Home»National»الجهة الشرقية اوراش كبرى وكثيرة ولكن

الجهة الشرقية اوراش كبرى وكثيرة ولكن

0
Shares
PinterestGoogle+

بالرغم من كون الجهة الشرقية تتصدر قائمة بعض جهات المغرب في ايلائها اهتماما خاصا،بهدف تاهيل المدينة الالفية ونواحيها التابعة لها ،بعد طول اهمال ،امتد لقرابة اربعة عقود غطت فترة حكم الحسن الثاني رحمه الله ،فما زالت المدينة  والنواحي في حاجة الى تضافر الجهود،من كل الأطراف الفاعلة ،بغية النهوض بها ،حتى ترقى الى مصاف المدن الكبرى في البلاد،فكثرة المشاريع التنموية التي حضيت بها ،وتنوع البنيات التحتية التي تعززت بها،وهي لأهميتها  ،سوف لاشك آن تؤثر ايجابيا على وتيرة التنمية بالجهة ،فعلى سبيل المثال لا الحصر مشروع  ربط مدينة وجدة  بالطريق السيار ،ودوره في فك العزلة عن الجهة  بباقي مدن الداخل،بالإضافة  الى الطريق  القادم من حي الطوبة الخارجي لربطه بالحزام الدائري في اتجاه الغرب،وما سيخففه من ضغط على حركة  السير والجولان  بجهة وادي الناشف، نحن اثرنا هتين النقطتين لأهميتهما،والا فهناك عشرات المشاريع التي عرفتها الجهة منها ما كان ناجحا مئة بالمئة ،كشبكة الطرق الجديدة  ومنتزه سيدي يحيى و مسجد الفضيلة ونافورة الحي الاداري ،ومنها ما فشل كذلك لاسباب معينة،وشق ثالث حقق بعض الأهداف وبقي يعاني من اختلالات في جوانب أخرى،ولسنا هنا بصدد رصد وتقييم لمختلف المشاريع التي أنجزت فلست مهمتنا ولانملك القدرة على ذلك،ولكن بصفتنا مواطنين ،من حقنا إبداء بعض الملاحظات التي نرى أنها بناءة،تبتعد عن الخطاب السوداوي،الذي ينظر الى نصف ألكاس الفارغ فقط،كما انها لاتحشر نفسها في زمرة المطبليل،اصحاب العام زين،
وفي هذا الاطار نرى انه من الواجب على المسؤولين  في السلطات الولائية  والامنية  وممثلي الساكنة  في الجماعة الحضرية والجماعات القروية،وجمعيات المجتمع المدني،ان يتحلوا بروح المسؤولية العالية،فالمشاريع التي تقام هنا وهناك،يجب تبنى على رؤى استراتيجية،تضع بين اعينها كل الاحتمالات ،ومعطى سرعة التحولات على مستوى التفكير ونمط الحياة ،والا ستتحول هذه المشاريع والاصلاحات بعد مدة قصيرة او بعيدة الى شبه اطلال ،ونحن هنا لانتحدث من فراغ،فما اكثر البدائل التي اقيمت في شكل اسواق ،ومنها سوق لازاري للسمك وسوق وادي الناشف وسويقة حي السلام المساكين،وكلها تحولت الى ساحات فارغة خالية من الزبناء,وهجرها الباعة ونفس  الشيء ينطبق على بعض القيساريات،فكل هذه الفضاءات  والاسواق ، اذا نظرنا الى اسباب فشلها،نجد ،ان الارتجال  وغياب المشورة وسوء اختيارالموقع هي التي كانت وراء الاختلالات، فلسنا في عجلة من امرنا،اذا ا كنا نتسابق مع الزمن لاخلاء المدينة من مظاهر الفوضى،في محاولة لاعادة تنظيمها،وترتيب مرافقها الحيوية،في وسط المدينة ونواحيها،المهم ان نحرص على ان تكون كل خطوة الى الامام ،تتسم بالثبات  والرسوخ ،بمعنى آخر ان المراهنة على مبدا الكم على حساب الكيف،من اتقان البنايات وجودة التجهيزات ،وتوفير الموارد البشرية المكلفة بتسيير المنشآت  الادارية والمراكز الاجتماعية والرياضية  من شانه ان يساهم في انجاح المشاريع ولن يكفي هذا،ما لم تضع المخططات التنموية في الحسبان احتمالات تقلب مجريات المستقبل،في ظل التغيير السريع الذي تشهده جميع مظاهر الحياة اليومية،وقد راينا كيف اندرست الازهار والنباتات على طول شارع علال الفاسي،لغياب الاهتمام المستمر بالسقي،وانتشار عقلية التخريب لدى بعض افراد الساكنة،وهذا موضوع آخر يحتاج لمقاربته بعض الوقت ،ولايتسع له المقام،فقط نريد  ان نهمس في اذن من يهمهم الامر ،من القائمين على الشان المحلي بالجهة الشرقية وبالمدينة بخاصة، في افق اخذ العبرة من فشل كثير من المشاريع بالجهة ،والتي اهدرت فيها موارد مالية  مهمة،كان من الاولى  ان تصرف في مشاريع بديلة اكثر نفعا ،وهذا لن يتاتى اذا استمرت الجهات المسؤولة في التمسك بالمنهجية الانفرادية ،التي تلغي من حسابها مقترحات المجتمع المدني،والساكنة بصفة خاصة،اذ مستوى الوعي الاجتماعي عرف تحسنا ملموسا،والغيرة على الجهة  والمدينة  لاتقبل المزايدة من اي طرف كان،حتى وان اصبح هذا الشعور ضعيفا عند البعض،وهي حالات قليلة ،والشاد لايقاس عليه،بل هناك وسائل تربوية وتوعوية وبيداغوجية وزجرية ان اقتضى الحال،لمعالجة مثل هذه المظاهر المتخلفة ,ان احداث الحدائق  في الاحياء اذا لم يكن ثمة اشراك للساكنة  في تدبيرها ،فسيكون ابناؤها اول المساهمين في تخريبها،فلا تجدي التوعية اذا لم تسند الى مقاربة تشاركية،في كل المشاريع ،مهما بدت بعيدة عن اهتمامات الساكنة ،وقد لاحظنا  مثلا ان غرس النباتات والازهار بين الطريق المزدوج المنطلق من طريق العونية في اتجاه سيدي يحيى مرورا بحي الفتح ،في هذا الوقت الحار ،مؤشر على ذبول النباتات  مهما تعهد تها الجهات المختصة بالسقي ،فقد كان من الاولى غرسها في شهر فبراير ومارس ،حتى اذا حل فصل الصيف  تكون قد اشتد عودها ،ففي الطريق المؤدية نحو جرادة،ازيلت بين عشية وضحاها ما يسما بظهر الحصان للتخفيف من السرعة ، ،وكل المارين بالطريق يستنكرون هذا التبذير ،ولاننسى ايضا ما يتردد على السنة الناس بشان مايجري من اقتلاع الزليج من امام مقر نيابة التعلبم وفندق وجدة ،من وجود غش في نوعية االزليج ،على طول شارع محمد الخامس الى حدود مركز البريد
فتكرار نفس الاخطاء ،يدفع بالمواطنين الى فقدان الثقة  بمرور الوقت،ويقلل من حماسهم ،بل يتحول الى راي عام معارض لمسلسل  الاصلاحات التي تشهدها المدينة ونواحيها  ،
وهذا لاينفي ان هناك عقليات ترفض كل جديد وتنتقد دون ان تتبين  اهداف وابعاد المشاريع ،،كما حصل مؤخرا عند استئناف عرو ض فن الحلقة الشعبي،بساحة باب سدي عبد الوهاب،وماله من رمزية تاريخية ،حيث تعرض لانتقادات شديدة,بدعوى ان هذه النوع من التظاهرات اصبح متجاوزا،دون احترام لخصوصيات الافراد ،وتنوع الاذواق الفنية والثقافية،ومهما يكن ،فلن نسمح لمثل هذه العقليات ان تكون حجر عثرة في طريق الارتقاء بالجهة الشرقية،لتكتسب اشعاعا مميزا على  المستوى الوطني ،اذا ماتظافرت الجهود من كل الاطراف  ،فساكنة الجهة تنتظر الكثير وسقف مطالبها مرتفع ،وتداعيات الازمة التي تعرفها البلاد،نالت منها الحظ الكبير، وتموقعها بالجهة الشرقية عوض ان يكون عامل قوة ،تحول الى متاعب  ليس بالسهولة بمكان التغلب عليها ، لكن بفضل التحلي  بالصدق  وحسن النية،والخلي عن النزعة السياسوية ،والسلطوية  المتعالية،تتذلل كل الصعاب،وتتحقق التنمية للجهة والبلاد عامة ،فقد تقدمت اوروبا والغرب عامة بفضل التتبع الدقيق لمختلف المشاريع،والتقييم المستمر ،من خلال لجان المراقبة المختصة ،دون خوف او خطوط حمراء،بالاضافة الى الحضور القوي للصحافة والاعلام،والتجاوب الايجابي الواعي للمواطنين،وهذا ما نتمنى ان  يتحقق في القريب العاجل بالجهة الشرقية اذا ما توفرت الارادة الصادقة

ذ بنيونس شعبي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. ahmed70
    08/06/2014 at 13:40

    مقال جيد يرصد مجموعة من التحولات والاختلالات التي تعرفها الجهة الشرقية عموما ، وهذا ينم عن حس متميز في تتبع أحوال الجهة والتطورات التي تعرفها ، ولكن كان من الأولى أن تركز على جانب واحد أو جانبين على الأكثر وتوليه عناية مركزة بالتحليل والإقتراح

  2. Hassane
    08/06/2014 at 22:32

    حياك الله يا أخي بنيونس وشكرا جزيلا على هذا المقال الذي يكشف عن الكثير من الاختلالات على على مستوى التسيير وخير دليل على ذلك ما أشرت إليه بخصوص الزليج في الساحة المحادية لنيابة التعليم بشارع محمد الخامس إنه تبذير المال العام بامتياز ، ينبغي يحاسب المسؤولون عن ذلك .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *