Home»Correspondants»الاسد والثيران الثلاثة

الاسد والثيران الثلاثة

1
Shares
PinterestGoogle+

أبدأ تدخلي المتواضع بما جاء في مقال للدكتور فيصل القاسم الصحافي المعروف بقناة الجزيرة باللغة العربية،تحت عنوان « العرب أمة لا تقرا » .واني أقتبس منه هذه التساؤلات التي ضمنها مقاله.وهي تساؤلات أنقلها بأمانة علمية للقارئ الفاضل لجريدة وجدة سيتي للاطلاع لا غير:

« متى سمعتم أن يهوديا تحالف مع مسلم ضد يهودي حتى لو كان الأخير من مذهب الشياطين السود؟متى تحالف كاثوليكي مع مسلم ضد إنجيلي أو أورثودوكسي؟هل يقبل أي يهودي أو مسيحي أمريكي أن يكون أداة في أيدي المسلمين كي يقتل مسيحيا أمريكيا آخر؟

فلماذا نقتل بعضنا البعض إذن على المذاهب و الطائفة و الهوية ؟ونخوض معارك دونكشوتية إرضاء لغاياتهم و مخططاتهم؟

متى تكبر عقولنا و تنضج و نتوقف عن خوض معارك الآخرين بدمنا و لحمنا الحي و ثرواتنا و عقيدتنا؟

متى نقول ل « موشي دايان » إننا امة تقرا و تفهم و تتعظ و تفعل » انتهى..

ومناسبة التساؤلات التي اقتبستها من مقال السيد فيصل القاسم، هو مؤتمر شرم الشيخ بمصر الذي انعقد الجمعة 13مارس 2015،وكانت من نتائجه سخاء عربي قل نظيره.12مليار ونصف ضخت في خزينة دولة مصر بين الهبات و المعونات و الاستثمارات الخليجية من السعودية و الإمارات و عمان.وذلك لمساعدة مصر على تخطي العراقيل الاقتصادية التي تعاني منها.ولكي تكون الدرع الواقي(للأمة العربية) ضد النهضة العلمية و الثقافية الاقتصادية و السياسية و العسكرية الإيرانية.و بعبارة أكثر وضوحا ضد المشروع الإيراني الذي يرى فيه العرب تهديدا لوجودهم( الفرس ضد العرب:الصراع الذي يرجع إلى عهد الخلافة الراشدة في عهد عمر بن الخطاب الذي قتل من طرف فارسي وهو « الهرمزان ». و الدولة الأموية التي تقهقرت أمام جيوش أبا مسلم الخرساني.وعهد الدولة العباسية التي عرفت ما يطلق عليه بنكبة البرامكة(وهم من اهل فارس).إذن الصراع له جذور تاريخية الذي تحول إلى صراع في ثوب جديد قديم أي  بين الإسلام و  »المجوسية ».

أيرن أصبحت قوة إقليمية و نووية باعتراف الجميع.ويراها العرب تمد اذرعها نحو العراق و اليمن و سوريا و البحرين…وغيره.وهو مد شيعي يهدد المد السني الذي تقوده السعودية (المذهب السني الوهابي) و تركيا و قطر(المذهب السني الاخواني).وتسعى السعودية من اجل تقويض الامتداد الإيراني، إلى التحالف مع تركيا و قطر عدوة الأمس و إيجاد صيغة للتصالح بين مصر من جهة وقطر و تركيا من جهة أخرى…وفي السياسة هناك مبدأ قار لا يتغير وهو(لا عداوة دائمة و لا صداقة دائمة،هناك مصالح دائمة)

 القارئ البسيط للوضع السياسي يرى آن هناك تحالفا تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل و أوروبا الغربية (انجلترا ووفرنسا و ألمانيا ) ودول الخليج وتركيا ضد ما يسمى محور المقاومة الذي يتشكل من إيران و سوريا و العراق و حزب الله اللبناني و جزء من اليمن الحوثي… إنها حرب بالوكالة وقودها الدماء و المال  العربي ضد عدو وهمي…بين المسلمين انفسهم…

وبعبارة البسطاء من الملاحظين خلق الوضع الحالي بسوريا محورين رئيسيين :المحور الوهابي الاخواني ضد المحور الشيعي.

و نسي العرب العدو التاريخي لهم…إسرائيل تدمر كل يوم بيوت الفلسطينيين و تقتل أطفالهم و نساءهم و شبابهم و تأسر المواطنين  و تجرف بساتينهم و محصولاتهم الزراعية و مؤسسات عبادتهم في غزة و الضفة الغربية و القدس:ولم يسلم من ذلك حتى المسجد الأقصى الذي قننت فيه تواجدهم وأعمار من يدخلونه للصلاة(ما فوق الأربعين سنة).وتقوم بالحفريات بحثا عن هيكل سليمان تحت أنقاض المسجد الأقصى الذي بدأت شقوق كثيرة في جدرانه. و بنت الجدار العنصري بينها و بين مساكن الفلسطينيين.ولا زالت تحتل أجزاء في سوريا و لبنان  إلى اليوم.

و لكن البوصلة التي تحدد من هو العدو الحقيقي لم يتمكن العرب من قراءتها جيدا .و في القريب سيقومون بحرب بالوكالة نيابة عن الغرب المسيحي و إسرائيل، و من اجل المصالح الصهيونية و الأمريكية.من اجل إسرائيل سيقتل المسلمون بعضهم بعضا إحياء للطائفية.و من اجل إسرائيل، ستضيع فلسطين…إنها حكاية الثيران الثلاثة و الأسد…من كتاب كليلة ودمنة…

انجاز :صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. صايم
    15/03/2015 at 11:49

    للتصحيح فقط الثلاثي الاوروبي الذي له وزن في السياسات الدولية و التدخل في شؤون الدول هي بريطانيا و فرنسا،اما المانيا فهي تمتنع اذا كانت ن مصلحتها الاقتصادية مهددة.وشكرا

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *