كلمة الدكتور محمد زروقي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة بمناسبة افتتاح أشغال المهرجان الإقليمي الأول للتعاونيات المدرسية

كلمة الدكتور محمد زروقي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة بمناسبة افتتاح أشغال المهرجان الإقليمي الأول للتعاونيات المدرسية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ،
أعزاءنا التلاميذ
حضرات السيدات والسادة
إنه لمن دواعي الاعتزاز أن نشهد خلال هذه الصبيحة من بداية أسبوع جديد أشغال افتتاح المهرجان الاقليمي الأول للتعاونيات المدرسية الذي يقام احتفاء بالذكرى الغالية لعيد ميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير المحبوب مولاي الحسن تحت شعار: » أنشطة الأندية دعامة أساسية للتربية والتكوين » مستلهمين بكل ما يستدعي المقام قيم التعاون الراسخ والتكافل المتين التي تظل واحدة من أهم قيمنا الإسلامية التي يدعو إليها الدين الحنيف ، وفي قائمة قيمنا الوطنية التي قامت عليها ولاتزال حضارتنا المغربية العريقة ، وقد استطاعت أن تحقق بتلكم القيم تعايشا اجتماعيا بين ثقافات متباينة ، وعادات وتقاليد متنوعة لقبائل تلتقي ، رغم تباين خصوصياتها الإقليمية واختلافها، تحت شعار واحد يمثل أسمى تجليات التضامن والتكافل ، ويتمثل أبهى صور الائتلاف والالتفاف ، ذلكم هو شعار: الله – الوطن – الملك.
· أيها الحضور الكريم
لقد استوحت التعاونيات المدرسية بمختلف المؤسسات التعليمية التابعة للنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة ، من قيم التعاون الإسلامية والوطنية الخالدة ،صورا تربوية رائقة ، ولوحات تعليمية شيقة، صنعت منها أنديتنا المؤسساتية مشاهد فنية، تعكس روح التكافل والتضامن الذي تسعى أطرنا التربوية، عبر الممارسات الصفية وغيرها، إلى غرسها في نفوس الناشئة وتهذيبهم عليها ، وذلك من خلال أنشطة المسرح والتشكيل ، والرياضة والألعاب، التي تظل ركحا جاهزا لتجسيد تلكم القيم وتقديم أبعادها ومغازيها المثمرة ، متوجة بتجويد آيات قرآنية من كتاب الله الحكيم الذي يعتبر دستور الأمة الأول ومعينها المحفوظ ، الداعي إلى التعاون والانفتاح والتعايش وقبول الاختلاف .قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ).
ولئن حق علينا الاعتزاز بأنا شعب التعاون والتكافل منذ أن كنا، فإن الأمانة التاريخية تفرض علينا أن نحافظ على هذا العقد الفريد ، ونحمل للأجيال التي حملنا أمانة تربيتها وتعليمها وتكوينها إرث القيم الإنسانية النبيلة التي جبلنا عليها ، ونسلمهم مشعل الأخلاق الإسلامية السمحة ، والأواصر الوطنية القوية التي ظلت ميسم المغاربة وشيمهم أينما حلوا وارتحلوا . ولعلها الأمانة التي حرص أطرنا التربوية على تمثل تبليغها من خلال تنظيم هذا العرس التربوي، احتفالا بالتعاون واحتفاء بالمتعاون الصغير الذي يعلق عليه الوطن آمال البناء والنماء .
فإلى الذين هيؤوا لهذا المهرجان الإقليمي وهدهدوه مذ كان فكرة جنينية حتى استوى برنامجا تربويا وفنيا متكامل المحاور ، متجانس الفقرات ، مقدمين بذلك النموذج لتعاونيات تربوية ومدرسية أخرى حذوا حذوهم وساروا على سراج سبيلهم المزهر الجميل ، إلى أستاذاتنا وأساتذتنا في المؤسسات التعليمية ، إلى أطرنا الإدارية الساهرة على التنظيم وتيسير ظروف الإعداد والأداء ، وإلى تلميذاتنا وتلاميذنا النشيطين المتعاونين النجباء ، باقة شكر وعبق تقدير موصول بأريج الثناء .
وأختم كلمتي بتوجيه أسمى عبارات الامتنان للسيد عامل صاحب الجلالة على الإقليم والسيد الكاتب العام للعمالة اللذين ظلا ولا يزالان حريصين على دعم قطاع التربية والتكوين وتيسير آليات تألقه ونجاحه ، حاضرين على الدوام في أنشطته وتظاهراته، قريبين من أطره وتلامذته قربا يجسد حفزهما الدؤوب ليكون قاطرة للتنمية ، استرشادا بالتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله نصره وعزه .
حفظ الله مولانا الهمام ، المثال المقتدى للتعاون والتكافل ، وأقر عينه بولي عهده المحبوب الأمير الجليل مولاي الحسن ، وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير السعيد المولى الرشيد . إنه سميع مجيب، وأعاد أمثال هذه المناسبة الوطنية الغالية على الأسرة الملكية والشعب المغربي بالخير واليمن والبركات.
وفقكم الله وأعانكم، وآجر تعاونكم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته





Aucun commentaire