سعيد سونا

تفاجأت الصحافة المغربية،  و اللجنة المنظمة للندوة العلمية  الكبيرة والمتميزة التي خصصت لها دعاية كبيرة،  كما تم توفير كل الظروف التي من شأنها إنجاح هاته الندوة العلمية  نظر ا لراهنية موضوعها : ـ الحراك الشعبي ومعالم النظام المغاربي الجديد ـ  التي احتضنتها قاعة المحاضرات بالصرح الفكري الكبير مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية بوجدة ، لكن الكل تفاجأ بتخلف كل من حسن طارق عضو المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي ، والذي كان منتظرا منه أن يقدم عرضا علميا  تحت عنوان ـ  تأملات في الحراك العربي والحالة المغربية  ـ بصفته الأكاديمية كأستاذ جامعي للقانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني بسطات .
كما سجلت الندوة أيضا تخلف الدكتور عبد العالي حامي الدين عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية،  وأيضا الأكاديمي اللامع الذي كان من المنتظر أن يترأس الجلسة العلمية الأولى : السياق العام للحراك المغاربي ، وتقديم العرض الأول في الجلسة العلمية الثالثة : مدخل بناء النظام المغاربي الجديد وكانت مداخلته ستكون تحت عنوان : التحدييات الجيو ستراتجية لبناء المغرب العربي والسيناريوهات المستقبلية ـ ممثلا لجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، لكونه أستاذا جامعيا هناك .
هذا وقد شكل غياب كل من حسن طارق وعبد العالي حامي الدين ارتباك كبير لدى الحضور، وخاصة الجسم الصحفي الذي مافتئ يغطي كل المحاضرات المتواترة التي تقام تحت مظلة هذا المركز العلمي الكبير ، الذي شد الأنظار إليه نظرا لحركيته العلمية من جهة،  ونظرا للمرافق الذي يتوفر عليها والذي تنافس أكبر المراكز العالمية بشهادة كل المحاضرين العالمين الذين قاموا بزيارته .
وحري بالذكر أن هاته الندوة شهدت ثلاث جلسات علمية  وكل جلسة تتضمن أكثر من أربعة محاضرات إظافة إلى المناقشة :
ـ الجلسة الأولى : السياق العام للحراكي المغاربي
ـ الجلسة الثانية : مداخل بناء النظام المغاربي الجديد
ـ الجلسة الثالثة : أفاق الإندماج المغاربي
ـ الجلسة الختامية : مائدة مستديرة حول :
ـ البناء الديموقراطي ـ سوال الهوية
ـ الإسلاميون وتحديات الحكم ـ التحدي الأمني
وكانت الجلسة الختامية بمشاركة أكثر من ستة أكادميين من بينهم الرئيس الشاب والحيوي لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية الدكتور سمير بودينا
ر
وفي الأخير تمت تلاوة التقرير الختامي الذي نوه بالنقاش الصحي والإيجابي الذي ساد مختلف محاضرات هاته الندوة نظرا للظرفية الحالية التي فرضت تنظيم هاته الندوة العلمية والتي تتوق نقل هذا النقاش العلمي إلى أرض الواقع ليتم بناء المغرب العربي الكبير، كتكثل قومي وديني وسياسي واقتصادي واجتماعي لمجابهة التقلبات التي يشهدها العالم …وأيضا من أجل القفز على سوء الفهم الكبير بين أطرافه والنزول عند رغبة شعوب المنطقة ليكون هذا الحلم واقعا معيشا.

كما تجذر الإشارة إلا أن تخلف « النجمين  » السالف ذكرهما لم يؤثر على مجريات هاته الندوة العلمية التي كانت بصبغة إقليمية ودولية وذلك بحضور كل من :
ـ الأستاذ عثمان تازاغات من فرنسا حيث قدم محاظرة تحت عنوان التأثيرات الغربية على الحراك الشعبي المغاربي
ـ الدكتور عمران محمد عبد النبي من جامعة عبد النبي جامعة الزاوية ليبيا
ـ الدكتور مسسعود شعنان ممثلا لجامعة الجزائر 3 وكان عنوان محاضرته : مستقبل الإتحاد المغاربي بعد التحولات السياسية العربية
ـ الدكتور عفيف البوني من جامعة تونس ، الديموقراطية وحقوق الإنسان شرط الإندماج المغاربي
ـ الدكتوراة هادية مشيخي جامعة جندوبة تونس : مستقبل الإتححاد المغاربي وشروط إنجاحه
وفي الأخير تشكلت لجنة علمية لتوثيق هاته الندوة العلمية الإستراتجية الكبرى ونقل أهم توصياتها لصناع القرار والمعنيين بهذا الموضوع الحيوي
كما لاحظت هبة بريس وجود لجنة تنظيمية من شقين :
ـ قسم الإتصال والأنشطة العلمية بمركز الدراسات
ـ وقسم الطلبة الباحثين الذيين تجندو لإنجاح هاته الندوة ، حيث عبر الكثيرون منهم عن ارتياحهم العميق بوجود هذا الصرح العلمي الكبير الذي قدم لهم مساعدات تدلل كل الصعوبات التي تواجههم في بحوثهم العلمية لنيل شواهد الماستر والدكتوراة …
كما عبر الأكاديمي الليبي اللامع  والمعارض السياسي المعروف لنظام القذافي  الدكتور عمران محمد عبد النبي ،عن اندهاشه بهذا المركز الذي لايوجد حتى في دول لديها إمكانيات مادية كبيرة ، كما نوه بتفرد النموذج الديموقراطي المغربي على مختلف المستوايات وما هذه الندوة إلا دليل ساطع على حركية وحيوية المشهد السياسي والفكري المغربيين يضيف الأكاديمي الليبي…
وأخيرا وبعد حضور هاته الأرمدة من المفكرين المغاربيين والغربيين ، يتساؤل الكل عن النفاق الذي تمارسه بعض الوجوه السياسية والأكاديمية والتي اكتسحت المشهد االإعلامي المغربي، وأصبحت تتصرف بعقلية النجومية التي يبدو أنها انتقلت عدواها للعالم الأكاديمي؟؟؟  حيث تخلفت عن ندوة لها أهمية علمية صرفة بدل تجاذباتهم الشعبوية على قنوات القطب العمومي وفي مقدمتهم حسن طارق الذي ملأ الدنيا ضجيجا رفقة عبد العالي حامي الدين الذي ظل يدعو إلى تخليق الحياة العامة ؟؟؟
وهذا وسيجري موقع هبة بريس حوارا شاملا مع الرئيس العام لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية الدكتور سمير بودينار ، كما سنقوم بربورتاج مصور حول هاته المعلمة التي تم تدشينها قبل سنة من الأن من طرف العاهل المغربي،  وشهدت محاضرات علمية كبيرة نشطتها وجوه فكرية وسياسية كبيرة…