Home»Enseignement»اعادة التوجيه من الاستدراك الى الاستثناء

اعادة التوجيه من الاستدراك الى الاستثناء

0
Shares
PinterestGoogle+

      تعتبر عملية اعادة التوجيه بالنسبة لتلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي الراغبين فيها فرصة لتصحيح اختياراتهم التي عبروا عنها وتم توجيههم اليها – خلال عملية التوجيه التي تكون في نهاية الموسم الدراسي اثناء مجالس الاقسام والتوجيه وذلك بعد وضع مختلف نقط ومعدلات المواد المدرسة – وذلك بغية اتاحة الفرصة لهم لمسايرة الدراسة بنجاح ضمن شعب اكثر ملاءمة لهم ( هذا طبعا دون اغفال اعادة التوجيه من التكوين المهني الى التعليم العمومي ).
فالمادة 99 من الدعامة السادسة من الميثاق الوطني للتربية والتكوين تدعو الى ضمان اعادة التوجيه للمتعلمين كلما دعت الضرورة الى ذلك.
هذه العملية تخضع لمعايير محددة ولمضامين مسطرة خاصة بها، و تجعلنا نطرح عدة اسئلة حول الكيفية التي تمر بها ، حول المسطرة المعتمدة، حول نتائجها…الى غير ذلك من الاسئلة، نذكر منها:
*هل هذه العملية تلبي فعلا طلبات هؤلاء التلاميذ؟
*هل كل التلاميذ الذين يتقدمون بطلبات اعادة التوجيه هم في حاجة فعلا اليها؟
*ما هي الاشكالات التي يجب اعادة النظر فيها ( المعايير ومضامين المسطرة المعتمدة )؟
*الا يمكن اعتبار اضافة الدورة الاستثنائية بعد الدورة الاستدراكية والعادية ضرورة ملحة لإعادة النظر في المذكرة المنظمة للعملية ؟
الى غير ذلك من الاسئلة المرتبطة بهذه العملية ككل.
فقد اصبح من الملاحظ انه بمجرد حصول بعض التلاميذ على نتائج اخر السنة الدراسية حتى يبحثون عن اعادة التوجيه ، علما مسبقا ، ان رغبتهم في التوجيه تم احترامها ويتوفرون على نقط مؤهلة للتوجيه المرغوب فيه مع استعداد كامل لذلك ( هنا طبعا دون اغفال الحالات التي لا تتوفر على معدلات النجاح والتي ارتقت الى القسم الاعلى بناء على عتبات النجاح ).
*ما هي الاسباب التي تقف وراء هذه الرغبة في اعادة التوجيه؟
*هل هذه الرغبة تكون صادرة بالدرجة الاولى من التلاميذ الراغبين في ذلك؟
ام هناك اسباب اخرى ذاتية وموضوعية تتدخل في هذه العملية؟
فقبل الاجابة عن هذه الاسئلة ، لابد اولا من اعطاء فكرة عن المستويات التي تخضع لهذه العملية وما هي المعايير المعتمدة في ذلك ( المذكرة 90) .
فهذه المستويات هي ، مختلف : الجذوع المشتركة –  شعب السنة اولى بكالوريا – مسالك السنة الثانية بكالوريا.
اما المعايير فهي كالاتي:
-امكانية اعادة التوجيه المتاحة حسب الفئات المعنية ،
-رغبات التلاميذ المعبر عنها في بطاقات اعادة التوجيه ،
-قدرات التلاميذ ومؤهلاتهم ونتائجهم الدراسية، ومدى انسجامها مع مواصفات الرغبة المطلوبة،
-عدد المقاعد الشاغرة بالنسبة للرغبات المطلوبة،
-اراء وملاحظات اعضاء لجان اعادة التوجيه،
-البنيات التربوية للمؤسسات المستقبلة.
فهناك فرص كثيرة لإعادة التوجيه بالنسبة للتلاميذ الراغبين في ذلك، حيث نجد الدورة العادية والدورة الاستدراكية (المنصوص عليها في المذكرة 90 ) والدورة الاستثنائية ( غير المنصوص عليها في المذكرة 90 ) ولكل منها اجلها ومسطرتها والتلاميذ المعنيين بها.
هذه الدورة الاستثنائية فرضها عدد الطلبات المقدمة كل بداية موسم دراسي تطلب من خلاله اعادة التوجيه الى شعب ومسالك غير مسموح به في المذكرة .90
كملحوظة، نحن هنا لن ندخل في تفصيل هذه المذكرات المنظمة لهذه الدورات بقدر ما سنجيب عن مختلف الاسئلة المطرحة انفا( طبعا بالاعتماد على ما جاءت به هذه نصوص).
فمن خلال نتائج بحث اجريناه على عينة من تلاميذ احدى الثانويات التأهيلية  حول الدوافع والاسباب التي دفعتهم الى طلب اعادة التوجيه نجد:
-تغيير النظرة عن التوجيه الاول بعد الحصول على نتيجة اخر السنة ،
-عدم القدرة الفعلية على مسايرة الدراسة لأسباب مختلفة ( تربوية – اجتماعية – صحية )،
– بعد جمع معلومات اضافية خلال العطلة الصيفية حول شعبة معينة،
– بعد اعادة النظر في المهنة المرغوب فيها،
-بعد الحصول على مستوى جيد في الرياضيات والفيزياء( خاص بتلاميذ العلوم الرياضية ) ،
-لتفادي دراسة بعض المواد ،كعلوم الحياة والارض والعلوم الفيزيائية …( خاص بالتلاميذ  الراغبين  في العلوم الاقتصادية والتدبير المحاسباتي)…
فبالرجوع الى هذه الاسباب والدوافع نجد ان  بعض التلاميذ يغيرون اختياراتهم وذلك بناء على المستجدات التي تطرا حولهم او بناء خطة محكمة مدروسة مسبقا.
لذلك ،الا يمكن ان نجمع  كل هذه المذكرات الخاصة بدورات اعادة التوجيه في مذكرة واحدة محينة ومسايرة لطلبات التلاميذ وذلك بناء على دراسة لمختلف الطلبات المقدمة خلال كل هذه السنوات؟
الم يحن الوقت في اعادة النظر كذلك في كل المذكرات الخاصة بالإعلام والمساعدة على التوجيه واعادة التوجيه ( خاصة بعد خلق المسالك الدولية و البكالوريا المهنية )؟
الا يفرض الواقع الحالي  بما فيه من مستجدات ( البكالوريا المهنية – المسالك الدولية …) اعادة النظر في مختلف الجذوع المشتركة وشعب ومسالك سلك البكالوريا؟
فعوض اضافة نصوص جديدة  كل ما حدث مستجد في مجال الاعلام والمساعدة على التوجيه  للمذكرة المنظمة لهذه العملية، اصبح من اللازم جمعها كلها في مذكرة واحدة شاملة و محينة،  وهذا طبعا يستلزم مناظرة  وطنية او اياما دراسية للإحاطة بهذا الموضوع من كل جوانبه تحضره كل الفعاليات التي لها ارتباط بهذا المجال.
فكما يعلم الجميع ، فشان التوجيه واعادة التوجيه تتدخل فيه عدة اطراف من : تلاميذ – اولياءهم – الاساتذة – الادارة … والتي من المفروض حضورها، كلها ،في مناقشة كل مستجد في هذا المجال.
ان تواريخ انعقاد لجن اعادة التوجيه تأتي متأخرة شيئا ما   ( خصوصا الدورتان الاستدراكية  و الاستثنائية ) ، لأنها تكون بعد البدء في مقررات السنة الدراسية وكلنا يعلم ما للتأخير في استيعاب  بقية الدروس ومسايرتها. لذا حبذا لو تتم هذه العملية في الاسبوع الاول من شهر سبتمبر لكي تكون انطلاقة فعلية واحدة لكل التلاميذ ( مبدا تكافؤ الفرص في عدد الحصص المخصصة لكل مادة) ولكي يحضره الجميع تمرير روائز تشخيص المستلزمات  الذي يتم اجراؤه عادة قبل منتصف شهر اكتوبر من كل موسم دراسي.
ان من بين الملاحظات الرئيسية خلال عملية اعادة التوجيه ، نجد طلبات لتلاميذ السنة الثانية بكالوريا مسلكي علوم رياضية « ا » و « ب » الراغبين في الالتحاق بمسلك العلوم الفيزيائية. وحسب تصريحات بعض التلاميذ فهم يفسرون هذا التغيير بكونهم يرغبون في الحصول على البكالوريا  بمعلات مرتفعة جدا لكي يمكنهم الترشيح الى كل المباريات الخاصة بالمدارس والمعاهد العليا ذات الاستقطاب المحدود ( الا يمكن تفسير معدلات  البكالوريا المرتفعة  في مسلك العلوم الفيزيائية بما سبق ذكره؟ ). فإنجاز بحث في الموضوع سيزيل غموضا كثيرة في هذا الشأن.
اضافة الى ذلك نجد الاقبال كذلك على شعبة العلوم الاقتصادية والتدبير المحاسباتي ( بالسنة اولى بكالوريا ) و يبرر التلاميذ ذلك بكونهم يرغبون في متابعة دراساتهم العليا في مجال الاقتصاد والدبير.
كما اننا نجد تلاميذ العلوم التجريبية… الذين  يرغبون في اعادة التوجيه الى الآداب والعلوم الانسانية ،على مستوى السنة اولى بكالوريا (التي تدرس في الدورة الاستثنائية ).
فكثيرة هي  دورات اعادة التوجيه ومبرراتها ، وهذا كله يستلزم اجراء بحث دقيق للتوصل الى خلاصات و بناء عليها تتم صياغة مذكرة جديدة حول الموضوع  تشمل كل المستجدات المتسارعة ويحدد يوم دراسي/تكويني حولها يحضرها كل المتدخلون في العملية  لكي يكون  التقاسم و الفائدة اعم واشمل.

محمد بكنزيز
اطار في التوجيه التربوي
اكادير في : 13/08/2014

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *