Home»Régional»الفئات الصغرى شربت اللبن المغشوش….

الفئات الصغرى شربت اللبن المغشوش….

0
Shares
PinterestGoogle+

عندما ولجت عالم الصحافة الرياضية، خيل إلي في البداية أن عهدي بالأخبار والتحليلات والمواضيع والحوارات السياسية، والذي عمر عدة سنوات قد انقطع نهائيا، وسوف أحيا مع ممارسة صحفية أخرى أقل ضررا، وأفضل حالا…
كانت صورة حالمة سرعان ما شحبت معالمها، وحولت أفكاري في اتجاه آخر دمر كل ما توسمته من الصحافة الرياضية، ومع ذلك تجدني أسير هذه المهنة، فرغم فورات الغضب التي تجتاحني بين الفترة والأخرى، لا أرى بديلا آخر غير البقاء وفيا لخدمتها إلى أن يظهر الحق ويزهق الباطل الذي علق بها ظلما وعدوانا…
تابعت بحكم مهنتي حصص تداريب ومباريات الفئات الصغرى في مختلف الملاعب المنتمية للمنطقة الشرقية، وخرجت بواقع يندى له الجبين، فالمواهب التي تتدحرج داخل الفئات الصغرى للفرق الميسورة تعيش داخل فضاء غريب، محاصر بكل أنواع المحيطات والمعيقات وشجع السماسرة والتدخلات السافرة في تعيين بعض اللاعبين وتهميش الآخرين، ولكل شيء ثمنه كما نعلم… وبالمقابل، هناك فرق تموت ألف مرة في اليوم، لا تجد أين تلعب، ولا أين تتدرب، لكنها تتمسك بجميع عناصر فئاتها الصغرى التي وفرها لها الفقر والضياع، ولا ترضى أن تحمل تقارير الحكام كلمة « اعتذار » .. وهناك فئة أخرى، نفضت اياديها نهائيا من صداع الحمل والولادة والتربية والتكوين، وهو إجراء خطير غير محسوب العواقب، لا يحفظ من عاديات الزمن، ولا يضمن البقاء على خريطة المنافسة.
الفئات الصغرى لجل الفرق المنتمية للمنطقة الشرقية شربت كثيرا من اللبن المغشوش، والأسباب يمكن تلخيصها في تهميش الممارسين الصغار المنحدرين من اسر معوزة و غياب التكوين النموذجي  وهشاشة البنيات التحتية وضعف التجهيزات الأساسية، خاصة في وقت ينتشر فيه العمران بشكل سريع قضى على تلك المساحات الفارغة التي كانت بالأس تمارس فيها كرة القدم في الأحياء، حيث كانت وحدها كفيلة بإنتاج مواهب كروية محلية تتزود بها الفرق وتخلق لديها الاكتفاء ذاتيا بشريا… وبموازاة مع ذلك،أين هي دوريات الأحياء؟ وأين هي تلك العيون الخبيرة المجردة التي كانت تقوم بعمليات التنقيب عن المواهب والطاقات الواعدة وتزود بها أندية تحترم نفسها همها الوحيد هو صنع قطع غيار محلية، لأن الموهبة تنمو داخل الفضاء المريح، فضاء الولادة والبداية، حيث تتفتح العيون بحثاعن لحظة فرح، عن لمسة تشكيل قيم وقواعد، عن إقلاع نحو مكاسب الذات القوية والخيط الرفيع في المنافسات.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *