Home»Correspondants»الجندي المجهول

الجندي المجهول

0
Shares
PinterestGoogle+
 

كل المجتمعات التي عرفت حروبا طاحنة و خاصة في العالم الغربي  الذي عاش حربين عالميتين الاولى  1914- 1918  والثانية1939-1945 واستمرت سنين ، وكان فيها دمار كبير وخراب عظيم و قتلى بالملايين وجرحى لا تعد و لا تحصى ،و اعداد هائلة من الناس الذين عرفوا مجاعات يشهد لها التاريخ، والذين فقدوا أعضاء من أجسامهم ودمرت  عقولهم وهم من الاعداد غير الموصوفة .وعرفت الانسانية فيها مجازر تبين وحشية الانسان و حيوانيته، حيث ألقيت فيها (الحرب العالمية الثانية) أخطر قنبلة تدميرية اخترعها الانسان الامريكي في ذلك الوقت، و لازالت آثارها يعاني منها سكان (هيروشيما) و (كوازاكي) اليابانية الى يومنا هذ، رغم أن هذا الفعل اللاانساني و اللاأخلاقي  يصنف في باب الاجرام الحربي…

هذه المجتمعات وضعت قبرا في مدخل كل مقبرة مات ساكنوها في الحروب مدافعين عن الوطن أو عن المواطنين،قبرا للجندي المجهول…يمثل كل الجنود الذين قضوا في الحرب،و عليه توضع الورود اعترافا  و تذكيرا بتضحيات الجندي المحارب المجهول.

الجندي المجهول هو محارب مجهول موجود في كل مكان يكون ساحة حرب.  في القضاء يوجد مجموعة من القضاة(من الرجال و النساء) من نذروا أنفسهم للحق،و رهنوا وجودهم للعدالة و العدل و ضالتهم الحق و الحقيقة ،يحاربون الظلم و الظالمين و آكلي حقوق الناس من الضعفاء: ينشدون عدالة العالم الارضي التي يقوم بها الانسان للفصل في العداوات التي تكون بين البشر.يقومون بواجبهم المهني و الاجتماعي و الوطني و الاخلاقي و الانساني، غير خائفين و لا مستسلمين لأصحاب الجاه و السلطة و المال،لا يخشون في تأدية واجبهم الا  السلطة العليا من وراء السماوات.

الجندي المجهول موجود في اقسام المدرسة،يقوم بواجبه في اشاعة النور في العقول،و يحارب الجهل و الظلام و التعصب،و يلقي ببذور التفكير السليم في عقول المتعلمين.انه كائن نذر نفسه أن يصنع عقولا منفتحة و متفتحة على كل اشكال التفكير الانساني،و يكون افرادا لهم نضج خلقي.لا يبيع المعارف و لا المنهجيات و لا التطبيقات بالمقابل،كما كان يفعل المعلمون السفسطائيون اليونانيون في عهد سقراط الحكيم.كان سقراط  يحب أن  يلقب محبا للحكمة كما تواضعا، و نذر نفسه لتعليم الناس بدون مقابل مادي وهو الفقير المعدم.و هو القائل « العلم فضيلة »…رغم أن علمه كان سببا في هلاكه و الحكم عليه بالاعدام  سما قاتلا من بني قومه…

الجندي المجهول موجود في عالم الطب أيضا: هم أطباء بلا حدود ليس لهم ولع بالمال و السعي الى الثروة و الثراء في اقصر وقت.كل سعادتهم أن يكونوا أين يجب أن يكونوا في مساعدة من يحتاج اليهم من المرضى من المعوزين و الفقراء و من العجزة الذين لا يملكون المال الكافي للتوجه الى المصحات الخاصة داخل الوطن و خارجه.هم من خلق الله الذي يمد يد المساعدة عن طيب خاطر و سعة القلب بخلق واخلاق فاضلة.و يتعاملون مع المرضى بتواضع الشرفاء الكرماء.

الجندي المجهول موجود في كل مكان،ثروته في أخلاقه و نبله في تواضعه ،وماله في صبره على التعب و كرمه في اخلاصه لعمله.لا ينتظر التفاتة من الناس و لا اعترافا بالجميل الذي قدمه عن طيب خاطر ولا ينتظر شكرا و لا مقابلا  ماديا و لا معنوياـ و سعادته لا تقدر بثمن أن يرى الارتياح  و الرضى في وجه الاخرين (و ان كان مفهوم السعادة مفهوما فلسفيا كبيرا اختلفت فيه آراء الفلاسفة و نظرياتهم اختلافا كبيرا) .

الى كل هؤلاء الجنود المندسين و المختفين ،الموجودين في كل مكان وفي كل قطاع، و الذين لا يريدون الظهور امام الملأ ليعرفهم الناس، و لا يعجبهم أن يكونوا كنار على علم ،مجاهدين في اسداء خدماتهم للناس، يحاربون كل في موقعه  الشر و السوء و الاعتداء و الظلم  و القهرو القسوة في هذا الوطن…  لا يهمهم أن البعض يتنكر لهم  و لا يعترف بهم … لهؤلاء نقول  : » سلام عليكم و سلام لكم أنتم جنود الخفاء، حبكم موطنه في قوبنا ».

انجاز:صايم نورالدين

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عكاشة أبو حفصة
    09/10/2015 at 00:16

    نعم الجندي المجهول هو ذلك المدرس الذي يدرس باقل راتب في المدارس الخاصة وباستعمال زمان ممتلئ .الجندي المجهول ليس ذلك المدراس المصنف في السلم العاشر وما فوق ولا يقوم بواجبه على اكمل وجه. مختص في سرفة الزمن . لا يربطه بالعمل الا نقطة المفتش والترقية السريعة. الجندي المجهول في الميدان الطبي هو ذلك الطبيب الذي يجعل خدمةالانسانية فوق كل اعتبار ويعمل ليل نهار في المدن القرى وحتى المداشر . وليس ذلك الطبيب الذي لم يتخرج بعد ويرفض من البداية وقبل اداء القسم العمل في البوادي والقرى من اجل اسعاد الانسانية واخراجها من الالم الذي يحل بها من حين لاخر . الطبيب الجندي المجهول هو ذلك الطبيب الذي لا يلهت من اجل العمل بالحواضر الكبرى . وليس ذلك الطبيب الذي لا يقوم بواجبه ناسيا ومتناسيا شريحة كبيرة من الناس ينتظرون خدماته بفارغ الصبر ولا ياتي اليهم الامرة في الاسبوع – من السوق للسوق – . الطبيب هو الذي لا يفكر في الخدمة بالمصالح الخاصة متناسيا واجبه الذي يتلقى عليه راتب في المستشفيات العامة . انه يشبه المدرس الذي يتكاسل في اداء واجبه بالمدارس العمومية ولا ياخر ولو لحظة واحدة اذا كان متوجها للعمل بالمدارس الخاصة …الجندي المجهول موجود في جميع الادارات والمرافق العامة منه المتفاني في اداء الواجب خدمة للصالح العام ومنهم من لا يقوم بادنى واجب … اقف هنا والسلام عليكم .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.