Home»Débats»في الحاجة الى المفتش

في الحاجة الى المفتش

0
Shares
PinterestGoogle+

اقترن الدخول المدرسي لهذه السنة بتزايد الانتقادات التي وفرت مادتها بعض ،،الفتوحات ،،التي حملتها الكتب المدرسية خاصة في الطور الاول،حيث تسللت الدارجة الى بطون الكتب في تحد سافر لكل المعارضين،لينتصر السيد ،،عيوش،،ومن والاه!
لقد كان لهذا الرجل حظ وافر ليغرف من أموال الدولة في مناسبات عديدة ،لعل أبرزها استفراده بكعكة دفع المغاربة للمشاركة السياسية(حملة دابا)التي تلقى على اثرها ملايير سخية دون أن يتغير منسوب المشاركة!
وبما أن الصدقة في المقربين اولى،فان ابن الرجل المدلل كان بدوره على موعد ليغدق عليه المركز السنيمائي المغربي عطاء لاحدود له مقابل أشرطة تزيل اخر أوراق التوت على حرمات المغاربة واسلامهم !
عندما فشل السيد عيوش في تطويع المغاربة للتصالح مع السياسة،عرج على المنظومة التربوية بتشجيع من أطراف نافذة لينبه المغاربة،،الغافلين،،الى ان الحل السحري لمعضلة التعليم ،يكمن في احلال الدارجة محل العربية الفصحى !
لعل الرجل صريح مع نفسه بالدرجة الاولى،لأنه من ابناء ماما فرنسا،فلماذا يتعب نفسه في الالمام باصول الضاد التي لا تنقاد لأمثاله وأمامه لغة جاهزة يتلقاها الاطفال بالسليقة وكفى الله النشء شر مصارعة الفصحى؟
ان ادراج كلمات دارجة في المقررات الدراسية الى جانب التدني المتراكم في المنظومة التربوية،انما هو مناسبة للتفكير في اعادة الاعتبار لفئة من حماة منظومتنا التربوية من الابتذال الذي الت اليه،وأعني فئة السادة المفتشين الذين عملت التطورات المتسرعة على تقزيم دورهم حتى انتزعت منهم صفة المفتش القوية الحمولة ليطلق عليهم ،،المؤطرون التربويون،،بهدف تجريدهم مما كانوا يتمتعون به من تأثير على المدرسين للقيام بواجباتهم.
لقد تراجع دور المفتشين الى حد كبير،واختفت فئات من المفتشين (المفتش العام)مما فتح الباب على مصراعيه للدخلاء ليخلطوا الأوراق وتضيع اساليب المحاسبة.
وابرازا لدور المفتشين،فانه يتعين التذكير بفترة كانت فيها الشواهد العلمية المغربية مفخرة لكل المغاربة لأن كل اطراف العملية كانوا يؤدون ادوارهم.
وتفاديا لكل تعميم مجاني،فانني افضل الاقتصار على ما يهم اللغة العربية التي سعدت بتدريسها لأزيد من عقدين.
كان مفتش اللغة العرببة وادابها شخصا موسوعيا نهل من جامعة القرويين او من احدى منارات التكوين الأخرى في مراكش وتطوان… وكان هذا المفتش يحرص على أن يجسد الوطنية في هندامه الذي يظل الطربوش أهم رموزه مما يحيل على رواد الحركة الوطنية و،،اللوك،،الذي ميز محمدا الخامس رحمه الله.
كان حضور المفتش في مختلف زياراته فرصة لنشعر بتفاهتنا أمام رجل يمتلك ناصية اللغة العربية وأسرارها ويحمل ثقافة متشعبة تشعرك بالوجود أمام مرجع حقيقي يستحق صفة التفتيش عن جدارة .
كان المدرس المتخرج حديثا يعيش اياما عصيبة وهو يحضر نفسه لنيل شهادة الكفاءة التربوية،الشيء الذي يفرض عليه مزيدا من التحصيل والالمام بقواعد واصول مادته التي تتقاطع مع علوم الدين والشعر الجاهلي،فاذا حل الموعد،خضع لغربلة حقيقية بدءا بنظافة الفصل فالهندام والحركة قبل الانتقال لمضمون الدرس والهفوات التي اعترته.
لا تنتهي توجسات المدرس بتاهله ،بل يظل هاجس التفتيش حاضرا في مساره المهني فيبذل اقصى ما في طاقته ليظل شرف التدريس وساما على صدره.
كانت المحاسبة شديدة ولا يشفع فيها طول سنوات العمل،لأن المدرس يجب أن يظل معطاء بفضل اتساع مداركه وخبراته التي يتعين ان تنتقل صفوتها الى الناشئة.
توالت السنون،وأصبحت المنظومة التربوية حائطا قصيرا ركبته النقابات وغيرها من الهيئات المنظمة التي استغلت بعض حالات تعسف المفتشين المعزولة لتنطلق سهامها التي نالت-مع الاسف-من دور المفتشين الذين انتزعت منهم جل أشكال التأثير على المدرسين حتى تجرأ البعض على منع مفتش المادة من حضور الدرس !
وكما فقد الاباء سلطتهم على الابناء،فان السادة المفتشين قد اريد لهم ان يصبحوا فئة مسالمة مهادنة ترى الخلل ماثلا للعيان فتقتصر على أضعف الايمان!
ان الحديث عن العصر الذهبي لتعليمنا وعن عصر المفتش الذي يضمن سيرورة التدريس العقلاني ليس معناه التحامل على المدرسين،وانما أن يدرك كل الاطراف بان التراخي الذي حصل في السنين الاخيرة قد ظهرت نتائجه الخطيرة،واصبح الباب مشرعا أمام دعاة الدارجة لينتجوا نموذجا اخر من النشء الضائع.
يكفي الجيل الحالي انه ابتكر لغته الخاصة في الفايسبوك دون أن نقدر هول هذا الخطر،فكيف اذا صارت الدارجة بديلا عن الفصحى؟
كفانا اوصافا قدحية لفئة من رجال التربية بذلوا جهودا استثنائية من اجل التحصيل لتقويم العملية التربوية ليجدوا انفسهم بعيدين عن احداث التأثير المنشود: كل التقدير لمفتشينا الاكفاء الذين كانوا دائما صمام امن للمنظومة التربوية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *