين ؟

فمنذ نهاية القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين ، بدأت جمهورية مصر العربية تثمن كنوزها ، وتحتفي بأروع الصفحات من تاريخها الخالد في مختلف مجالات الحياة ، انطلاقا من رجال السياسة ،مرورا بصقور الجيش المصري وصانعي بطولاته وانتصاراته العظيمة ، وإطاراته وخبراته في مجال الفكر الاقتصاد والإدارة، وصولا إلى نجوم الفن العربي الأصيل ، كتابة لحنا فكرا وأدبا.

وتكاد تكون القاهرة واحدة من أبهى العواصم العربية فتنة وجاذبية واحتفاء بصناع مجد وعظمة البلد ، بل العاصمة العربية الوحيدة التي تتزين بصفحات مشرقة من تاريخها على هذا النحو من الجمال والجاذبية المهيبة . رغم أن الكثير من الأقطار العربية، لها محطات مضيئة ، ومسارات ملهمة ، وجبال متلتلة من الأمجاد والبطولات التي تتغنى بها على مدار الوقت ،ويتسلى بها التلفزيون وجرائد الدولة ، وتشغل شساعات مجمل الخطاب الرسمي في المناسبات الوطنية وغيرها .ويمكن تصنيف التماثيل ال19 المنتصبة في مختلف ميادين القاهرة وضواحيها إلى ثلاثة حقب تاريخية .

الفئة الأولى : تنتمي لفترة حكم محمد علي وتحديث دولة مصر، الفئة الثانية: تنتمي لعصر الحركة الوطنية والكفاح من أجل الاستقلال عن بريطانيا الاستعمارية الفئة الثالثة :تنتمي لفترة الإصلاحات السياسية والثورية ،التي أنهت الاحتلال البريطاني وأدخلت مصر عصرا جديد ا كدولة مستقلة جمهورية ديمقراطية .
ومن هذا المنطلق ، يرمز السيف إلى زمنه عندما يوضع على جانب إبراهيم وسليمان باشا وسيمون بوليفار الأمريكي اللاتيني المناضل بميدان التحرير ، ليجسد القوة والصرامة والمجد والشرف العسكري . كما تأتي البذلة والطربوش استشرافا لمطلع القرن العشرين . ويجسد هذه الفئة ،كل من سعد زغلول ومصطفى كامل، وأحمد ماهر، وكذلك تماثيل أحمد شوقي ومحمد عبد الوهاب ونجيب محفوظ

وتجمع كافة المواقع والمصادر المصرية التي استقينا منها، أن البداية كانت مع تمثال إبراهيم باشا الذي قام بنحته النحات الفرنسى كوردييه حيث يعود إلى عهد الخديوي إسماعيل عام 1865م حين أسند إلى الفنان «كوردييه» مهمة نحت تمثال لأبيه إبراهيم عام 1868م وقد تم وضعه في ميدان العتبه الخضرا ، ولكن في الثورة العرابية أنزله الثوار العرابيون في العام 1882 م من على قاعدته باعتبار صاحبه أحد أفراد الأسرة الحاكمة، وعندما هدأت الأمور أعيد التمثال إلى ميدان الأوبرا مكانه الحالي.
جاء بعدها تمثال « لا ظوغلى باشا » الذي كان وزير الدفاع في عصر محمد علي . فقد أُطلق اسم لاظوغلي على أحد أشهر ميادين القاهرة، ويتوسطه تمثال له، صنعه النحات الفرنسي جاك مار عام 1872م، بعدما قررت الحكومة المصرية عمل تماثيل لكبار الشخصيات في عهد محمد على باشا، وبالطبع كان لاظوغلي باشا من بينهم.
توالت بعدها التماثيل لعظماء مصر مثل الزعيم مصطفى كامل الذي تم صنع تمثال له عام 1913 على يد المثال الفرنسى ليوبولد سافان . وكان هذا التمثال تخليدا لذكرى وفاته صنع في أوربا قبل الحرب العالمية الثانية، وكلف محمد فريد باشا بصنعه تخليدا لذكراه.
وجاء بعدها تمثال الزعيم سعد زغلول الذي قام بنحته المثال العظيم محمود مختار عام 1928 الذي تم وضعه بمنطقه الجزيرة امام كوبري قصر النيل. وجاء تخليدا لذكرى الزعيم سعد زغلول وثوره 1919
وجاء تمثال الزعيم محمد فريد الذي قام بنحته النحات المصري منصور فرج عام 1958 تخليدا لدوره العظيم في العمل السياسي لاستقلال مصر عن الاحتلال البريطاني وتم وضع التمثال على نصبه وسط شارع 26 يوليو من جهة العتبة الخضراء ،حيث أزيح عنه الستار عام 1958 عام 2008 تقرر نقل التمثال إلى ميدان محمد نجيب، عبد السلام عارف سابقا. »
أما تمثال أحمد ماهر باشا ،فقد قام النحات المصري محمد حلمى يوسف بنحته عام 1948 والذي كان يشغل منصب رئيس وزراء مصر في عصر الملك فاروق .وقد تم وضعه بالجزيرة أمام كوبرى الجلاء.

ومادام الشيء التاريخي بنظيره يذكر . فإن السؤال الذي أطرحه ألا يستحق مؤسس الدولة المغربية المولى إدريس تمثالا في الهضبة المشرفة بجوار البرج الشمالي ؟ وآخر لابن بطوطة الرحالة العالمي بطنجة وآخر لصانع استقلال المغرب محمد الخامس وغيره من ممن صنعوا للدولة المغربية مجدها وارسوا مجاريها في العالم قديما وحديثا في أحد ميادين جاردن سيتي يقف تمثال للزعيم الأمريكي اللاتيني سيمون بوليفار، الذي قام بنحته المثال مانويل يسلفير عام 1979ويعتبر بوليفار أحد المناضلين في سبيل الحرية، وعاش في اسم «سيمون بوليفار» الذي عرف كأبرز سياسي في أميركا اللاتينية واحد محرريها، وتكريما له تم وضع تمثاله ليتوسط الميدان ويعد تمثال طلعت حرب من أشهر تماثيل العاصمة ،الذي قام بنحته الفنان فاروق إبراهيم تخليدا لذكرى الاقتصادي العظيم. وقد وضع التمثال بميدان يحمل نفس الاسم

أما تمثال الشهيد عبد المنعم رياض الذي يقبع بميدان يحمل نفس الاسم بالقرب من ميدان التحرير ،فقد قام بنحته النحات المصري فاروق إبراهيم .وذلك تخليد لذكرى الشهيد الذي قدم حياته فداء للوطن. وشكل التمثال من البرونز بطول ستة أمتار، مرتديا ملابسه العسكرية ويحمل في يده اليمنى منظار الميدان، وبعدها جاءت فترة (2002 -2003 ) التي اعتبرت ذروة في تخليد العظماء في مصر ،فتم وضع تمثال عمر مكرم الذي قانم بنحته المثال فاروق إبراهيم . وتم وضعه في ميدان التحرير، وتمثال الأديب نجيب محفوظ الذي قام بنحته النحات سيد عبده سليم . وقد تم وضعه بميدان سفينكس بالمهندسين، وتمثال أمير الشعراء أحمد شوقى الذي قام بنحته النحات سيد عبده سليم . وتم وضعه بالقرب من حديقة الاورمان وجامعه القاهرة. »

أما تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي تم وضعه بميدان باب الشعرية حيث ولد بها وتربي، وتمثال الأديب طه حسين الذي قام بنحته المثال محمود إبراهيم تخليدا لذكرى وأدب عميد الأدب العربي وقد تم وضعه بميدان الجلاء بالدقى، ولكن من العظماء الذين لم تم عمل تماثيل لهم بالمتحف الحربي بالقلعة ويتم إنجاز تماثيل بالميادين العامة اللواء محمد نجيب والرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات. »

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *