الكتاب المدرسي ….سوق للتجارة
بتاريخ 10 و11دجنبر2007 نظم المفتشون "أقول نظم المفتشون"يومان تكوينيان حول الكتاب المدرسي حضرت بعض فقراته وعروضه والتي كانت متميزة مما يؤكد أننا نتوفر على كفاءات هامة فقط تحتاج الى فتح المجال " مجال البحث والعناية بالبحث التربوي" ليبدعوا ويثبتوا قدرات قل من يعرفها عنهم.
الحمد لله لست من بينهم حتى لا يقال عني أنني أمدح المفتشين تعصبا لهم ,والله لقد أعجبت بعروض هيئت في وقت قصير وحملت الشيء الكثير.
المهم ليس هذا هو بيت القصيد ,إنما سأحاول ورغم عدم تخصصي وقلة معرفتي توضيح بعض المعطيات وكما يقال بالعامية تنويرا للقارئ الكريم .
أنطلق من الميثاق الوطني للتربية والتكوين والذي كثيرا ما يعاتبني البعض على الاحتجاج به على اعتبار وحسب رأيهم أنه يتضمن تنظيمات بعضها غير قابل للتطبيق .ولكنني دائما أردد قائلا ,انه دستور التربية الوطنية ويتضمن أقل ما يمكن الالتزام به وثوابت يجب تفعيلها ومعطيات يجب تنفيذها ونصوص يجب تطبيقها.فعندما ينص دستور البلاد مثلا على حق المواطن في التعليم المجاني ,فمن حقه التمسك بهذا الحق الا بتغيير هذا الفصل من الدستور.فكذلك الميثاق
الوطني للتربية والتكوين والذي ينص في مجال الغايات الكبرى على ما يلي:
"ينطلق إصلاح نظام التربية والتكوين من جعل المتعلم بوجه عام,والطفل على الأخص ,في قلب الاهتمام والتفكير والفعل خلال العملية التربوية . وذلك بتوفير الشروط وفتح السبل أمام أطفال المغرب ليصقلوا ملكاتهم,ويكونوا منفتحين مؤهلين وقادرين على التعلم مدى الحياة.وان بلوغ هذه الغايات ليقتضي الوعي بتطلعات الأطفال وحاجاتهم البدنية والنفسية والمعرفية والفنية والاجتماعية,كما يقتضي نهج السلوك التربوي المنسجم مع هذا الوعي,من
الوسط العائلي الى الحياة العملية مرورا بالمدرسة"
عندما تطالع مثل هذه الأفكار واطلع عليها تندهش وأنت تعلم أن كتابنا المدرسي لم يراعي هذه الثوابت بل داس عليها وكما يقال" مرغها في التراب" وفعل ما فعل.
وعندما تقرأ دائما في دستور التربية الوطنية ما يلي:
" بمنح الأفراد فرصة اكتساب القيم والمعارف والمهارات التي تؤهلهم للاندماج في الحياة العملية ,وفرصة مواصلة التعلم,كلما استوفوا الشروط والكفايات المطلوبة,وفرصة إظهار النبوغ كلما أهلتهم قدراتهم واجتهاداتهم."
فعن أي أطفال يتحدثون ,أطفال المغرب عامة أم أطفال المغرب النافع المتقوقع في العاصمة السياسية والعاصمة الاقتصادية.وبعد ان اذكر بعض المستقيات سيكتشف القارئ الكريم مغزى ما أقول.
ان المجال الخاص بالكتاب المدرسي البند 108 من الميثاق الوطني للتربية والتكوين ينص على ما يلي:
" اعتبارا لكون سلطات التربية والتكوين مسئولة عن تحديد مواصفات التخرج والأهداف العامة والمراحل الرئيسية لتدرج المنهاج والبرامج المدرسية, فان اللجنة المشار إليها في المادة 107 أعلاه ستشرف على إنتاج الكتب المدرسية و…و…وفق مقتضيات المنافسة الشفافة بين المؤلفين والمبدعين والناشرين,على أساس دفاتر تحملات دقيقة مع اعتماد مبدأ تعددية المراجع ووسائل الدعم المدرسي."
قد تستشف من هذا النص نزاهة نادرة وشفافية سائلة وديمقراطية عائمة و..و..
لكنك عندما تسمع من بعض المؤلفين الذين نشر لهم أو الذين تراجعوا وسط الطريق ,أن اللعبة لم تكن بهذا الشكل,فعلى المؤلف اختيار الناشر والتفاوض معه على النسبة و….و..,والناشر بدورهç يتفاوض مع بعض أعضاء اللجنة على…وعلى….وكل عضو من أعضاء اللجنة يتفاوض مع أصحابه على…وعلى…..
المهم الكلام كثير والغوص قد يكشف النبش.
ما يهمني من الموضوع ما يلي:
– أين مصلحة التلميذ من كل هذا؟
– هل هناك مراعاة لبيئة التلميذ ؟أم أن المر يتعلق بكعكة تقسم قسمة الغرماء؟
– هل هناك مراعاة للبرامج الجهوية كما ينص على ذلك الميثاق الوطني وبنسبة 30 في المائة من البرامج ؟منها 15 في المائة تقترح من المؤسسة على الآباء ويبدون رأيهم فيها؟
– هل هناك دراسة ميدانية قام بها ناشر واحد من بين الناشرين وحدد على ضوئها الكفايات التي بنى عليها مؤلفه؟أم أن لهفه وراء الناش ر والتمرير قد آنساه الأصل والأصيل؟
– هل راعى مؤلف من المؤلفين الفوارق بين التلاميذ ؟تلاميذ المدن الكبرى وتلاميذ المدن الصغرى ,تلاميذ المدن عامة وتلاميذ البوادي,تلاميذ التعليم الأولي أولا وتلاميذ المدرسة مباشرة,تلاميذ و..وتلاميذ…؟
– هل راعى المؤلفون الفوارق بين التلاميذ داخل الفصل,والتلاميذ حسب موقع وموضع المؤسسة؟
– هل تم إشراك المعنيين بالعملية التعليمية مباشرة,أم الاحتكار اقتصر على فلان دون فلان؟
– هل قام مؤلف من المؤلفين بتجريب كتابه قبل نشره ؟وان كان صحيحا فما هي المعايير والملاحظات التي خرج بها؟
عندي كم من الأسئلة وحتى لا يكون مقالي مطولا ومملا أكتفي بهذا القدر واترك للقارئ الكريم فرصة اغنائه,مع الإشارة أنني لا أتحامل على احد ,ولا احقد على احد . لجاننا هي هكذا تفبرك وتشكل من عناصر معينة ,وقراراتنا تمرر بطرق معينة . نحن نتفرج ونتألم ونكتب أو نصمت أو نؤيد أو ننتقد ……ولا احد بنا يبالي…
9 Comments
نعم السيد لمقدم لقد كنت انا أيضا من المعجبين بعرض حول الكتاب المدرسي قدمه السيد الدرويش من الناظور ، كما استفدت من المناقشة الراقية التي أعقبت العروض ..و لهذا نتساءل بل نوجه أسئلة إلى الذين يشككون في كفاءات المفتشين و إلى الذين يرغبون في انقراض هذه الفئة العاملة من رجال التعليم ، فنقول و الله إنهم قادرون على إخراج المنظومة التربوية من عنق الزجاجة الذي توجد فيه فمتى تمنحونهم الفرصة إذا كنتم حقا ترغبون في تنفيذ مقتضيات الميثاق؟
و نطلب من أصحاب هذا الموقع ان ينشروا مثل هذا المقال المفيد و يريحونا من الأمور التي لا تقدم و لا تؤخر..
السلام عليكم أستاذي الكريم الفاضل سيدي محمد المقدم، لقد طرحت ورقتكم أسئلة مشروعة، تستوجب البحث الدقيق والرصين. ومن ورقتكم أستنجد بالباحثين لمقاربة الكتب المدرسية بالنظرية النقدية لتشريحها والتعرية عليها. وشكرا
c’est bien penser dans ton texte mon ami mohamed ,bon courage .
Ton ami???
سلام الله عليك أيها الأخ العزيزوأستاذي الكريم محمد المقدم ، تساؤلاتك كلها مشروعة ،دعني أضعك أخي ومعك الإخوة المهتمين بالحقل التربوي في صورة ما يجري في حقل التأليف المدرسي بشكل عام وسأركز على نقطة أساسية وجوهرية في نفس الآن ،إن الميثاق الوطني للتربية للتكوين وكل المقدمات المنهجية الواردة في الكتب المدرسية تنص صراحة على أن كل الدروس وفي كل المراجع مبنية على الكفايات كمدخل أساس لبناء المعرفة وحامل لها ،غير أن مدار الكفايات يتمحور حول « الوضعية المشكلة « وصولا إلى عملية ما يسمى بالإدماج ؛وهذا ما لا يتوفر في كل المراجع بالمدرسة الابتدائية ما عدا بعض دروس الرياضيات والتفتح ، ومن تم تبقى هذه المراجع غير صالحة لمواكبة الاصلاح الذي تدعيه الوزارة ، وأنا أتعجب كيف تبرمج الوزارة الكفايات كمحور للتكوين المستمر، على الرغم من عدم تسطير هذه الكفايات في الكتب المدرسية بالشكل الذي ابتدعه أصحابها « أي الكفايات » وهذا مبرر كاف لتأييد كل طروحات أخي محمد المقدم .
شكرا مقال جيد و مفيد………..نتمنى ان يجد الادان الصاغية…………………….مع تحياتي
بدون تعليق…..
السلام عليكم، اسمحوا لي أن أشير أن فئة المنفتشين كانت هي المهيمنة غلى التأليف المدرسي، ونظرة سريعة على الكتب المدرسية المقررة تؤكد هذه السيطرة المطلقة، وهذا شيئ طبيعي باعتبار أن المفتش أقرب المهتمين إلى الميدان بل من واجبه الانخراط الفعلي والمسؤول في عملية التأليف المدرسي حيث يشكل حسب منظور الوزارة عينها على الواقع ومصدر التغذية الراجعة لتصوراتها ومخططاتها وإجراءاتها ، لكن من خلال تجربيتي الشخصية المتواضعة في إطار فريق متواضع للتأليف المدرسي، ودون ذكر الأحداث بعينها، تبين أن من ساقتني تجربتي للتعرف عليهم من المفتشين كانوا بدون استثناء يلهثون وراء تحقيق المكسب المادي بتوظيف صفتهم فقط ، والخنوع للتعليمات ليس من اللجان المكلفة بمراجعة مشاريع الكتب المدرسية ولكن من طرف سماسرة السوق وكان هذا الخنوع إلى حد التسول . فأين هم هؤلاء الملائكة الذين تتحدثون عنهم نحن في حاجة إلى من سمعنا عنهم في هذ المقال . فإذا الكتاب المدرسي نوع من التسطير المشترك لما يجب أن يكون عليه فلذات أكبادنا، فأين هي من بعض الظواهر التربوية البارزة في واقعنا التعليمي من هذ الكتب المدرسية: المستويات المتعددة(الفعلية) داخل الفصل الواحد ، على سبيل المثال لا الحصر.
السيد قدوري يبدو أن السيد محمد لمقدم هو مدللك الثاني بعد السيد محمد الشركي وإلا لماذا مارست الرقابة على التعليق عليه. يبدو أنك معجب أو خائف من المفتشين مع أني أعرف شجاعتك فماذا حدث لك؟؟؟
Les inspecteurs et surtout les enseignants sont les mieux placés pour l’élaboration des programmes et des manuels .scolaires;seulement il faut leur donner une chance