Home»الأكاديمي المغربي بدر المقري: لولا أن خفت أن أشق على أهلي لأوصيت بأن أدفن في مقابر صبرا وشاتيلا

الأكاديمي المغربي بدر المقري: لولا أن خفت أن أشق على أهلي لأوصيت بأن أدفن في مقابر صبرا وشاتيلا

1
Shares
PinterestGoogle+
 

سعيـد عبيـد

ندد الأكاديمي المغربي الأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة د. بدر المقري أمس السبت خامس رمضان 1440 (11 ماي 2019) بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة بالتجاهل والبرود الذي أصاب كثيرا من الناس، ومنهم المثقفون، إزاء القضية الفلسطينية، هذه القضية المركزية التي استطاع الإعلام والتعليم تهميشها في وعيهم في الآونة الأخيرة، محولين إياها إلى مجرد نوستالجيا، مما يشكل هزيمة نفسية لهم، ونجاحا كبيرا للاختراق الصهيوني ولمشروعه الاستعماري الاستيطاني العنصري، أسهم في تعزيزه مؤخرا وعي زائف بالهوية يحاول جاهدا فصل الأمازيغ عن فلسطين، بلغ إلى حد رفع شعار « تازة قبل غزة »، دونما مراعاة للمركزية الدينية والعربية لفلسطين والأقصى، ولا للارتباط التاريخي والوجودي الوثيق للمغاربة بفلسطين عبر الأحقاب، مما جعلهم يضحون بالنفس والنفيس من أجل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وذكر المقري في معرض تقديمه لكتابه الأخير « باب المغاربة: رسائل مغربية في عشق فلسطين 1975-1989 » (الرباط نت – 2017) الذي نظمه الصالون الأدبي بالمركز، ونشطه ذ. محمد العرجوني، أن هذا الكتاب – الذي هو في مجمله نتاج تفاعله منذ طفولته مع القضية الفلسطينية وحصار بيروت – أحد ثلاثة كتب تشكل مشروعا هو عنده أسبق مما اشتهر به من كونه مؤرخا للذاكرة الوجدية، والكتب الثلاثة هي « يا صاح… » الصادر عام 2016، و »باب المغاربة » هذا، وترجمته لكتاب الفدائية الشهيدة ريم النابلسي « Françoise Castiman » الموسوم بـ « Mourir Pour La Palestine » الذي سيصدر بعد أشهر. وأوضح المحاضر أن هذا المشروع جاء حصيلة عشق وجداني ووجودي عميق لفلسطين أسهمت فيه بالأساس التنشئة العائلية – وقد كان محيط العائلة محيطا واعيا بالقضية، عاشقا لها – التي عززت لديه روح المبادرة التلقائية لدعم المقاومة الفلسطينية منذ الطفولة، وعلاقته الملهمة بالمرحوم العربي باطما، وما استتبعه من اهتمام هذا الأخير والمرحوم بوجميع بفلسطين، علاوة على المنظومة التعليمية قبل أن يتم تجفيف منابع القضية فيها!
وفي هذا السياق ذكر الأكاديمي المغربي – الذي يكتب بفؤاده لا بيراعه على حد تعبير الإعلامية شفيقة العبدللاوي التي قدمت الكتاب للحضور – أن ارتباطه الوجداني بفلسطين بلغ إلى حد أنه لا يستطيع تصور نفسه من دون فلسطين، لأنها أكسيجينه، مؤكدا بأنه « لو طبَّع كل الناس فلن أطبِّع »، وأن « إسرائيل إلى زوال، لا محالة »، وذاكرا أنه « لولا أني خفت أن أشق على أهلي لأوصيت بأن أدفن في مقابر صبرا وشاتيلا »… خاتما مداخلته باستنطاق ذواكر مجموعة من الصور ودلالاتها التاريخية والوجدانية مما يمثل محطات مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.