Home»Correspondants»فرقة المسرح الوطني ومحمد الجم عرض مسرحي في مستوى أول معلمة ثقافية فنية في مدينة وجدة

فرقة المسرح الوطني ومحمد الجم عرض مسرحي في مستوى أول معلمة ثقافية فنية في مدينة وجدة

0
Shares
PinterestGoogle+

فرقة المسرح الوطني ومحمد الجم

عرض مسرحي في مستوى أول معلمة ثقافية فنية في مدينة وجدة

تمخض الجبل ، ولم يلد فارا، بل ولد أسدا هصورا.

خالد سلي

كنت دائما أتساءل عن العرض الفني الذي سيفتتح به مسرح محمد السادس بوجدة، كل العروض الفنية الممكنة كانت تمر في خيالي ،أحلم  بها  لفترات وأجعلها تصعد إلى الخشبة ،أرسم حركاتها ،أرقب أداءها واستمع إلى أنغامها ،أجرب العرض بعد الآخر ،في خيالي طبعا .حلمت  بافتتاح بفرقة  سمفونية عالمية ،تشنف أسماعنا بمقطوعات وأنغام كلاسيكية خالدة ،أو فرقة بالي تتحفنا برقصات وحركات راقية، أو عرض لمسرحية من دولة لها باع في فنون المسرح ،يعود لتاريخ طويل.كنت أريد عملا فنيا في مستوى تطلعات ساكنة وجدة ،في معلمة حضارية، كنا ننتظر افتتاحها بكثير من  لهفة . وحتى أصدقكم القول ،لم أتصور أن يتم الافتتاح بالاستعانة بفرقة مغربية، خاصة أننا نعرف بأن الحركة المسرحية في المغرب ليست في أحسن أحوالها هذه الأيام،لكن مع ذلك مر بذهني الكثير من المسرحيين المغاربة ،وغير قليل من المسرحيات ،فكرت في العهد الزاهر للمسرح المغربي وفي رواده ،تذكرت مثلا الفنان  الطيب الصديقي ، أحمد الطيب العلج ،ثريا جبران وعبد الحق الزروالي وغيرهم كثيرون ممن صنعوا مجد المسرح المغربي،  تذكرت أيضا الماضي التليد  والعصر الذهبي لمسرح الهواة بمدينة وجدة،كما فكرت  أيضا في  بعض الفرق النادرة التي تنشط الآن بمدينة وجدة  …،لكنني لم أستقر على رأي ،فبقيت تائها بين خيالي وحيرتي…

وكما تساءلت عن العروض ،تخيلت الجمهور ، الذي يجب أن يكون في مستوى الحدث الكبير ، حلمت بأن تمتلئ به كل جنبات القاعة ،الفئات العمرية ،النساء والرجال ، الشرائح ،الطبقات ،أمكنة الجلوس ونوع اللباس …أخذتني عملية فلاش باك، إلى سهرات المرحومة أم كلثوم  ونوعية الجمهور الذي كان يتابعها ،وقاعات السينما قديما ومن ضمنها قاعة سينما باريز  بوجدة التي هدمت أخيرا ، ومرتاديها ، عموما تخيلت أرقى العروض ،وأرقى جمهور في  بناية راقية بكل المقاييس .

 يجب أن تعذروني يا سادة ، الحدث كبير وكبير جدا … إنه عرض افتتاح أكبر مسرح حاليا في المغرب  ،القاعة الكبرى  تحفة معمارية رائعة  ، قاعات للأنشطة الموازية ، تجهيز احترافي لكافة المعدات التقنية والفنية .

وأخيرا ،أعلن عن تاريخ الافتتاح الرسمي والفرقة التي ستنال شرف تقديم أول عرض بأكبر بمسرح محمد السادس، حيث لم تكن سوى فرقة المسرح الوطني ، والتي قدمت مسرحيات كثيرة عبر تاريخها الطويل .لا باس،الفرقة  لها تاريخ أكثر من مشرف ومسرحيات ناجحة مثل « وجوه الخير »، « قدام الربح »، « ساعة مبروكة »، « جار ومجرور » ، « الرجل الذي » ….

استقبل الناس في وجدة الخبر ،بمباركة عند  أغلب المهتمين والمثقفين ،وبرفض عند البعض ،على اعتبار أن مدينة وجدة تزخر بالمسرحيين وبالكفاءات القادرة على تقديم عرض محلي في مستوى هذا الحدث …

 استيقظت في صباح تلك الجمعة المعلومة ،وأنا أعيش إحساس يوم العيد ،شعرت أنني في يوم عطلة، ليس لدي رغبة في الشغل  ،رغم أن اليوم يوم جمعة .الموعد ،السابعة والنصف مساء ،لم تبق إلا ساعات قليلة لانطلاق الافتتاح .

وصلت ،قبل ساعة من الموعد رفقة عائلتي الصغيرة ،دخلت إلى  قاعة العرض ،وجدت نصفها ممتلئا ،الناس يتقاطرون  على القاعة ،يأخذون أماكنهم ،مرت الدقائق وأنا أرفع راسي مرة إلى الأعلى وإلى الجنبات، لأتمعن في هندسة البناية،وألتفت  مرة أخرى على يميني ويساري  لأسلم على بعض الحضور والذين أعرف أغلبهم…امتلأ المكان عن آخره ، دخل السيد الوالي ،رئيس الجماعة ،رئيس وكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية ،والكثير من المسؤولين ،كل واحد بمفرده ، دون بروتوكول …

حلت ساعة الصفر ،خرج مندوب الثقافة من خلف الستار ،بضع كلمات ،انطلق العرض ،المسرحية لم تكن إلا مسرحية ساعة مبروكة ،والتي شاهدناها لعدة مرات ،ببضع من  تعديلات وروتوشات ،خروج الفنان محمد الجم عن النص ،استحسنته  الجمهور،وهو ما جعلنا وكأننا نشاهد مسرحية جديدة ،أعضاء الفرقة الآخرون أيضا كانوا في مستوى الحدث ،رغم أن الكثير منهم قد نال منه الشيب وابيض مفرقه ،  عرض ممتع للغاية ،تجاوب تام للجمهور ،مرت الأمور بسلام ،دون أي حادث يعكر صفو تلك الليلة الخالدة ،النهاية ،تصريح للفنان محمد الجم بأن المسرحية عرضت في جميع أنحاء العالم لأكثر من 250 مرة لكن عرضها بوجدة هو الأروع ،أبدى امتنانه لجلالة الملك على إنجاز هذه المعلمة بمدينة وجدة ،شكر السيد الوالي ،أثنى على الجمهور،خرجت الفرقة وسط تصفيقات وهتافات الجمهور الوجدي المتعطش لمثل هذه العروض، شكر للمنظمين ،10/10،نحن في انتظار العرض الموالي…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *