Home»National»ظاهرة التناوب على قراءة الجرائد في المقاهي

ظاهرة التناوب على قراءة الجرائد في المقاهي

0
Shares
PinterestGoogle+

إعتاد رواد المقاهي أن يطالبوا من النادل الى جانب ما يودون تناوله من قهوة أو شاي أوغيره , إمدادهم بجريدة , ليس بغرض اقتنائها , فلو كان الأمر على هذا النحو ما أثار أي إشكال , و لكن عندما يقترن طلب إحضار المشروب بالجريدة , و يصبح عادة يومية بل من فرط انتشار هده العادة لم تعد مقهى خالية من الجرائد اليومية لا تقل عن ثلاثة نسخ , وتبدو للناظر انها ظاهرة مستحسنة لحد الساعة لأنها تشجع رواد المقاهي على القراءة و المطالعة , و متابعة المستجدات التي تتضمنها مقالات و أخبار الجرائد الورقية , و تندرج تقديم هذه الخدمة ضمن بعض الخدمات مثل « الويفي  » في ظل المنافسة التي تعرفها المقاهي , لجلب أكبر عدد من الرواد , غير أن الذي لم يلتفت إليه قراء جرائد المقاهي بالمجان , أن هذا السلوك في القراءة , سيؤدي الى إفلاس عدد من شركات النشر , والتي هي أصلا متضررة , لعزوف القراء عن الجرائد الورقية , وانصرافهم الى المواقع الالكترونية , قد يؤدي هذا النوع من القراءة إلى إصابة مبيعات الجرائد برصاصة الرحمة , ولئن فرضنا أن تباعد أكشاك المجلات و الجرائد عن بعض المقاهي , يحول دون اقتناء الجريدة , فان بعض المقاهي تكاد تلتصق بالأكشاك , ورغم ذلك , لايكلف الزائر عناء اقتناء جريدة على الأقل بدافع التضامن ومساهمة منه في الرفع من مبيعاتها , وهو ما يغيب نهائيا عن أدهان القراء , لغلبة الأنانية , فمصاريف فنجان  قهوة سبعة دراهم , أفضل عنده من عشرة دراهم باقتناء الجريدة و ربما يتصفح ثلاث جرائد , دون أن يؤدي أكثر من ثمن فنجان قهوة , و إذا كانت التعليلات المختلفة , لا تعوز القراء من هذا النوع , منها غياب الجودة و الجدة , فإن غياب الدعم المادي و القراءة المجانية للجرائد , تسهم بشكل مباشر في تردي منتوج الجرائد , فعملية تتبع المستجدات و التعاقد مع كبار الصحافيين و الكتاب تتطلب كلفة مادية , ولطالما اشتكى أصحاب الجرائد من هذا النوع من القراءة , على غرار تضرر الفنانين المبدعين جراء استنساخ و قرصنة انتاجاتهم و أغانيهم و أفلامهم , ولا نبالغ إذا قلنا أن هذا النوع من القراءة في الجرائد يعد قرصنة غير مباشرة للجرائد , يجب العدول عنها .

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عﻻل
    25/05/2014 at 18:44

    أن ما اشأر اليه المقال وتوصل فيه الى اعتبار ظأهرة تصفح الجرائد بالمقاهي قرصنة تضر بمصلحة ارباب الجرائد قد يفسر ايضأ بضعف المنتوج الصحافي الورقي الحالي والذياصبح متجأوزأ امام وسائل اﻻتصال السريعة.الجرائد الورقية مسؤولة على ما آلت اليه فهي تكتفي بنشر أخبأر واشأعات احيانا مستفزة شعور القراء باخبار ووقائع اﻻثأرة دون ان تستقطب كتابا محترمين ينشرون تحليﻻت ومواضيع وتحقيقات تفيد القراء وتدفعهم الى اقتناء الجرائد بدل تصفحها بدافع الفضول اكثر من دافع المعرفة.من من جيل السبعينيات والثمانينيات سينسى المﻻحق الثقلفية والفنية واﻻدبية لكثير من الجرائد.ان التعاطف مع الصحافة الوطنية لن ينشأ بدافع اﻻحسان وانما يفرض نفسه مقابل اﻻفادة والمعرفة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *