Home»Femme»النهاري ولغزيوي والدرس الاخلاقي

النهاري ولغزيوي والدرس الاخلاقي

0
Shares
PinterestGoogle+

التصريحات الاخيرة لكل من الداعية عبد الله النهاري والصحفي المختار لغزيوي  ,اثارت نقاشات حادة  اختلط فيها الحابل بالنابل , وكثرت الاراء والتعاليق  تجاوزت بعضها كل الحدود في محاكمة للنوايا و تقويل كل طرف ما لم يقله  بل  ما لم يفكر فيه اصلا , انها الطبيعة البشرية التي تجنح للتجريم  ,مع ان الاصل هو البراءة .

وأسباب النزول تتلخص في ان اصواتا ارتفعت في الاونة الاخيرة مطالبة بحذف الفصل 490 من القانون الجنائي الذي  يجرم   العلاقات  الجنسية خارج اطار  الزواج الشرعي , تحت ذريعة  احترام الحرية الشخصية  للراشدين طالما ان عنصر الاكراه غير متوفر  وان التوافق والتراضي قائمان في مثل هاته العلاقات  .

وقد تبنت احدى الجمعيات الحقوقية هذا المطلب الذي اصبح حديث الساعة , وكان لذلك صدى خارج ارض الوطن خاصة والمغرب  دولة اسلامية كرس دستورها الجديد هذا المبدأ واعتبره من الثوابت التي ترتبط بإمارة المؤمنين  .

وفي اطار المواكبة الاعلامية اختارت احدى القنوات الفضائية استضافة الصحفي المغربي ورئيس تحرير جريدة الاحداث المغربية السيد المختار لغزيوي على الهواء مباشرة لاستطلاع رأيه في الموضوع , وقد اطلق هذا الاخير عنانه في الدفاع عن الحريات الشخصية بما فيها ما اسماه  » حق ممارسة الحب  » وعندما سؤل من طرف المذيعة هل يقبل ان تمارس اخته هذا ( الحق) , اجاب بأنه مع ممارسة الحرية الفردية  للجميع بما فيهم اخته وأمه …

وكان هذا تعبيرا عن رأيه  الشخصي,  فرغم اختلافنا  معه لا يمكن ان نصادر حقه في ذلك لان الديمقراطية كل لا يتجزأ .   

ومن مدينة وجدة المناضلة , صدح صوت جهوري للشيخ عبد الله النهاري , الذي اعتدنا على خطبه وطريقة القائه  المتميزة ,عبر اشرطة الفيديو التي تبث على الشبكة العنكبوتية , والتي تخرج في غالبيتها عن المألوف من دروس الوعظ و الارشاد وخطب الجمعة .

وكما ان الشاعر ابن بيئته فان  رجل الدين هو كذلك ابن بيئته يؤثر و يتأثر بما يجري  من احداث وما يشغل الرأي العام اجابيا او سلبيا , ومن هذا الباب جاء تدخل السيد النهاري لينتقد الاصوات التي تدعوا  » للإباحية  » و التي ليست من ادبيات الاسلام وأخلاقه التي تعتبر الغيرة احدى تجلياتها وبالتالي فان ذكره للمقولة المأثورة :  » اقتلوا من لا غيرة له  » » ,ليست دعوة لقتل الصحفي , ولا يمكن  منطقيا ان يحمل كلامه على ذلك , إلا اذا اخطئنا الزمان والمكان , لأننا نعيش في دولة يسودها القانون وان اصدار فتاوى القتل والتحريض على ذلك محرم دينا وعقلا ومجرم قانونا .

ومن حق كل شخص ان يفسر الامور حسب فهمه ونيته إلا انه ليس من حقه ان يحاكم نوايا الاخرين وما تخفيه صدورهم , لان علم ذلك عند علام الغيوب.

فعين العقل وتوخي الحكمة  والتبصر , تدفعنا لتبني الوسطية , والدفع بالتي هي احسن , وعدم ترجيح كفة على أخرى , فالافكار قابلة للمراجعة , و الظلم اشد وقعا على نفسية المرئ من وقع الحسام المهند . ومن الظلم ان نؤول الكلام حسب اهوائنا ولا نخشى في ذلك  لومة لائم .

ولا نتمنى ان يؤدي اختلاف في الرأي , وفعل ورد فعل , الى افتعال ضجة ستكون لها انعكاسات سلبية على جميع المستويات , فالحفاظ على الاخلاق هو حفاظ على هويتنا وقيمنا المستمدة من الدين الاسلامي  الحنيف .

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *