Home»Uncategorized»البيداغوجيا الفارقية وتخطيط التعلمات

البيداغوجيا الفارقية وتخطيط التعلمات

7
Shares
PinterestGoogle+

البيداغوجيا الفارقية وتخطيط التعلمات

ذ. عبد الله ضيف

ملاحظة : هذا المقــال أخـذ من كتاب : « التدبير والتخطيط وفق المقاربة للكفايات »،لمؤلفـه :                                             عبـــد الله ضيـف

تحـــديد المصطلحــات:

  « : بيداغوجيا فارقية ،بيداغوجيا الفروق:

إجراءات وعمليات تهدف إلى جعل التعليم متكيفا مع الفروق الفردية بين المتعلمين قصد جعلهم يتحكمون في الأهداف المتوخاة ».

يمكن تعريف البيداغوجيا الفارقية بكونها مقاربة تربوية تكون فيها الأنشطة التعليمية وإيقاعاتها مبنية على أساس الفروق والاختلافات التي قد يبرزها المتعلمون/ المتعلمات في وضعية التعلم،وقد تكون هذه الفروق معرفية أو وجدانية أو سوسيوثقافية،وبذلك فهي بيداغوجيا تشكل إطارا تربويا مرنا وقابلا للتغيير حسب خصوصيات المتعلمين والمتعلمات ومواصفاتهم ».[1]

تتسم البيداغوجيا الفارقية:

1) بكونها بيداغوجيا مفردنة تعترف بالتلميذ كشخص له تمثلاته الخاصة؛    

2) بكونها بيداغوجيا متنوعة لأنها تقترح مجموعة من المسارات التعليمية تراعي فيها قدرات المتعلم؛

3) بكونها تعتمد توزيعا للتلاميذ داخل بنيات مختلفة تمكنهم من العمل حسب مسارات متعددة ،و يشتغلون على محتويات متمايزة بغرض استثمار أقصى إمكاناتهم،وقيادتهم نحو التفوق والنجاح. وتطبيق البيداغوجيا الفارقية من خلال مجموعة من الإجراءات الديداكتيكية هي:

 * انتقاء الأقسام والمواد؛

 * جرد الأهداف العامة للموارد المدرسية؛

 * تحديد الأهداف مع مراعاة عامل الوقت ودرجة التحكم في المنهجية؛

 * اختيار وإعداد البنيات الملائمة؛

 * تعيين الأهداف المراد تحقيقها؛

 * تحديد المقطع الديداكتيكي ومعيار النجاح؛

 * إنجاز تقويم جردي « .[2]

 

 

بيداغوجيا التمكن:

1إجراءات تعليمية وتقويمية وتصحيحية تهدف إلى جعل المتعلم متمكنا من الأهداف التعليمية ومتحكما فيها انطلاقا من ضبط انتقاله من سلوك أولي إلى سلوك نهائي،مرورا بسلسلة من المراحل المتعلقة بمكتسباته الباقية والمرحلية ، والهدف من هذا الضبط جعل جميع التلاميذ يتفوقون في تعلمهم من خلال تعليم مناسب لخصوصياتهم الفردية وتعلم مصحح باستمرار في اتجاه الأهداف المحددة.

2– تنطلق بيداغوجيا التحكم من استراتيجيات تصحيحية تعتمد مفهوم التقويم التكويني التتبعي:

 (أ) في البداية يتم تشخيص مكتسبات المتعلمين وتصحيح الفروق بينهم؛

 (ب) يقدم تعليم مناسب لقدرات وكفاءات كل تلميذ مع تشخيص مستمر للتعليم؛

 (ج) ضمان بلوغ جميع التلاميذ الأهداف النهائية.[3]

       « مدرسة فعالة،نشيطة:اتجاه تربوي يؤسس مبادئه على فرضية مركزية مؤداها أن التعلم يتم من خلال النشاط الذاتي الحقيقي للمتعلم،والمقصود بالنشاط الذاتي الحقيقي كل نشاط يستدعي مشاركة المتعلم وتوظيفه لكل طاقته انطلاقا من مبادراته الذاتية.[4]

تعليم تدريس مفردن تفريد التعليم Enseignement individualisé

تعليم – تدريس بالاختيار    Enseignement à la carte

« بيداغوجيا المشكلات:مجموع الطرائق والتقنيات والإجراءات التي تعد بواسطتها الوضعيات الديداكتيكية وتنظم وتنشط بكيفية تجعل التلاميذ يواجهون مشكلا ويقومون بعمليات ممنهجة لحله.[5]

                 البيداغوجية الفارقية وواقع العالم العربي:

ظلت التربية القديمة ؛ومنها التربية الحديثة في العالم العربي،مركزة على المادة المدرسة،وأغفلت من ندرس،وذلك لعدة أسباب،منها ما له علاقة بالمجال:

– السياسي / الاجتماعي المتمثل في غياب أدنى شروط الحياة،نظرا لغياب وتغييب الديمقراطية الحقيقية وحقوق الإنسان وما إلى ذلك ، كعدم تقسيم الأرزاق بالسوية حيث تعيش القلة الترف والإسراف،وتعيش البقية على الفتات،وهذا نتيجة لغياب العدل الاجتماعي،والعدل السياسي،والعدل الاقتصادي….

– الفلسفي المتمركز حول قضايا وحاجات نخبة من المجتمع،فهو يخدم مصالحها،ويثبت توجهاتها،ويدعم مصالح أسيادها وهي أهداف خفية،لا تظهر إلا عند جني الثمار؛وذلك يكون بعد مرور سنوات عدة؛،وهكذا ظلت الفلسفة الكلاسيكية ومن يسير في فلكها تسخر التربية لخدمة جهات معينة ومن أجل نشر قيم لا علاقة لها بحاجات وخصوصيات المتعلم،فكانت وما زالت البرامج والمناهج أداة لجعل المتعلم يتأقلم ويتكيف مع الأوضاع؛وإن كانت مزرية؛وذلك من خلال جعله يرضخ للأمر الواقع،والرضا بحياة رديئة.

– انتشار الأمية ، والجهل بخاصة عند الدول المتخلفة.

– …

وحاولت التربية الحديثة تجاوز هذا العائق،وذلك بجعل التعليم يخدم المتعلم ، يقول آلان Alain : »تقولون لكي ندرس يجب معرفة ما نعلم،لا أدري قد يكون من الأهم معرفة من ندرس « .[6]

للإجابة عن هذه الإشكالية سنحاول التعرف على مكونات المثلث التعليمي وفق الخطاطة الآتية :                          خطاطة المثلث التعليمي


 

فالتربية الحديثة ركزت على ضرورة جعل التدريس متمركزا حول المتعلم،وذلك من خلال نظريات عدة في جل المجالات السياسية والاجتماعية والفلسفية والسيكولوجية…

في الجانب السياسي:

 إن الدفاع عن ديمقراطية حقة،وانتشارها مؤخرا في بعض دول العالم المتقدم،دعم الدفاع عن حقوق الإنسان بصفة عامة،وحقوق المتعلم بصفة خاصة وقد جندت لذلك وسائل عدة كالإعلام المكتوب والمنطوق والسمعي البصري،داعية إلى ضرورة الاهتمام بالفوارق الفردية.ومنها الفوارق الفردية داخل المؤسسات التعليمية،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نشر البيداغوجيا الفارقية،التي تنطلق من هموم وحاجات المتعلمين ،والتي تراعي مستواهم المعرفي والعمري بل والنفسي-السيكولوجي،وكذا خلال دعوتها إلى العدل وتكافؤ الفرص،وإلى جعل المعنيين يسهمون في تدبير أمورهم وتسييرها وذلك من خلال إشراكهم في اتخاذ القرارات وتنفيذها وتقويمها حسب حاجاتهم وميولاتهم بل حسب مصالحهم التي هي طبعا في خدمة الصالح العام.

وأصبحت المؤسسة التعليمية مسؤولة أمام المجتمع،بخاصة أمام ممثلي دافعي الضرائب والمؤسسات الممثلة لهم،كالبرلمان والجماعات المحلية.

وهكذا أصبحت مدعوة إلى إشراك المتعلمين وأوليائهم وآبائهم في اتخاذ القرارات وكل الشؤون التربوية،ومن ثم وقع التجاوب مع ميولات المتعلمين وحاجاتهم،فالجودة في التعليم رهينة بخدمة المتعلم من خلال استحضار حاجاته وميولاته ومراعاة مستواه العمري والمعرفي،والعمل على الاستجابة لحاجاته النفسية والسيكولوجية،حتى ينمو المتعلم سليما معافى عقليا ومعرفيا وبدنيا ونفسيا.كما أن انتشار المؤسسات الخاصة،والتي تحاول دائما إرضاء الزبون قربت الهوة بين المتعلم والمدرس،فالمؤسسات الخاصة من خلال المنافسة الشديدة بينها؛بحكم البقاء للقوي؛تحاول الاستجابة لميولات المتعلمين وتحاول إرضاء حاجاتهم،بل تحاول إرضاء أولياء أمورهم،وذلك بإحداث ظروف تعلم جيدة،سواء من حيث إعداد مجال العمل،أو من حيث إعداد الوسائل،وذلك كله من خلال إشراك المتعلمين وذويهم في اتخاذ القرارات،وفي تدبيرها وتسييرها،وفي تقويمها،بل « وتشتد مراقبة أولياء المتعلمين لسير العمل التربوي في الأنظمة التي يتم فيها تمويل التعليم وتسييره على المستوى المحلي أو الجهوي غير المركزي،حيث تكون الجماعات المحلية (أو المجتمعات الأهلية) هي المصدر المباشر للاعتمادات كما هو الشأن في الولايات المتحدة الأمريكية التي تسخر فيه الضرائب الحضرية أو الضرائب على الأملاك لتمويل المدارس.وبحكم هذا التمويل المباشر،فإن هذه الضرائب الأهلية تمارس »حق المراقبة »والتأثير المباشر وغير المباشر على العمل التربوي،وعلى أساس هذه المراقبة،توبعت أمام القضاء الكثير من الأنظمة المدرسية المحلية في أمريكا من لدن بعض أولياء أمور الأطفال،لأن هؤلاء الأطفال لم يحصلـوا على نتائج تعليميـة مقبـولة،أو لأن أداء النظـام المدعـى عليه كان ضعيفا « .[7]

– في المجال الاجتماعي:

إضافة لما ذكر سابقا فإن انتشار الوعي الحاصل عند الدول المتقدمة ، وبحكم انتفاء الجهل،وذلك بفضل انتشار الديمقراطية عندهم،وتفشي مسألة حقوق الإنسان،وبفضل العدل الاجتماعي والسياسي أصبحت المدرسة ملزمة بإشراك الآباء والأولياء خدمة للمتعلمين وللمتعلمات.

– في الجانب الفلسفي:

بظهور الفلسفات والنظريات الحديثة ، أصبحت المدرسة مطالبة باقتسام سلطتها مع المجتمع،من أجل مراعاة حاجات المتعلمين وخدمة مصالحهم ، وانطلاقا منها وبناء عليها،فبعد أن غيب المتعلم في التربية القديمة،ها هي النظريات والفلسفات والأصوات الحرة تدعو إلى ضرورة جعل المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية،والعمل على جعل كل المؤسسات في خدمته،وهذا الأمر عرف مع « جان جاك روسو » ومع « جون ديوي »،و »مونتسوري » وغيرهم كثير…

 

– في الجانب السيكولوجي النفسي:

بعودتنا إلى مدارس علم النفس،نجدها أكثر فعالية في جعل التعليم متمركزا حول المتعلم،حيث أفادنا هذا المجال في التعرف على طبيعة المتعلم والميكانيزمات التي يستعملها العقل في معالجة المعلومات،وكل ما يتحكم في مسائل الفهم والذاكرة وفي التعامل مع المشاكل وكيفية حلها… »على اعتبار أن شخصية الطفل تختلف عن شخصية الراشد،فما يقدم للكبار وما يقومون به،لا يخضع بالضرورة للصغار،بل لا يستجيب لحاجاتهم،ولخصوصياتهم النفسية والمعرفية،وعليه فمعرفة الطفل تتطلب الاستفادة من علم النفس الطفل،كالاطــلاع على مراحل النمو،لرصد حاجيات ومتطلبات كل مرحلة عمرية،ولتقديم المفهوم المناسب للمرحلة المناسبة،وكذا الاستفادة من المجال التربوي بصفة عامة قصد تحديد أمثل الطرق وأحسنها خدمة لكل مرحلة عمرية… »[8].

إن النظر إلى جدوى التعليم يتطلب الانطلاق من مشروع متكامل يراعي حاجات المواطنين ويخدم مصلحة البلاد العامة ،مشروع تحدد صمنه الغايات والمنطلقات الكبرى وفق حاجات المجتمع الروحية والاقتصادية والاجتماعية… غايات وأهداف تنطلق من مقومات هويتنا الحضارية المتمثلة في:المقوم الديني والمقوم التنموي والمقوم اللغوي والمقوم التاريخي الجغرافي

غايات وأهداف نروم من خلالها إخلاص الولاء لله عز وجل ، على اعتبار أن أول حق للإنسان المسلم هو معرفة ربه عز وجل ثم العمل بشريعة الإسلام قولا وفعلا،ثم إكساب الناشئة جملة من المهارات والتقنيات،التي من شأنها إدماج المتعلم مستقبلا داخل النسيج الاجتماعي،وذلك من خلال انخراطه الفعلي في الحياة العامة،فهو من جهة يخدم وطنه،ومن جهة أخرى يكرم نفسه وذلك بحصوله على مدخول قار،وبذلك لن يكون عالة على غيره،فكرامة الإنسان تبدأ من حصول المرء على مدخول قار،بدل العيش من جيوب غيره،فمهما تمعش الإنسان من فتات غيره،وكيفما كانت التسميات :إحسانا ، صدقة…فهي عيشة رديئة ذليلة،فالمرء من حقه أن يعيش مكرما معززا،وقد كرم رب العزة الإنسان بقوله: « ولقد كرمنا بني آدم ».

فلماذا تعيش القلة عيشة مترفة ، بينما تعيش البقية على الفتات؟

 إن الجواب يتطلب صفحات عدة،ولكن سألخصها فيما يلـي:

1) غياب العدل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

2) عدم تقسيم أرزاق الأمة بالسوية.

3) تدخل جهات أجنبية في اتخاذ قرارات سياسية واقتصادية وسياسية ، وهذا معناه تغييب حاجات وميولات الشعوب المغلوبة بصفة عامة،والمتعلمين بصفة خاصة،فأين هي البيداغوجيا الفارقية؟

4) سكوت الشعوب المغلوبة عن أمرها،بسبب الجهل والأمية وما إلى ذلك.

5) التأطير غير الصحي الذي تقوم به جل الأحزاب وبعض الحركات والجمعيات،والذي تضيق فيه نظرتها،بحيث تبحث عن مصلحة حزبية،أو تخدم جهة نخبوية معينة.وكلها عوامل تؤدي إلى إسكات الشعـب وتنويمـه ربحا للوقت.

6) كما أن الإعلام زاد في تأطير الشعب في الاتجاه السلبي.

……………..

بعد هذا السرد المتواضع أعود إلى تحليل المثلث التعليمي وسأحاول تحديد بعض مصطلحـاته:

عقد، تعاقد بيداغوجي:

* اتفاق يلتزم بموجبه شخص أو عدة أشخاص تجاه شخص أو أشخاص آخرين بالقيام بعمل أو عدم القيام به.

* إجراء بيداغوجي مقتبس من ميدان التشريع والصناعة،يقوم في إطار العمل التربوي على اتفاق تعاقدي بين طرفين هما المدرس والتلميذ،وينبني هذا الاتفاق على مفاوضة بينهما،حول متطلبات المتعلم وأهداف التعليم وواجبات كل طرف وحقوقه،وأهداف ومرامي عملية التعليم والتكوين « [9].

النقل الديداكتيكي[10]

* المعرفة:هي كل المعارف والأفكار والمعتقدات والمعلومات والقيم المتجمعة عبر السنين،ويقصد بها هنا تلك المعارف الموجودة في الكتاب المدرسي،بعد أن خضعت للنقل الديداكتيكي.

من خصائص البيداغوجيا الفارقية:

1التفريق بين المتعلمين ،بمعنى الفصل والتمييز بينهم،فالتفريق بين الأكفـــاء(المتشابهين) هو مناسبة لتبيان أوجه الخلاف بينهم،والتفريق له عن الأمر بمعنى كشفه وتبيانه ، يقال « فرق بين المتشابهين:ميز بعضهما من بعض (….) وفرق الشيء:جعله فِرقاً(…) والفارق:ما يميز أمرا من أمر ،(ج) فوارق ،والفارقية : نسبة إلى البيداغوجيا،بمعنى أن هذه البيداغوجيا تميز وتفصل بين المتشابهات والأكفاء،حتى يكون الدواء مناسبا للداء.

2هي بيداغوجيا علمية عملية،تنطلق من تشخيص لواقع معين بأساليب وأدوات علمية دقيقة كالروائز ومختلف الاختبارات…من أجل رصده،وتمييز عناصره عن بعضها البعض،ثم تفييئها،ليقدم العلاج المناسب،من خلال دعم علاجي يلامس الداء،ويقدم الدواء بكيفية مدروسة محبوكة [11].

3– وذلك من خلال مراعاة حاجيات ومتطلبات المتعلمين النفسية والمعرفية والبيئية.

4البيداغوجيا الفارقية بيداغوجية فردانية تعترف للمتعلم بشخصيته وتمثلاته وتصوراته،ولن يحصل هذا الأمر إلا إذا وجد سياق عام ملائم :     عدل سياسي وعدل اجتماعي وعدل اقتصادي.

5البيداغوجيا الفارقية بيداغوجيا متنوعة،عليها أن تقترح مجموعة من المسارات التعليمية،تراعي أثناءها قدرات المتعلمين،وتستحضر ذكاءاتهم.

6البيداغوجيا الفارقية بيداغوجيا تتتبع عمل المتعلم من خلال تقديم التغذية الراجعة المناسبة.

7بيداغوجيا تنويعية وهي التي تستعمل فيها طرائق وتقنيات تتنوع حسب عنصر الزمان،أي أنها تعتمد على أنشطة تتنوع من فترة إلى أخرى ومن حصة إلى أخرى،وتبعا لهذه المقاربة فإن الدرس (أ)،أو الهدف التربوي (أ)،يقدم باعتماد تقنية ما،ثم يقدم بعد ذلك الدرس (ب)،أو الهدف التربوي (ب)، بتقنية أخرى ، وهكذا…

8– البيداغوجيا الفارقية هي بيداغوجيا ذات « مداخل متعددة:وهي المقاربة التي يقدم فيها نفس الدرس،ويحقق نفس الهدف التربوي باستعمال تقنيات مختلفة بكيفية متزامنة (الصورة واللغة والحركة إلخ…).

9– هي مقاربة تشمل بالإضافة إلى الممارستين المذكورتين سابقا،على التنويع في محتويات التعلم،أي أن هذه البيداغوجيا لا تحاول فقط التنويع في التقنيات والوسائل عبر الزمان أو لتحقيق الهدف نفسه في وقت واحد،وإنما تسعى كذلك إلى تنويع محتويات التعلم داخل الصف ومن ثمة فإنها مقاربة تعتمد على التنويع في الطرائق وفي المحتوى معا « .[12]

10– التدريس بالبيداغوجيا الفارقية معناه استحضار شخصية المتعلم واحترامها وتقديرها،والنظر إليها نظرة شاملة متكاملة. يتم خلالها مراعاة الجوانب المكونة لها:المعرفي والوجداني والحس -حركي،وعدم فصل المتعلم عن كينونته وسبب وجوده.

11الانطلاق مــن الخصوصيات المحلية والبيئية،احتراما للمجتمع ثم العمــل 

على الانفتاح البناء صقلا لشخصية المتعلم،وتوسيعا لآفاقه،وتشجيعا لطموحاته ومبادراته الهادفة.

12– البيداغوجيا الفارقية بيداغوجيا تستجيب لحاجيات المتعلم،وتخدم مصلحته التي هي ؛ مستقبلا؛ مصلحة البلاد والعباد،ولعل أول حاجاته،عندنا في البلاد الإسلامية؛هي تعرفه على خالقه بدليل قوله تعالى : ]اقرأ باسم ربك الذي خلق[ سورة العلق، الآية 1،نعم أمرنا بالقراءة،ونردد دائما أننا من أمة « اقرأ » ولكن ما نوع القراءة التي يجب أن نبدأ بها ؟ إن الآية الكريمة واضحة وضوح الشمس،فقد أمر رسول الله r بأن يقرأ عن الخالق،أن يتعرف على رب العزة سبحانه وتعالى،أمر أن يقرأ باسم ربه الذي خلق،أمر أن يقرأ وأن يتعرفعلى الذي خلق الإنسان من علق،أمر أن يتعرف على الذي علم الإنسان بالقلم… أمر ليتعرف على خالقه لتكون العبادة كاملة شاملة صحيحة سليمة،أمر أن يتعرف على ربه لكي يقدره ويشكره،وذلك لقوله تعالى: ]وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[، قال ابن عباس رضي الله عنهما إلا ليعبدون بمعنى إلا ليعرفون ، فالجن والإنس حصر خلقهم في عبوديته لله عز وجل،ومن أجل ذلك فقط خلـق ، وهذه أول حاجات المجتمع المسلم،الذي يجب على المؤسسات التعليمية دعمها وتثبيتها،فقط من أجل إحياء الفطرة المغروسة في قلوب الناشئة.

13– البيداغوجيا الفارقية بيداغوجيا تنطلق من حاجات المجتمع،مراعية خصوصياته،فبالإضافة إلى الغاية المذكورة سابقا:إخلاص العبودية لله،عليها أن تعمل على تثبيت ودعم المقوم التنموي،الذي من شأنه أن يسير بالأمة إلى الأمام من خلال اكتسابها للقوة،والقوة الهادفة البناءة هي السبيل الوحيد لاكتساب كرامة محترمة بين الدول،فالطريق الأمثل أمام الدول الإسلامية من أجل الحصول على هذه الكرامة هو العمل على تكوين العنصر البشري تكوينا ربانيا واقعيا شاملا متكاملا،يحصل من خلاله،في كل عنصر بشري مسلم؛قوله تعالى: ]يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين[ لعل الكرامة حاجة ملحة ومطلب مرغوب فيه،لن تكون إلا من خلال قوة أمينة.

 


[1]– التدريس المتمركز حول المتعلم والمتعلمة، مبادئ وتطبيقات، ص: 214.

[2]– عبد اللطيف الفاربي وآخرون، عدد 9-10، ص: 259.

[3]– المرجع السابق، ص: 258- 259.

[4]– المرجع السابق، ص: 83.

[5]– المرجع السابق، ص: 258.

[6]– أنطوان الخوري، طالب الكفاءة التربوية،دار الكتاب،بدون سنة،الدار البيضاء،ص: 16.

[7] -التدريس المتمركز حول المتعلم،مرجع سابق.

[8]عبد الله ضيف،الجودة في التعليم،سياق أم مساق،ط 1، 2005، مطبوعات الهلال،وجدة، ص: 62.

[9]– عبد اللطيف الفاربي وآخرون، س ع ت، عدد 9-10، ص: 54.

[10]-للتفصيل انظر عبد الله ضيف، الجودة في التعليم، سياق أم مساق؟، ص ص: 43-44.

[11]-للتفصيل العملي انظر تدبير أسابيع الدعم العام والدعم الخاص، من هذا المؤلف.

[12]– التدريس المتمركز حول المتعلم والمتعلمة، مرجع سابق، ص ص: 44-45.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. rachid
    16/06/2014 at 14:16

    merci une fois encore mr Abdellah pour cet article qui comporte une bibliographie riche et des connaissances importantes.

  2. بنزيان
    18/06/2014 at 23:10

    شكرا ااستاذنا الكبير على الموضوع القيم والجميل
    من إقليم الخميسات نبعث لك تحياتنا وتشكراتنا

  3. عباس
    19/06/2014 at 15:05

    شكرا جزيلا.

  4. عبد الله
    07/01/2015 at 18:43

    شكرا استاذي الفاضل

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *