كنا على علم بسفرك، كنا على علم بأنك في مهمة، لكن لا أحد كان يعلم بأن سفرك هذه المرة سيطول، ألم يكن ممكنا – وأنت المقدم- أن تنتظر قليلا،في محطة قريبة ولو لثوان، أو أن تنتظر الوصل لتودع رفيقة الدرب والأبناء والأحباب ألم يكن ممكنا أن تؤجل السفر حتى تدير حفلا بهيجا يجمع الأصحاب لا زالت روحك تلبسنا لا زال رنين صوتك منبعثا من مكبر صوت – يخلف في آذاننا طنينا لا زالت كلماتك بلسما أحفظها عن ظهر قلب شهادة منك بما عهدت فينا لكنك سافرت مسرعا ،ولم تمهلنا حولا لنشهد فيك بأحسن مما قلت فينا لكنه الأجل المحتوم، إذا جاء، لا نملك أن نقدمه ساعة ولا مثلها تأجيلا. يحق لي أن ابكي الفقيد محمد لمقدم، فقد درسنا سويا بالمركز التربوي الجهوي بوجدة من 1975 إلى 1977 ،واشتركنا في نفس الاختصاص- الاجتماعيات- ليختار المرحوم بعد ذلك ميدان الاقتصاد، وقد استقبلته مرارا بالمركز الجهوي للتكوين المستمربوجدة كإطار مكلف بتكوين الأطر الإدارية من مديرين ونظار وحراس عامين. وإذ ابكي الفقيد طالبا له من الله سبحانه وتعالى المغفرة والرحمة الواسعة فإنني أتقدم أيضا لكافة أفراد أسرته بالتعزية الخالصة الصادقة سائلا المولى أن يلهمهم الصبر والسلوان ، وكذا لكافة أطر التفتيش التربوي بمختلف تخصصاتهم فقد كان المرحوم صديقا للجميع. رحم الله الفقيد وإنا لله وإنا إليه راجعون.