Home»Débats»التطبيب المجاني …من خلال تبادل الفيديوهات التشخيصية والعلاجية بين الطبقة الفقيرة

التطبيب المجاني …من خلال تبادل الفيديوهات التشخيصية والعلاجية بين الطبقة الفقيرة

0
Shares
PinterestGoogle+
 

محمد شحلال

في الوقت الذي يعرف قطاع الصحة ببلادنا هجوما وانتقادا لاذعين من طرف جل الشرائح الاجتماعية،بسبب التخبط الذي يعرفه،فإن بعض الأشخاص أصبحوا يغرقون الفضاء الأزرق بفتوحات طبية وجدت ،،البلسم،، لكل الاسقام التي تؤرق الكادحين خاصة.
وهكذا،فإن المرء ما إن يكتب الحروف الأولى لمرض ما في،،اليوتوب،، حتى تتناسل فيديوهات العلاج التي تنسي في بعضها البعض.
وللذي يود التجربة،أن يختار على سبيل المثال مشكل ،،البروستاتا،، ليجد نفسه أمام كم هائل من الأطباء وذوي التجارب الذين يعرضون وصفات متفاوتة للقضاء على المرض الذي يشغل الرجال خاصة.
إن من يستعرض الفيديوهات التي تشخص وتعالج مختلف الأمراض،يخيل له وكأننا قد أصبحنا في غنى عن عيادة الأطباء وتخصصاتهم التي ليست في متناول الجميع،ذلك أن طبا بديلا قد صار تحت تصرف المرضى الذين غدوا قادرين على العلاج الذاتي !
ومما يؤكد أن الطب البديل وغير المكلف قد لقي الترحاب بين المرضى،هو الإقبال الكبير على تبادل الفيديوهات التشخيصية والعلاجية بين الناس،بكل ما يعقبها من ردود فعل مشيدة بالنتائج التي خلصت العديد من الناس من كوابيس المرض العضال كما يزعم معظمهم.
إن كل الشعوب تتحايل على مشاكلها حينما تستعصي،فتختار لها أسلحة تخفف من وقعها،وليس من الغريب أن تتحول نساء وفتيات من بلادنا، إلى مبدعات وصفات طبية يقسمن بأغلظ الأيمان بأنها تحقق نتائج مؤكدة !
لقد كدنا أن ننسى أسماء بعض الأعشاب والنباتات بفضل تقدم الطب المعاصر،فإذا بالفيديوهات الاستشفائية البديلة تعيد لهذه الأعشاب كامل فعاليتها بعدما ثبتت نتائجها وتم اخضاعها لدورة مندمجة إسوة بالتعلم المندمج !
من الصعب على مسؤولي الصحة العمومية أن يراقبوا كل هذه الفتوحات الطبية التي يخرجها للعلن رجال ونساء ،بعضهم لا ينسى الإشارة إلى هويته الطبية،بينما يكتفي البعض الآخر باستعراض فعالية الوصفة التي تغني عن معاودة الطبيب.
وبما أن المغاربة ظلوا متمسكين بطب تقليدي مواز للطب الحديث،خاصة بين الكادحين،فإنه لابأس من سرد مستملحة تغلق هذا الموضوع الشائك.
يحكى أن سائحا بريطانيا وزميلته حلا ذات يوم بمدينة مراكش التي سحرتهما،فكان أن توجها إلى إحدى حدائق،،البهجة،،الغناء ليستمتعا بجمالية المكان.
وبينما كان النصراني ورفيقته يزجيان الوقت ،إذ سقط بجانبهما جعل تعذر عليه الطيران مرة أخرى.
انشغل السائحان بالحادث ،فأخرجا ما كان معهما من إسعافات أولية،لكنها لم تجد نفعا في الجعل الذي ،،اللي طاح من العام الاول،،!
عندئذ،اتصلت السائحة بالمستشغى وهي في قمة انفعالها خوفا على موت الجعل الذي ساقه القدر إلى أحضانهما !
وبما أن المستغيث ،،كاوري،،فقد وصل الطبيب فورا،فلما رآى المصاب،تفحصه بعينه،ثم طلب من مساعده أن يقصد أقرب،،كوتشي،،ويحضر شيئا من فضلات الحصان، وهم ماتم في الحين.
فتح الطبيب السلعة،ثم مررها على الجعل،وما كادت الرائحة تنفذ إلى أعماقه حتى دار محركه وطار كالحوامة تحت دهشة السائحين اللذين حيرهما الترياق المغربي، الذي قد يدفعهما لإجراء بحوث تغني ريبيرتوار الطب الأنجلوساكسوني !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.