Home»Débats»المغرب يُدشن نظاما إقليميا جديدا

المغرب يُدشن نظاما إقليميا جديدا

51
Shares
PinterestGoogle+

بقلم : عبد القادر العفسي

بالمباشر،لعل ما يغيض « اسبانيا »أكثر هو أنها لم تستطيع اختراق الدائرة الضيقة جدا حول الملك « محمد السادس »و تخبطها في الاستنتاجات و الاستنباطات مع الدوخة و انقطاع المعلومات عن بيادقها المتسترين داخل الهيئات أو المتعاملين معها بالمغرب! فكما لا يخفى أن أهم منطقة تعرف حضورا استخباراتي  » اسباني  » هو  » المغرب  » ، بمعنى آخر فإذا كانت بعض النخب السياسية و المدنية …بالمغرب اختارت المنطقة الرمادية في الأزمة القائمة مع الجارة  » الأيبيرية « ،فإن ذلك ليس إلا تأكيد على أن مصالح هؤلاء البعض مرتبطة ب » اسبانيا » أكثر من وطنهم ! أينما كانوا في شماله أو وسطه أو جنوبيه، و لعلنا الآن تَحضرنا جملة نهمس بها في أذن هؤلاء البعض و هي: »إما أن تكون مغربيا أو روح تْقَوَدْ »، فالمغرب ليست دار دعارة تجمعون الأموال بها ثم تصرفونها في « اسبانيا « !؟

لا نلوم « اسبانيا » عن تهافت التهافت لهؤلاء كما هي المعطيات الصادرة عن »السجل العقاري الاسباني » و غيره الكثير ، و لا نلوم »الأسبان » كذلك على موقفه العدائي! فهذا تدافع طبيعي بين الدول و الأمم لكن نأخذ عليها عدم الالتزام حينما تتعهد كدولة بشيء و تمارس في الخفاء شيء آخر،لكننا نسجل انكشاف الغطاء عن الطابور الخامس « الاسباني » داخل « المغرب » و الذين ابتلعوا ألسنتهم و أكلوا هواهم خشية افتضاح ممتلكاتهم ب »إسبانيا » مما هربوه من « المغرب »…و من هنا وجب التوضيح للأخر من أجل الاستيعاب و فقط،على أننا لسنا انفعالين و لا يجب أن نكون كذلك و لسنا شفونين بل مواطنين أحرار نُعبر بكل حرية و نرفض ونفضح ونشير إلى مكان الضرر على الوطن،فالمسائل المقدسة »للمغرب » لا تحتاج إلى توجيه من أعلى هرم في السلطة أو من المخزن بل يجب أن تكون عقيدة لكل المغاربة ، فمن لا غيرة له على وطنه لا غيرة له على عرضه.

هذا من جهة ومن جهة ثانية ، ففي ظل لجوء معظم دول العالم إلى تأمين ثرواتها الطبيعية و « المغرب » كذلك لم يعد يقبل أن يتقاسم معه احد ثرواته ، إضافة إلى تنويع علاقاته الاقتصادية مع مختلف جهات العالم و بناء شبكة علاقات علنية و سرية أضحى رقما مزعجا لدى أطراف إقليمية و دولية عدة ، فالجارة الشرقية التي يعاني فيها إخوتنا من الشعب « الجزائري » مِن تسلط نير العسكاريتارية التي قد اتخذت من العداء « للمغرب » عقيدة وطنية للاستمرار في نهب ثروات المغرب الأوسط و تجويع شعبه، و كأن حال لسانهم يؤكد أن استمرار تسلطهم رهين بعقدة العداء « للمغرب « ، أما « روسيا » التي تربطها مع المغرب اتفاقيات تعاون استراتيجي فإنها منزعجة من التوافق الكبير بين « المغرب » و « الولايات المتحدة الأمريكية  » ( الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية + مناورات الأسد الإفريقي … ) و لا يمكنها_أي روسيا_ أن تخرج بنفوذها من شمال إفريقيا بلا حمص و لا حلوى ، أما « ألمانيا » البلد الاروبي القوي فإن استثماراتها الضخمة و هيمنتها الكلية على جزر « الكناري » قد أزعجها التمدد البحري » المغربي  » و هي الباحثة عن موطئ قدم بالمنطقة استشرافا للثروات التي تتضمنها خدمة لآلاتها الصناعية ، أما الجارة « الإيبيرية  » و هي المتخصصة في الشأن « المغربي » فإنها مازالت رهينة فكر « الاسترداد الكنسي » و وصاياه في ضرورة منع « المغرب » من أي مصادر القوة و العمل على تجويعه و شرذمته …

إن زمن الوصل ب »الأندلس » لم يكن حلما بل هو نتيجة طبيعية لواقع جغرافي له أبعاده التاريخية و السياسية بالعقيدة الدبلوماسية التي عمل عليها المغرب لأزيد من عشر سنوات و توجهه نحو العمق الإفريقي بحثا عن مصادر القوة ، جعل الجارة الشمالية جد حذرة و تلعب من وراء الستار لجعل الحصى التي وضعتها « الجزائر » تحت قدم « المغرب » تدوم و لا تبتغي لهذا المشكل الذي تعرفه أكثر من غيرها باعتبارها مؤسسة له أن يعرف طريقه للحل ، لأن في قراءتها انه لو تم حل مشكل الأقاليم الجنوبية فإن « سبتة » و « مليلية » و الجزر التابعة لهما ستتحرر تلقائيا بفعل استقلال القرار المغربي و سياسة الخنق الاقتصادي التي تبرز من خلال المشاريع و البنيات التحتية المدنية و العسكرية على الساحل المتوسطي .

أما « التوصية » التي صدرت عن  » البرلمان الأوروبي »إحدى مؤسسات « الاتحاد الأوروبي » ، و الذي يُشكر ثم  » يُؤَاخذ  » فيها « المغرب » على أحداث « سبتة » بإقحام القاصرين في مشاكل سياسية فإننا نضن باعتقاد جازم على أنها  » توصية » مفيدة، أولا : ل »لأمم المتحدة » بحيث أعطت لنفسها هذه المؤسسة الاروبية صلاحية مراقبة اتفاقيات أممية ! ثانيا : يؤكد أن وظائفية هذه المؤسسة الأوروبية هو منهح واحد يُبرر إرهاب الدولة ( الاعتداء على الأطفال بسبتة) و مافيا الدولة بالموافقة على تزوير أوراق رسمية للمجرمين والقتلة (بن بطوش نموذج) ! ثالثا : مفيدة لاسبانيا و ألمانيا و الحركات الفاشية حيث أنّ الحلف الأطلسي يؤكد أن عقيدته العسكرية الغربية لا تدخل ضمن نطاقها « سبتة » و « مليلية » و الجزر التابعة باعتبارها افريقية محتلة تقع ضمن المجال الجغرافي و التاريخي للمغرب ،رابعا والأخير : مفيدة للدولة المغربية لأن عليها في المرة المقبلة يجب أن ترسل لهم عن سبق إصرار من هم فوق 18 سنة ( باش نشوفوا لحساب كِيفَاش عاي يْخرج)! بحيث انه و من منظور اسباني بعض « ديال الدراري زعزعوا  » اسبانيا و « أوروبا » فكيف سيكون الحال إذا كانت مسيرة شعبية ؟

إذا كانت بعض العقول السياسية « الاسبانية » لازال يتراءى في مخيالها « فرديناند »و »إيزابيلا » فلا يمكن أن يمنعونا من استحضار طارق ابن زياد وموسى بن نصير…كمخيال جماعي له رمزياته و دلالته ، و بالتالي منطق الجغرافيا و التمدن و الاقتصاد و القيم الإنسانية و غيرها يفترض بناء علاقات مبنية على الثقة ، نعم الثقة و ليس المكر و الخديعة ! نعم احترام إرادة الشعوب في التجاور السلمي و تحقيق المناصفة في الاستفادة من التنمية المتبادلة، وليس منطق الاستعلاء و النظرة الكولونيالية ! المغرب موجود هنا شاء من شاء و أبى من آبى ، وليس هناك منطقة رمادية بين الوطنية و اللاوطنية و إنها البداية الجديدة لتأسيس نظام إقليمي جديد بتوازناته و أرضياته الواضحة و إنهاء الموقف المهادنة اتجاه القضايا الوطنية بالعلاقات بين الدول ، و نؤكد مرة أخرى أنها تبنى على التعاقدات الواضحة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *