Home»Débats»سيناريوهات استئناف الدراسة بعد الحجر الصحي

سيناريوهات استئناف الدراسة بعد الحجر الصحي

8
Shares
PinterestGoogle+

مساهمة في تصور سيناريوهات استئناف الدراسة
المختار شحلال
شرعت وزارة التربية الوطنية في سلسلة مشاورات، بشأن موضوع استئناف الدراسة الحضورية، مع مختلف شركاء المنظومة التربوية (النقابات التعليمية، فدراليات جمعيات آباء وأولياء التلميذات والتلاميذ..) ومن المؤمل أن تتوسع لتشمل كافة الجمعيات المهنية العاملة في المجال التعليمي (المراقبة التربوية، الإدارة التربوية، أطر التخطيط والتوجيه..) وأن تتم الاستفادة من مختلف المقترحات في إعداد السيناريوهات المحتملة، وعدم اعتبارها مجرد مشاورات شكلية لشرعنة تدابير معدة سلفا مع العلم أن مسألة العودة إلى الدراسة، بعد هذه الفترة الطويلة من الانقطاع الاضطراري، يجب التحضير له باعتماد رؤية متعددة الزوايا: صحية، إدارية وتنظيمية، لوجيستيكية، بيداغوجية نفسية، الخ……
لذا اعتقد أن الجميع مدعو للمساهمة في هذا النقاش العمومي الذي من شأنه إلقاء الضوء على مختلف الإشكالات المرتبطة باستئناف الدراسة الحضورية والتي يجب حسابها بشكل صحيح ودقيق، و إلا قد نعصف، لا قدر الله، بالمجهود الوطني المذهل الذي تم بذله والذي بدأت نتائجه الإيجابية تظهر من خلال الانحسار المتزايد للوباء بمختلف جهات المملكة.
من هذا المنطلق وبصفتي فاعل تربوي وممارس ميداني في الإدارة التربوية، أساهم في النقاش بما يلي :
أولا: مسألة العودة إلى المدارس لاستكمال ما تبقى من السنة الدراسية، وخاصة العمليات المرتبطة بالامتحانات الإشهادية أمر مفروغ منه وفرضية السنة البيضاء غير واردة إطلاقا، لكون الجزء الأساسي من المقررات الدراسية تم إنجازه قبل التوقف الحضوري للدراسة

(بالنسبة للثانوية التي أشتغل بها: تم إنجاز من 65إلى 75 في المائة بالنسبة للتعليم الثانوي التأهيلي و100 في المائة بالنسبة للسنة الثانية من أقسام تحضير شهادة التقني العالي BTS المطالبين بامتحان التخرج).

ثانيا: يجب الإقرار أن وزارة التربية الوطنية قامت بدور كبير ومجهود استثنائي في تيسير عملية التعليم عن بعد من خلال توفير كم هائل من المضامين الرقمية في زمن قياسي ونشرها بكل الطرق الممكنة .يجب الإقرار أيضا بالمجهودات الهائلة المبذولة من قبل نساء ورجال التعليم في التواصل المستمر والمضني مع تلامذتهم عبر كل القنوات المتاحة دون نسيان دور الطواقم الإدارية والتقنية و الأسر ومختلف وسائل الإعلام في متابعة العملية ودعمها…وإذا كان من السابق لأوانه تقييم الحصيلة المرحلية لتجربة « التعليم عن بعد » والحكم على مدى مساهمتها في إتمام المقررات(مع العلم أن تفريغ استمارات موجهة لأستاذات وأساتذة ثانوية المهدي بن بركة أظهرت أن هذه العملية ساهمت في إنجاز بين10 و30في المائة من مقرر الأسدوس الثاني مع ملاحظة جماعية كون نسبة تتبع التلاميذ للعملية لم تتجاوز 70 في المائة في أحسن الحالات )،وهذه مهمة عاجلة على وزارة التربية الوطنية أن تشرع في إنجاز تقييم شامل وعميق للتجربة قصد اعتمادها لبناء استراتيجية وطنية للتعليم عن بعد…في انتظار ذلك يجب تسجيل كون هذه العملية ساهمت في حدها الأدنى في الحفاظ على التواصل المستمر لأكبر عدد من المتعلمين بالمدرسة وحمايتهم من آفة التسرب الدراسي

..
ثالثا: لا يمكن التنبؤ بتاريخ استئناف الدراسة لكونه مرتبط بتطور الوضعية الوبائية وهو من اختصاص الهيئة الوطنية المكلفة بالمتابعة والتقييم والتي تبني قراراتها أساسا على ضرورة الحفاظ على الصحة العامة وفي مرتبة ثانية ضمان استمرار الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتحصيل الدراسي في صلبها، وهو اختيار أثبت وجاهته

.
رابعا: يجب استحضار عامل المناخ خصوصا ونحن على أبواب فصل الصيف الذي عادة ما يسجل درجات حرارة مرتفعة يجب وضعها في الحسبان

.
بناء على ما سبق وباعتبار الوضعية الاستثنائية تقتضي حلولا استثنائية لسنة دراسية غير مسبوقة، وفي انتظار إعطاء الضوء الأخضر لإمكانية الرجوع إلى المدارس، اقترح ما يلي:
أولا: اقتصار الرجوع إلى المدارس على المستويات الإشهادية ومتابعة التعليم عن بعد لبقية المستويات مع التفكير من الآن في تخصيص الأسابيع الأولى من الدخول المدرسي المقبل لتقوية نقط الضعف المحتملة التي يتم الكشف عنها بواسطة تقييم المكتسبات المألوفة.
ثانيا: برمجة دخول قبلي للطواقم الإدارية والتربوية أسبوعا قبل التحاق التلاميذ بالمؤسسات وقيامها بوضع برنامج متكامل لإنجاز سقف الدروس الذي تحدده الوزارة (بالنسبة للامتحان الوطني) أو الأكاديميات الجهوية (بالنسبة للامتحانات الجهوية) بالموازاة مع برمجة حصص مكثفة للدعم والتقوية و أجندة لإنجاز ما تبقى من فروض المراقبة المستمرة

.
ثالثا: اقتصار التدريس على المواد المدرجة في الامتحانات الإشهادية مع إمكانية توزيع كل قسم إلى فوجين أ و ب يتناوبان على الحضور بين الفترتين الصباحية والمسائية مع ترك حرية الاختيار للأسر في السماح لأبنائها بالحضور من عدمه، خلال الفترة التحضيرية للامتحانات باستثناء فترة اجتياز الفروض الذي يبقى الحضور خلاله إجباريا

.
رابعا: إجراء الامتحانات الإشهادية شهرا بعد التحاق التلاميذ بدءا بالسادس ابتدائي ثم الثالث إعدادي ثم السنة الأولى بكالوريا وأخيرا الثانية بكالوريا .
خامسا: إجراء امتحانات التخرج لأقسام تحضير شهادة التقني العالي أسبوعا بعد التحاق الطلبة بمراكزهم مع إعفائهم من التداريب الميدانية والاقتصار على تقييم مشاريع نهاية التكوين.
سادسا: انعقاد مجالس الأقسام للبث في نتائج تلميذات وتلاميذ الأقسام غير الإشهادية اعتمادا على نقط المراقبة المستمرة المتوفرة مع اعتماد المرونة الكافية خلال فترة التحضير للامتحانات الإشهادية.
اعتماد هذا السيناريو وإنجاحه في واقع مدارسنا العمومية ممكن شريطة القيام بتعبئة مجتمعية شاملة لا تقل عن التعبئة المميزة التي تشهدها بلادنا في مواجهة هذه الجائحة، تعبئة تساهم فيها كل الأطراف المعنية مباشرة بالعملية التعليمية من وزارة ومصالح خارجية وأطر إدارية وتربوية و أسر وجماعات محلية وجمعيات المجتمع المدني:
أولا: إجراءات بيداغوجية
القيام بتقييم فوري لنسب إنجاز المقررات الدراسية بالنسبة للمستويات الإشهادية وعلى ضوء ذلك تحديد سقف موحد لما يجب إنجازه خلال فترة التحضير مع تكييف مواضيع الامتحانات لواقع الحال.
تحديد نسب إنجاز فروض المراقبة المستمرة قبل توقف التعليم الحضوري.
ثانيا: إجراءات وقائية
إعداد بروتوكول صحي للتلميذات والتلاميذ بتعاون مع وزارة الصحة يكون بمثابة دليل سلوك ملزم للتلميذات والتلاميذ ولأسرهم ولإدارات المؤسسات التعليمية وكافة المتدخلين. مع الشروع في الوقت المناسب في القيام بحملة تحسيسية واسعة ومكثفة للتعريف بهذه الإجراءات الصحية والوقائية.
القيام بتعقيم شامل لفضاءات المؤسسات التعليمية بشراكة مع الجماعات المحلية وجمعيات اللآباء و برمجة عمليات تعقيم يومية عند التحاق التلاميذ .
توفير وسائل التعقيم من صابون وورق بكميات كافية
توفير أجهزة الكشف عن الحرارة واحدة على الأقل داخل كل مؤسسة.
رابعا: إجراءات تنظيمية
إصدار مقرر وزاري تعديلي لمقرر تنظيم السنة الدراسية 2019/2020 رقم 19.039 بتاريخ 29ماي 2019 وتضمينه الإجراءات والمواعيد الجديدة.
قيام إدارة كل مؤسسة تعليمية بالتنسيق مع أطر المراقبة التربوية ومجالس المؤسسة بإعداد:
أ-برنامج عمل مدققة للمرحلة
ب – جداول حصص معدلة ملائمة للإجراءات المتخذة.
……

مجرد مقترحات …. رمضان مبارك كريم للجميع وحفظ الله بلدنا من كل سوء
المختار شحلال مدير ثانوية المهدي بن بركة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. محمد بيجمن
    06/05/2020 at 03:15

    تصورات منطقية قابلة للتطبيق , و لا غرابة فإنها صادرة من إطار إداري حنكته الممارسة الميدانية التي جعلته يمتلك من المؤهلات الشخصية و المهنية ما يمكنه أن يكون رافعة للرقي بمنظومتنا . فحبدا لو كان المسؤولون المركزيون يأخذون بعين الاعتبار مقترحات الفاعلين الميدانيين للنهوض بالتربية و التكوين قاطرة رقي الأمم و تقدمها بدون منازع .
    رمضان مبارك للجميع  » نبقاو فديورنا , ما بقاش قد اللي فات إن شاء الله »

  2. امينة خنوسي علوي
    06/05/2020 at 16:09

    يبدو انه لابد من الإجماع حول انقاذ الموسم الدراسي ولا مجال بتاتا لفكرة السنه البيضاء
    جميع الخطوات التي اقترحها السيناريوهات تبقى رهينة بالحالة الوبائية ولا مجال المجازفة المكتسبات التي حققها الحجر الصحي
    لذى اقترح ان توكل للمؤسسات النظر في نتائج كل التلاميذ بالمستويات الغير الاشهادية
    وبالتالي لا ضرورة لعودتها إلى المؤسسات
    بالنسبة المستويات الاشهادية الابتدائية والإعدادية الاكتفاء بالنتائج المحصل عليها قبل الحجر
    اذن يبقى مستوى ال لى والثانية بكالوريا وأقترح أن يحول تاريخ اجتياز امتحاناتها إلى شهر شتنبر 2020
    مع تعديل في برمجة الدخول المدرسي 20 /21

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *