Home»Correspondants»اللوبي الفرنكوفوني بالمغرب …وارتباطه بالغنى !!!!!

اللوبي الفرنكوفوني بالمغرب …وارتباطه بالغنى !!!!!

0
Shares
PinterestGoogle+

المغرب مستعمرة فرنسية سابقة،تجدرت الثقافة الفرنسية في  ثنايا أغلبية مكوناته السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية. فمنذ فجر الإستقلال،و ما تبع اتفاقية « اكس ليبان » من تبعية شبه شاملة لفرنسا، في جانب التنظيم الإداري، و التشريعات و القوانين، و صياغة الدستور. بالإضافة إلى  العنصر البشري الذي تربى في أحضان فرنسا،كأفقير،  و غيره من الذين تم إقحامهم عنوة في مغرب ما بعد الإستقلال،و شكلوا مراجع لنقل المعلومة و الدفاع عن المصالح الفرنسية بالمغرب.
أغلبية المقاولات الكبرى المنخرطة في الإتحاد العام لمقاولات المغرب،و التي تتحكم في مفاتيح الإقتصاد المغربي، تتكون من أطر كبرى، تلقت تكوينها و دبلوماتها داخل المدارس الكبرى الفرنسية من أمثال  » البوليتكنيك » و المدارس من نوع « إكس »، و تكوينهم هذا يجعلهم يتأثرون بثقافة البلد الذي استقبلهم، من لباس، و مأكل ، و استهلاك ….وغيرها، و يخلق منهم سفراء متجولون لفرنسا،من حيث لا يحتسبون.هكذا تغلغلت الثقافة الفرنكفونية في نسيجنا الإقتصادي  و السياسي و الإجتماعي و الثقافي.
قد لا نختلف في كون الثقافة الفرنسية مرتبطة بثقافة الأنوار،و بالثورة الفرنسية،و بمختلف المفكرين الذين أنجبتهم بلاد « الإكزاكون » من أمثال طوماس هوبر، جون جاك روسو،و سارتر،و دريدا و بيير بورديو…. هذا المخزون الثقافي يستهوينا،و يدفعنا إلى استلهام التجارب و المعارف منه.لكن هناك ما يدفعنا للتنقيب عن بعض الكليشيهات النمطية التي تبدو عادية، لكن المتمحص في أغوارها، و بين سطورها،يكتشف ارتباطا عضويا بين نبل المعطى الثقافي و بين المصالح الصرفة.
ومن بين المعطيات البادية للعيان،ذلك التزاوج المتناغم بين الثقافة الفرنكوفونية و الغنى،مما يدل وفي مفارقة مغربية  عجيبة، أن خلق الثروة بالمغرب يمر عبر التمسك بالمكون الثقافي الفرنسي. وهذه وصفة غريبة للغنى،ودليل ساطع على أن الهيمنة الثقافية لها مبرراتها. المغرب محتاج في هذا الوقت،إلى الإنفتاح على ثقافات أخرى، كالنموذج الأنكلوساكسوني السريع و المتطور، خاصة في المجال الإقتصادي،المالك لناصية الجاذبية  حتى بالنسبة للنخب الفرنسية نفسها، كما أن التجارب الأسيوية رائدة في ميدان التحول من الفقر إلى الغنى.فماليزيا التي كانت تعتبر إلى حد قريب، دولة متخلفة،أصبحت الآن عاشر اقتصاد عالمي، بواسطة حنكة الإقتصادي المحنك، محمد مهاتير، الذي أصلح التعليم،و أرغم الفئات الإقتصادية و المنعشة التي اغتنت إبان الفساد، بالإستثمار في المناطق ذات التجمعات الفقيرة، لخلق فرص الشغل، و الدفع بعجلة الإقتصاد. ومن أخطاء المغرب، في زمن الأزمة العالمية،يتمثل في اعتماده على أوربا، وخاصة فرنسا، التي تعرف ركودا اقتصاديا غير مشهود ، سيستمر في الإنخفاص حتى بالنسبة لسنة 2013.
لقد كشر اللوبي الفرنكفوني على أنيابه فور إقدام وزير الإتصال السيد مصطفى الخلفي على الإعلان عن إصلاح المجال السمعي البصري،و تقديم دفاتر التحملات، ومن أبرز ما جاء فيه،التخفيض من البرامج و النشرات الإخبارية المتعلقة بالفرنسية،و هذا ما دفع باريس،و سفارتها بالرباط، للتحرك بقوة و الدفاع عن مصالحها، و وقف كل ما يمكن أن يمس بثقافتها.وقد نجحت في ذلك، و استسلم السيد الخلفي، و أعطي الملف لوزير السكنى و التعمير !!!!!
ومن بين الأمور التي يستحوذ عليها اللوبي الفرنكوفوني بالمغرب،و المتمثلة في توريد السيارات،بحيث أن موردي السيارات الأسيوية يشتكون من ارتفاع رسوم الإستيراد،و هذا أمر يجب الإنتباه إليه،لأن بعض الدول الصاعدة كالهند، تصنع سيارات في مستوى الأوساط الشعبية، و هي لا تصل إلى السوق المغربية.
وفي سياق ذي صلة، نشير إلى أن المغرب يعتبر أرضية بالنسبة لفرنسا للإستحواذ على الأسواق الأفريقية ما تحت الصحراء، ولذا نسوق مثالا على ذلك، فامتلاك شركة « فيفاندي أونيفيرسال الفرنسية » المختصة في المجال الموسيقي  لأغلبية شركة « اتصالات المغرب  » المغربية، مكنها من امتلاك  الجزء الأكبر من شكة « موريتيل »  الموريطانية ، و كذلك شركة  » اتصالات الغابون » الغابونية.
قوة المغاربة إذن من خلق نموذج مغربي صرف، ينفتح على ثقافات أخرى، تساهم في الدفع بعجلة الرقي و التقدم،وليس بخلق مشجب ثقافي يؤسس لمصالح دولة بعينها يدافع عنها لوبي محلي،وهذا هو الخطأ الأستراتيجي الغير محسوب العواقب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. samia
    12/10/2012 at 02:02

    It’s an interesting article but I’d like to correct a mistake, which is about Thomas Hobbes who is from Brirain not france.

  2. aligné
    12/10/2012 at 22:11

    اسمع اسدي نت وسي الخلفي راه الا خطاتنا فرنسا كلانا الذيب وديك القومية العربية وعدم الانحياز مشات مع دوك الديكتاتوريين الحماق نتاع عبد النصر وبومدين والقدافي والآخرين.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *