Home»Débats»العلامة مصطفى بن حمزة يدعو إلى تدريس الشريعة في جميع أسلاك التعليم

العلامة مصطفى بن حمزة يدعو إلى تدريس الشريعة في جميع أسلاك التعليم

1
Shares
PinterestGoogle+
 

أحمد الجبلي
انسجاما مع أطروحته، التي تسهم في محاربة الإرهاب والتطرف، يعود العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة، من جديد، ليؤكد على خطورة طمس الفهم الصحيح للدين والقراءات المتعددة الشاذة له، وانعكاساتها على وحدة المجتمع المغربي الذي ظل محافظا على وحدته منذ اختار المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية التي من أهم مميزاتها أنها لا تكفر أحدا بذنبه.
لقد ظل العلامة بن حمزة وفيا لهذا الطرح، بل ورائدا فيه، حيث تميز بمقاربته الأمنية اعتمادا على الفكر تصحيحا للفهم والتصور، وجاعلا من الدين الإسلامي منطلقا فريدا في ذلك، وتحديدا، ما اختاره المغاربة من توجه عقدي فقهي مذهبي، على اعتبار أن الفقه المالكي يتقاطع كلية مع البدع، ولذلك حافظ المجتمع المغربي، عبر تاريخه، على وحدته انطلاقا من صفاء الإسلام الذي يتسع للمخالف كما يتسع لباقي الديانات من حيث الحرية في الاعتقاد والتعبد.
لقد حافظ المغرب على وحدته انطلاقا من درايته ومعرفته الجيدة بجميع المذاهب والفرق والتيارات، وانطلاقا من علمه بما يمكن أن تخلقه في المجتمعات من تمزق وتشرذم وتفتيت، وكما قال العلامة بن حمزة في حديث له مع وكالة المغرب العربي للأنباء هذا الشهر « فكان ضروريا أن تلتقي الأمة المغربية على شيء واحد، لأن القبول بالفرقة والتشتت والخلاف يعني أنها أمة لن تنجز شيئا في مستقبلها ».
إن الحفاظ على الاستقرار والوحدة وسلامة الناس وأمنهم هي من أهم المقاصد التي يعمل على تحقيقها النموذج المغربي في الفهم والتدين، ولذلك، كما يقول عضو المجلس العلمي المحلي بوجدة:  » ليس في المغرب مسجد للشيعة وآخر للسنة وثالث للخوارج »
ونلاحظ من خلال هذا الطرح أن المغاربة، انطلاقا من تدينهم والمسلك العقدي الذي اختاروه لأنفسهم وبلدهم، لن يقبلوا بغير ذلك، لكونه يحافظ لهم على وطنهم ووحدتهم وأمنهم. ولن يعتقد أحد أنه سيأتي يوم يتواجد في المغرب ملل ونحل تلعن كل واحدة أختها، أو أن تمتزج الشوارع بطقوس طائفية بعضها طقوس دموية وأخرى تفسيخية لأخلاق المجتمع وأعرافه، ما دام المغاربة قد خَبِروا عن معرفة وتجربة وتاريخ أن اختياراتهم قد كانت دائما وأبدا اختيارات صائبة أنجتهم لأكثر من ثلاثة عشر قرنا من الغزو الخارجي ومحاولات التمزيق والتفرقة عن طريق تربصات أرادت غرس تيارات وطوائف تتقاطع كلية على ما هو مجمع عليه.
ومزيدا من الحفاظ على أمن المغرب والمغاربة، وعلى سبيل الأخذ بالأسباب الممكنة التي من شأنها أن تزرع في عقول الشباب المغربي، تحديدا، وعامة الشعب المغربي، عموما، فكر الاعتدال والوسطية، وحتى تتفشى فيهم وبينهم قيم التسامح والسلم، وتثمين حياة الناس، مهما كان معتقدهم، وحتى يبتعدوا عن التطرف والغلو ويدركوا مدى أهمية الأمن والاستقرار في وطنهم، ارتأى العلامة الدكتور بن حمزة أن يتم تدريس العلوم الشرعية في المدارس والثانويات والجامعات وكليات الطب ومعاهد الهندسة، على اعتبار أن تعلم الدين الإسلامي هو صمام الأمان الذي يحمي الشباب من السقوط في براثن التطرف.
وأما عن الادعاء المزعوم في كون المغرب يتواجد فيه أقليات، هي تعمل الآن على المطالبة بحقها في حرية الاعتقاد، وأن يسمح لها بممارسة طقوسها علانية، فقد عبر العلامة بن حمزة عن أن هذا لا يعدو أن يكون عبارة عن ادعاء يكذبه الواقع، حيث من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في الأقلية حتى تعتبر كذلك أن يكون لها حجم، أما أن يوجد شخص هنا وشخص هناك، وأن تكون لهذا الشخص ارتباطات فهذا لا يجعل منه أقلية. بقدر ما هي محاولات تريد تفكيك هذه الوحدة. وكما قال: « إن الوطن يجب أن يحافظ على وحدته وسلامته وعلى أمن الناس، لأن سلامة البلد مقدمة على كل شيء ».

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.