Home»Correspondants»عندما يختار الشعب وعندما يفرض عليه عام الرمادة

عندما يختار الشعب وعندما يفرض عليه عام الرمادة

0
Shares
PinterestGoogle+

 )عام الرمادة هو عام المجاعة حدث في عهد  عمر بن الخطاب الخليفة الثاني لرسول الله محمد بن عبد الله عليه السلام. و قد قال عنها ابن إسحاق و أبو معشر : »الأرض اسودت من قلة المطر حتى عاد لونها شبيها بالرماد.و قيل لأنها كانت تسفي الريح ترابا كالرماد . »

2)في هذا الصباح الميمون تحدثت وسائل الإعلام العربية و العالمية و المغربية منها،عن الحدث العظيم في بريطانيا العظمى.ومن هذه الأخبار احدد بعضها:

-)صوت 52% من الناخبين البريطانيين لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

-)أعلن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء انه سوف يستقيل من منصبه بحلول أكتوبر 2016 بعد أن صوت البريطانيون على الخروج من الاتحاد الاوروبي.

-)صرح كاميرون بعد هذه النتائج: » إن إرادة الشعب البريطاني هي أمر يتعين تنفيذه..وأعتقد أن البلاد بحاجة إلى قيادة جديدة للذهاب بها في هذا الاتجاه ».

-)ترك رئيس الوزراء(كامرون) لأعضاء حزبه و حكومته حرية التعبير عن آرائهم فيما يخص الاستفتاء.

-)وزير العدل في حكومة (كامرون) (مايكل غوف) كان يدعو إلى الانفصال عن الاتحاد.

إذا عدت إلى العنوان : »عام الرمادة » ليس المطلوب مني أن اشرح وقائع حدثت في الماضي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه،و أقدم التفسير الديني و التاريخي و أشياء أخرى…بل إني أكتفي بالعنوان الذي يشير إلى  أنه عام المجاعة و الجوع.

 وهو جوع مرضي عند الأحزاب المتطاحنة في المغرب و العالم العربي و المتصارعة على كنوز المناصب و الغنائم و المكاسب و الأبهة و الامتيازات و التعرف على أكابر القوم،و نسج شبكة عنكبوتية من العلاقات وقضاء للمصالح الشخصية و العائلية و الحزبية و ماله علاقة …

و بين عام المجاعة و الجوع السياسي و المالي عند أهلنا،و القناعة في القلب و اليد، و تقييد العقل أن يفكر في التطاول على أرزاق الوطن و المواطنين،و الالتزام بالمبادئ الأخلاقية التي تعبر عن قيمة الشخص في نظر نفسه أولا، وفي نظر أسرته ثانيا،وفي نظر مناضلي حزبه ثالثا،و في نظر دولته رابعا،و في نظر وطنه خامسا، وفي نظر دول العالم و الرأي العام العالمي سادسا،عند أهلهم من أمم العجم كما يسميهم المؤرخون في الدولة الأموية أو العباسية.

إن أمور الاستقالة واردة عندهم(أمم العجم) كلما أحسوا أنهم غير قادرين أن يحسنوا إلى  دولتهم ومواطنيهم،أو غير قادرين على الالتزام بوعودهم التي صرحوا بها أمام الشعب،أو أن إرادة الشعب تتعارض مع إرادة السياسيين كما حدث الآن عند أمة الانجليز..

رئيس الحكومة عندهم لم يطلب عبر وسائل الإعلام المسموعة و لا المرئية ، المواطنين البريطانيين ،أو مناضلي حزبه ،أو أعضاء حكومته،أو أعضاء أسرته وعائلته و معارفه و أصدقائه…  أن يصوتوا بنعم لمشروعه وهو البقاء في حضن الاتحاد الأوروبي.حتى أنه عندما ورد اسمه العائلي في أوراق بنما الأخيرة قدم الاعتذار وأبعد عن نفسه الشبهة.

لكن المجاعة السياسية و الجوع إلى المال و المنصب و السلطة و التسلط على الرقاب كما حدث لبعض السياسيين عندنا،أنهم قد يصابون بالجنون و بكل الأمراض النفسية  و الروحانية إذا أقصاهم الشعب من  رضاعة حليب البقرة الوطنية في الانتخابات.فهم لا يعتبرون أنفسهم خداما لهاته الأمة و لهذا الوطن و لهؤلاء المواطنين الذين يدفعون لهم أجورهم السمينة، بل إن العكس هو الصحيح إذ يعتبرون الشعب خدما و مسخرا لخدمتهم، وإلا كيف نفسر القرارات التي تهم الشعب ينفذونها في غيابه؟: قرارات الزيادات في المواد و الضرائب و الذعائر و الفاتورات في الماء و الكهرباء و الوقود..   والزيادة في الاقتطاعات و الزيادة في سنوات العمل(65) و التخلي التدريجي عن القطاعات الاجتماعية (المدرسة و المستشفى و التشغيل و التوظيف) و غياب كشف الحساب و المحاسبة في صرف المال العام  للمسئولين عن القطاعات التي يسيرونها …

 و للعلم  أن الشعب لم يمنحهم توكيلا عاما  بالتصرفات من هذا النوع.

فمتى يتعود  ويعود المسئولون عن إدارة الشأن العام، إلى الشعب ليأخذوا منه   الرأي والترخيص بالقبول أو المنع عندما يتعلق الأمر بقرارات تهم الشعب و أبناءه أو قرارات استراتيجية تهم  الدولة والوطن، كما فعلت أمة الانجليز المحترمين؟؟؟؟؟؟؟؟

سنرى كيف تتصرف الحكومة ووزراؤها المنتمون للأحزاب مع الشعب في الانتخابات المقبلة.

ونتساءل الآن: هل من حق الحكومة الحالية و الحكومات المتعاقبة من الآن  فصاعدا، الإشراف على عملية الانتخابات المقبلة؟و بأية صلاحية أو صفة وهي ستشارك في الانتخابات و ستقدم مرشحين ؟ أليس هذا وحده ضرب لمصداقية الانتخابات؟

أم توكل الأمور إلى جهات مستقلة معروفة لدى الرأي العام بنزاهتها ومصداقيتها  للإشراف على هذه العملية رغبة في نزاهة الانتخابات و الحصول على نتائج حقيقية؟؟؟؟؟؟؟

أم قدرنا أن لا نخرج من عام الرمادة و الجوع و المجاعة…فأهلا بوزراء الحكومات السابقة والحاضرة و المستقبلية بالمناصب التي ستتمسك بها بالسلاسل و المفاتيح .و شكرا لهم أنهم لم و لن يقدموا على الاستقالة لأي سبب كان  عظيما او كبيرا .فالشجاع  البطل هو من يتمسك بالكرسي بأصابع يديه و رجليه و أصابع عشيرته و لن يتزحزح عنه و منه ولو قامت القيامة.                

فالاستقالة عندنا نذالة و خسة، و عندهم شهامة…و الفرق بيننا و بينهم واضح وضوح الشمس في يوم صيفي…

لنقل : » إن غدا لناظره قريب » لنرى ما أنتم فاعلون أيها السياسيون بإرادة الشعب؟…  « إن غدا لناظره قريب » هو مثل كان ساريا في عهد الملك المنذر بن النعمان الملقب ب أبي قابوس(582-609) وهو أشهر ملوك المناذرة…

انتاج صايم نورالدين 

 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عبد المالك سخي
    26/06/2016 at 02:19

    مقال جيد نأمل أن يفعل كل عاقل مثل البرلماني المغربي الذي إستقال والآن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني في حكومة الرماد

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *