Home»Enseignement»إذا كان وزير التربية يهدد النواب ومديري الأكاديميات فلا غرابة أن يتجاسرعليهم السفهاء

إذا كان وزير التربية يهدد النواب ومديري الأكاديميات فلا غرابة أن يتجاسرعليهم السفهاء

0
Shares
PinterestGoogle+

إذا كان وزير التربية يهدد النواب ومديري الأكاديميات فلا غرابة أن يتجاسرعليهم السفهاء

 

محمد شركي

 

يرتبط التواضع في ديننا الإسلامي السمح  بالرفعة ، ذلك أنه من تواضع لله عز وجل رفعه ، ومن تكبر عليه وضعه . ومن الخصال الحميدة التي تحمد في المسؤولين على اختلاف أنواعهم  ومسؤولياتهم التواضع لأنه قلما يجتمع التواضع مع  قوة السلطة ، ذلك أن السلطة تغري أصحابها  بالكبرياء  عادة . وقلما يوجد صاحب سلطة يضع الكبرياء تحت قدم التواضع ، وكثيرا ما يتخذ أصحاب السلطة الكبرياء دثارا يدثرون به ، أو تاجا فوق هاماتهم وفيها أنوف شامخة فوق الحد المطلوب في التعبير عن الكرامة التي كرم بها الله عز وجل بني آدم . ومن مظاهر التخلف التي زالت تشوه  ثقافتنا  مع شديد الأسف والأسى سوء فهم أو تفسير التواضع  عند بعض المسؤولين  حيث يفسر تواضعهم ضعفا يغري السفهاء المتجاسرين  المتهورين بهم . فليس الأستاذ السيد محمد البور النائب الإقليمي على نيابة وجدة أنكاد المحترم  أول ضحية للتواضع وحسن الخلق ودماثته ،بل هنالك ضحايا كثر من أمثاله في طول الوطن وعرضه من الذين أغرى تواضعهم السفهاء المتهورين فتجاسروا عليهم . ولقد سبق لي أن حررت مقالات سردت فيها خصال بعض السادة النواب الذين حظيت الجهة الشرقية بهم ، وكاد لهم الكائدون من أجل حرمان هذه الجهة منهم، ليخلوا الجو لغيرهم.

ولقد وصفت  يومئذ السيد محمد البور بما فيه ، ولم أكن مجاملا له ولا لغيره لأنني لمست عن كثب حقيقة هذا الرجل الفاضل  الذي  كثيرا ما  يخطىء من يراه   ممن لا يعرفه حق المعرفة في تقديره حق قدره لمجرد أن تواضعه يسبقه دائما ، ولا يسبقه أحد بتحية ولا بابتسامة ، وهو  عندي من حكماء النواب بحيث أول ما يفكر فيه  أمام المشاكل وحتى أمام المعضلات هو  الحلول الإنسانية  قبل الحلول القانونية. وهو رجل مواقف الصلح والإصلاح بامتياز ، وهذا ما جعل الكثير ممن لا  يعرفونه عن قرب يسيئون فهم شهامته  وتواضعه . ولو فكر قليلا الذين يفسرون تواضعه ضعفا أو عجزا لأدركوا أنهم مخطئون ، لأنه  بوسعه أن يعتمد المساطر القانونية في كثير من الحالات ولا يضيره ذلك شيئا ، إلا أنه يراهن على العلاقات الإنسانية  أكثر مما يراهن على المساطر القانونية التي قد لا تحدث نفس الأثر الذي تحدثه العلاقات الإنسانية الجيدة داخل رحم أسرة التربية  والتعليم . ولا زلت أذكر يوما دعاني فيه إلى مكرمة قائلا :  » ماذا تقول في رجل  يغلبه الرجال ؟  » فكان جوابي :  » لا يعد مغلوبا من غلبه الرجال  »  وحينئذ طلب مني  أن  أتجاوز إساءة ممن أساء إلي، فلم أتردد في طلبه وهو الرجل الفاضل الذي لا ترد له شفاعة  ، مع أنني تمسكت بما يسمى قانونيا الحق العام  ،وتنازلت عن الحق الخاص . ومع أنه كان جزاها الله خيرا هو وزميلاه  السيد شكري الناجي والسيد عبد الرحمان البعتلاوي يريدون إصلاحا ، فقد أغرى تواضعهم البعض  ، وفسروه  ضعفا وخوفا  ، وفكروا في استغلاله من أجل الابتزاز مع أنه كان مجرد وساطة خير لا يريد   أصحابها جزاء ولا شكورا. وكثيرا ما اختلفت مع السيد محمد البور في سجية التسامح المتأصلة فيه ، وكذا سجية التواضع التي تغري به السفهاء من الناس ،لأن الذين  لا يفهمون التواضع من مسؤول  الأولى بهم والأجدر أن  تجري عليهم المساطر ،لأنهم لا يقدرون المعاملة الإنسانية  والصفح والتسامح إلا بعد أن يذوقوا مرارة  هذه المساطر. ولسوء فهم التواضع خلف لنا حكيم الشعراء حكمته الشهيرة:

 إذا أنت أكرمت الكريم ملكته //// وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

والذين يقدرون تواضع السيد محمد البور يزداد حرجهم  أمامه كلما زاد تواضعه ، بل أكاد أقول  إن الذي يواجهني بالتواضع  يجعلني أشعر بالخشية والخوف من أن  أسيء فهم تواضعه ، فيصدر مني سلوك دون مستوى سلوك التواضع الراقي. ولما كانت الدنيا تجمع بين الكرام واللئام ، فقد صارت عقيدة الجاهلية أولى وأجدر بمن  يرد على الكرم باللؤم وهي قول شاعرهم :

ولم لم يذد عن حوضه بسلاحه //// يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم

فلو كان السيد محمد البور يبادر بالضربات الاستباقية على الطريقة الأمريكية لما فكر أحد في الإساءة إليه ، أو حتى مجرد التفكير في الاقتراب منه . ولقد عاينت نماذج من سوء الأدب  والتجاسر على السيد بوبكر عمراوي النائب الإقليمي بنيابة جرادة بسبب تواضعه أيضا حتى أغرى ذلك به   بعض الموظفين الذين يعملون تحت سلطته  بيما في ذلك  حتى بعض أعوان الكنس الذين يستقوون ببعض الأجهزة النقابية  والحزبية التي أفسدت طباعهم . ولقد بلغ الأمر ببعض الموظفين حد منازعته في اختصاصاته من أجل الظهور أمام الرأي العام بأنهم  أولى منه  بتدبير النيابة ، وربما ذهبوا كل مذهب من أجل أن يصير منصبه  من نصيبهم ، واعتمدوا الوساطات  الزبونية  لدى بطانة الوزير الحزبية والنقابية  من أجل تحقيق حلمهم السخيف  ، مع أنهم لا يصلحون لدينا أو لدين كما يقول المثل الشعبي .  ولا زلت كلما سنحت لي الفرصة أقول للأستاذ السيد بوبكر عمراوي إن تواضعك   يغري بك  السفهاء  فأخرج مخالبك وأنيابك حيث  يجب ، ولا تجعل الكرم بين يدي اللئام  وصدق من قال :

ومن يعمل المعروف في غير أهله //// يكن حمده ذما عليه ويندم

وهو نفس الشاعر الذي أجاز استباق الظلم بالظلم  في عقيدة الجاهلية التي تصير مبررة كلما سادت العقلية الجاهلية بسبب سفه البعض وطغيانهم .

 وأخيرا أقول  إن الذي أغرى السفهاء  بالنواب  وبمديري الأكاديميات وبمديري المؤسسات  وغيرهم هو  نزق الوزير الذي  كشفه فيديو المعرة الذي ذاع في الناس . فإذا كان الوزير  يلوح بأنه  يجمع مع هؤلاء في دقيقة ، فلن يتردد السفهاء في الإساءة إليهم في أقل من دقيقة . فعلى السادة النواب ومديري الأكاديميات وغيرهم اعتماد أسلوب المساطر مع السفهاء ، والأساليب الإنسانية مع العقلاء ذلك أدنى ألا يغري بهم  السفهاء.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. من محبي تعليقات السيد شركي
    04/10/2012 at 14:21

    بسم الله الرحمن الرحيم
    انت على حق ياسيدي وفعلا ان انت اكرمت الكريم ملكته وان نت اكرمت اللئيم تمردا
    فيا لأسف دخل لمنظومة التعليم اناس ليسوا بقيمة رجل التعليم فمنهم السفيه، ومنهم السكير،ومنهم المتكبر و…..
    فنتمنى من الله عز وجل ان يصلح حالنا وحال اولادنا واخواننا وان يحفظ بلاد المسلميتن ويهدينا لما يحبه ويرضاه . امين

  2. مسك الليل
    04/10/2012 at 22:24

    السيد المحترم محمد شركي لقد صدقت و أصبت , فماذا ننتضر من سفلة القوم إلا الإساءة المباشرة و غير المباشرة لمن وهبهم الله العفة و التواضع ، و السيد محمد البور من طينة هؤلاء الأخيرين . و مذا ننتضرمن هؤلاء السفلة حينما تصبح الإهانة  » رسمية مرسمة » ممن أسندت لهم مهمة تدبير الشأن التربوي و هم بعيدين كل البعد عن تحمل مسئولية هذه الرسالة الشريفة و النبيلة

  3. محمد بن العياشي
    05/10/2012 at 00:50

    السيد النائب الفاضل محمدالبور شخصية متواضعة، تواضع الرجال الصالحين. لم أر في حياتي نائبا في حجم تواضعه ولذلك فالسيد البور يحظي بتقدير الناس تقديرا استثنائيا. ولي اليقين بأن الشخص المعتدي لا يعرف قيمة هذا النائب .والأمر نفسه بالنسبة إلى السيد النائب الفاضل أبي بكر العمراوي. وبالطبع فمنطق الحكيم يختلف
    . عن منطق السفيه. وكل ينفق مما عنده

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *