السلوك المدني في يوم دراسي بثانوية القدس الأعدادية / وجدة
تحت شعار " الأسرة والمدرسة معا لترسيخ السلوك المدني " نظمت ثانوية القدس الأعدادية بشراكة مع جمعية آباء وأمهات تلاميذ نفس الثانوية يوما تواصليا في موضوع " ترسيخ السلوك المدني ثقافة وممارسة " وذلك يوم السبت 1 مارس 2008 ، بحضور كل من مدير الأكاديمية و نائب وزارة التربية بنيابة وجدة انكاد ، ونائب رئيس الجامعة وبعض نواب نيابات الجهة الشرقية وأساتذة باحثين و عدة شخصيات وفعاليات المجتمع المدني …..
افتتح هذا اليوم بتلاوة ايات بينات من الذكر الحكيم ، تم الأستماع بعدها الى النشيد الوطني ، ليتناول الكلمة السيد محمد ابو ضمير مدير ثانوية القدس الأعدادية ، تحدث فيها عن التغيرات التي يعرفها عالم اليوم وضمنه المغرب في مجال السلوك المدني ، بحيث ان العالم اصبح يعرف سلوكات وتصرفات وممارسات تضرب في العمق القيم الأخلاقية ، والتربوية ، والأجتماعية ، سلوكات وتصرفات اصبحت تكتسي بعدا خطيرا ، خصوصا عندما تجتاح هذه الظاهرة المؤسسات التربوية والتعليمية ، وهي الظواهر التي لم يعد المغرب في منأى عنها ، فلا يمر يوم دون ان نسمع عن مظاهر العنف في الأدارة او المعلمين والأساتذة او التلاميذ او الآباء …بل ان الأمر تجاوز ذلك الى مظاهر التخريب التي اصبحت تعرفها مؤسساتنا التعليمية ، والأعتداء على حرماتها ، … حتى ان هذه الظواهر الشاذة اصبحت مثار جدل ونقاش على جميع المستويات ، وهي ظواهر تهدد المدرسة المغربية ومنظومتها التربوية ، لهذا يقول السيد محمد ابو ضمير ، " يأتي شعار هذا اليوم الدراسي " الأسرة والمدرسة معا من أجل ترسيخ السلوك المدني " وهو شعار يحمل دلالة تربوية ، وأخلاقية ، تتميز بابعاد قيمية جد عميقة…..ولهذا فان ثانوية القدس الأعدادية وعيا منها بالدور الذي يمكن ان يضطلع به كل طرف في مجال السلوك المدني …ادارة تربوية ، وأساتذة ، وأسر ، وتلاميذ فانها تنظم هذا اليوم التحسيسي لتعميق النقاش من جهة ، وللبحث عن السبل والوسائل والآليات الكفيلة لمحاربة هذه الظواهر الشاذة والعمل على اجتثاثها من مدرستنا وهو ما لا يمكن ان يتم الا بترسيخ السلوك المدني في نفوس ناشئتنا التعليمية ……"غير ان ترسيخ السلوك المدني لا يمكن ان يكون احاديا سواء من طرف المدرسة وحدها او الأسرة وحدها ، ان ترسيخ السلوك المدني هو عملية تتكامل فيها الأسرة مع المدرسة …
وبعد ذلك تناول الكلمة السيد محمد بنعياد مدير الأكاديمة الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقية ، نوه في مستهلها بكل فعاليات ثانوية القدس الأعدادية ، أدارة وأساتذة ، وآباء ، وتلاميذ ، لتنظيمهم لهذه التظاهرة التربوية الهامة …. واعتبر السيد مدير الأكاديمية ان الشعار الذي رفعته الوزارة خلال هذا الموسم الدراسي يعتبر محركا اساسيا للمبادرات المرتبطة بالشأن التعليمي والتربوي ، نظرا لما يكتسيه هذا الشعار من دلالة عميقة ، وحمولة قيمية مهمة ، تسعى الى تحصين تعليمنا ، وتلاميذتنا من كل السلوكات المشينة … خصوصا انه شعار يسعى الى استنهاض كل اواصر العلاقة المتداخلة بين الأسرة والمدرسة …والتي تهدف الى ترسيخ السلوك المدني ثقافة ، وممارسة ، خصوصا في ظل التغيرات التي تعرفها مجتمعات العالم في ظل زحف العولمة ، لذلك ياتي اختيار الأسرة كشريك للمدرسة حتى يتسنى لنا ان نجعل من السلوك المدني سلوكا مؤطرا لحياتنا اليومية بترسيخ قيم المواطنة ، والتربية على حقوق الأنسان …
اما السيد شكري الناجي النائب الأقليمي لنيابة وجدة انكاد فقد عبر عن سعادته لحضوره هذا اليوم التواصلي الذي يتناول موضوعا في غاية الأهمية بالنسبة لمدرستنا وناشئتنا ، ومستقبل بلادنا ، الا وهو موضوع ترسيخ السلوك المدني الذي اقرته الوزارة شعارا للموسم الدراسي الحالي … وأضاف السيد النائب قائلا : " ان انخراط ثانوية القدس الأعدادية … وجمعية الآباء في هذا المشروع بتنظيمها لهذه الندوة يستحق منا كل التنويه …. فموضوع الأسرة والمدرسة مرتبط أساسا بكل التحولات التربوية والأجتماعية التي تعرفها بلادنا …." كما ان موضوع السلوك المدني مرتبط بتطور المنظومة التربوية التي تسعى الى ترسيخ قيم المواطنة ، والتربية على حقوق الأنسان …لهذا يعتبر هذا اليوم محطة تفكير جماعية أساسية للأجابة على مختلف التساؤلات المرتبطة بالقضايا العامة التي تهم منظومتنا التربوية خصوصا على مستوى قيم السلوك المدني الذي يعتبر الدعامة الأساسية لبناء مواطن صالح …
وفي الختام تناول الكلمة السيد محمد حومين رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ ثانوية القدس الأعدادية حيث قال"
إن هذه التظاهرة المتواضعة، ترجمة عملية للشعار الذي رفعته وزارة التربية الوطنية " الأسرة والمدرسة معا لترسيخ السلوك المدني"، ويدخل في إطار الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تعود مكتب جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ إعدادية القدس القيام بها كل موسم دراسي،إلا أن هذا السنة أردنا أن نعطي لتظاهرتنا طابعا خاصا، مشاركة من مكتب جمعيتنا في المساهمة في التعبئة الشاملة والنقاش الموسع من أجل بلورة إطار تربوي تعاقدي وطني، يرسخ قواعد السلوك المدني داخل الفضاءات المدرسية، خاصة ونحن نتابع، ونشاهد، ونلمس كيف التهمت العولمة الثقافية الخصوصيات الوطنية، ورسخت نمطا ثقافيا معولما، جسدته ثقافة الصورة ،التي تهدف إلى إشاعة متعة زائفة على الحياة ، تتناول اللباس والترفيه والمعاملات ومختلف السلوكات، وهكذا لم يعد لا الجد ولا الجدة ولا الأب ولا الأم ولا العلماء ولا الأدباء ولا رموز المجتمع، هم دعاة المثل والقيم ، بل تم تعويضهم بنجوم السينما وعارضات الأزياء وأبطال أفلام ومسلسلات العنف، وما خفي أكبر… وهكذا تعرضت الأسر والعائلات إلى عدوان رمزي مسلح بالتكنولوجيا السمعية البصرية على منظومة قيمها وأخلاقها وعادتها وموروثها الحضاري، وتمت مصادرة حقها في تربية وتقويم أبنائها وبناتها…. وفي ظل اختلال موازن القوى، واتساع الهوة الرقمية، استقال الآباء والأمهات من تربية أبنائهم، وانشغل الشارع العمومي ، بكل مقوماته ومؤسساته، بهمومه الخاصة عن تأطيرهم ، و اهتمت المدرسة العمومية المنكوبة بالتعليم، وأهملت التربية ،واقتصر دورها على تدبير أزمتها الداخلية… و تركنا جيلا بكامله لوحده، تتقاذفه أمواج العولمة الثقافية المتوحشة"
.هذا وبعد هذه الكلمات انتقل الحاضرون الى الفقرة الثانية من اليوم الدراسي والتي تضمنت العروض لالتالية :
ـ السلوك المدني قاطرة لتطوير المدرسة
ـ الأسرة كلبنة اساسية في الترسيخ للسلوك المدني
ـ السلوك المدني والمؤسسة التربوية
ـ محاربة المخدرات اداة لبناء مجتمع سليم
ـ نحو استراتيجية تربوية لتنمية السلوك المدني
اما في ما يتعلق باشغال الورشات فلقد تناولت :
1
ـ مظاهر السلوك اللامدني وآليات التصدي لها
2
ـ قيم المواطنة والتمتع بالحقوق والألتزام بالواجبات وآليات المأسسة لذلك
3
ـ دور المدرسة في تجسيد السلوك المدني ثقافة وممارسة
4
ـ مسؤولية الأسرة في النهوض بالسلوك المدني
هذا بالأضافة الى ورشة للصباغة والبيئة
6 Comments
السلوك المدني ممارسة و ليس للدراسة في ورشات. و مقابة الظواهر المشينة في المجتمع بهذا الاسلوب العقيم لن تفيد. فهذا يفكرني في اسبوع الفرس و اسبوع السينما و …و….. ومن الفضل التطرق الى السلوك غير المدني و ما اكثره و الذي ينخر منظومتنا التربوية و مجتمعنا عامة ويجب العمل اليومي الدؤوب لمحاربة كل سلوك غير لائق لكن على المؤسسة التعليمية و طاقمها ان تتوفر فيهم القدوة الحسنة و اما الكلام و اللقاءات و الشعارات و…و… فلن يزيد الا في تبذير الوقت و الوسائل و على كل المسؤولين ان يكونوا قدوة و من بينهم مدير الاكاديمية و النواب الاقليميون و ….و….وكفى من الشعارات الجوفاء . و النزول بكل ثقل للعمل الميداني اما ما نقوم به لحد الساعة في الميدان التربوي فقد اصر البنك الدولي ومنظمة اليونسكو على أن هذا الطريق « غير مسلوك » .والامل « إن كان هناك امل » معقود على الخطة الاستعجالية »ويجب ان تكون مقننة »التي سوف يعلن عليها الوزير الجديد قريبا. لكن اتمنى الا يكون الطريق معبدا لها لتلحق بسابقاتها . وتبوء بالفشل لا قدر الله. لكن احصائيا فشلها مضمون.
إذا كان لتنمية السلوك المدني عدة مفاهيم تتعلق بالقانون والأخلاق والسلوك والتربية ، والذي يتم تفعيله أولا في البيت والمدرسة والشارع وغيرها من الأماكن الحساسة ، فان هذه العملية لاتتم عبر مجموعة من المظاهر الفارغة التي تفرزها تعقيدات المظهر والتمظهر من هذا الشخص أو ذاك عبريوم دراسي فارغ من محتواه خاصة عندما تكتسيه مظاهر البهرجة والتبذير وموائد الطعام بدوافع ……. تهدر فيها الأموال وغالبا ما يكون على حساب ميزانية تلميذ المؤسسة، التي يجب أن توجه إلى أغراض أكثر نفعا.
السلوك المدني وتخليق المؤسسة التعليمية لايتم بالمظاهر الاحتفالية وتبادل الخطب . والمجاملات والنفاق . ورمي الشباك من اصل المصالح الخاصة .السلوك المدني يتحقق بالعمل الجاد الدؤوب في صمت دون تهريج او هيصة . هذا العمل ينبغي ان ينزل الى الميدان ، الى واقع المؤسسة والتلاميذ والسياسة التعليمية ، اول ما يجب ان يتوفر كنقطة بداية النية الحسنة الخالصة من اجل العمل والاصلاح وليس اثارة الانتباه وشد الانظار كما هو شان ــــ كما قال احد الاخوة المعلقين ــــ اسبوع الفرس و اسبوع العيطة واختيار ملكة جمال حب الملوك .
السلوك المدني هو بالاساس تربية وللاسف فالاخوة الذين يشتمون منظمي هذا اليوم لا لشيء الا لانهم عملوا انما يبرهنون على اننا في امس الحاجة الى ايام وايام عن السلوك المدني وليس يوم واحد .
تتبععنا مواد اليوم التواصلي و عاينا اعمال الورشات لكن السؤال المطروح هو هل اليوم التواصلي هذا يهدف إلى ترسيخ السلوك المدني -إن وجد -أم هو يوم وليمة حضر فيها المدعوون وتفرقوا وإلى وليمة ,أخرىنتمنى ان نكون على خطأ و الأيام ستظهر إن كانت النية صادقة أم هو يوم للتباهي , فما أحوج أبناؤنا إلى إلى إدارة صادقة وأساتذة مخلصين لأن السلوك المدني لن يترسخ إلا بالقدوة الصالحة و العمل المستمر و المتقن و أبناؤنا أذكياء يميزون بين الصالح و الطالح لكن لا حولة لهم و لا قوة
أحيي منظمي هذا اليوم وكل المشاركين في هذا اليوم الدراسي ، كما أحيي المنتقدين له …،إن فضل مثل هذا النشاط يجب أن يخلق حراكا تربويا وجمعويا في المنطقة وأنا إذ أشجل بإيجابة فاسجل الانتقادات الموجهة للنشاط (الملاحظ ـ رجل تعليم ـ اب التلميذ) والتي أعتبرها ليست في مستوى الحدث من حيث الكم فنشاط كهذا لابد أن يغلف كثيرا من الانتقادات للسمو بمثل هذه الأنشطة التي تفتقدها المدينة…كما أشعر أن الانتقادات(الثلاثة الأخيرة) ليست بريئة ، ولا تصب في تقويم أو تقييم النشاط … وهنا أدعو الأباء وتلاميذ وأساتذة المؤسسة أن يساهموا من خلال هذا المنبر إغناء التجربة ….وإن كنت أرى أن النشاط قد اكد عزم المؤسسة المنظمة الاستمرار في إحياء مثل هذا النشاط…ولو على تراخي في الزمن، فانا أنتظر من مؤسسات أخرى أن تحدو حدو هذه المؤسسة وهذه الجمعية مساهمة منها في خلق حراك تربوي وجمعويا في المدينة…