Home»Jeunes talents»تعقيب على رواية الجدار للأستاذ محمد مباركي

تعقيب على رواية الجدار للأستاذ محمد مباركي

0
Shares
PinterestGoogle+

صدر للكاتب محمد مباركي كتاب تحت عنوان « الجدار » ، وأنا أقرأه أحسست بحيف في حق هذا الرجل الذي لم تنل روايته ما تستحق من دراسة من طرف النقاد و المختصين في ميدان الأدب ..ا
وفي هذا الصدد فكرت أن أبدي ببعض الإرتسامات حول هذا المولود ولا أعتبر ما كتبته نقدا الأن هذا من اختصاص النقاد الذين هم قادرون على اكتشاف القيم الفنية لأي إنتاج أدبي أيا كان. وقراءة أولية لهذا الكتاب تجعل القارئ البسيط يصنف هذه الرواية ضمن السيرة الذاتية وإن كان الكاتب في الصفحة الأخيرة يحاول أن يتنصل من هذا إلا أننا نكتشف حضوره القوي من خلال  الأحداث و الوقائع التي تعتمد على القص العفوي المتدرج.. أحداث صنعها و حركها و تفاعل معها … فهو الكاتب و البطل خاضت سطوره  متحدثة عنه وعن أسرته و مجتمعه و بهذا كان « هو موضوع كتابه »  » كما يقول الكاتب الفرنسي مونتيني
إن محمد المباركي يمزج  بين ما عاشه وما شاهده،يحلق في الخيال أحيانا و يقتبس من المجتمع في كل ما بقي.. هي إذن صور و ملاحظات لشخصية لها طابعها المحافظ تجاه القيم و الأشخاص  تؤثر في المحيط و تتأثر به وتقدم طبقا من الأحداث التقريرية التي لاتخلو من متعة تحركها شخصيات متباعدة يمثلون ضروبا من الناس بعضهم يمثل المحافظة على التقاليد وبعضهم تمرد عليها و صنف يمثل العفة و الرجولة ..ا
إنها على العموم رواية تمزج بين الحكي القصصي و السرد التاريخي وبهاذا تصنف ضمن قائمة رواية « الحوادث »ا
ولا شك أن لكل قصة أو رواية عقدة إلا أن رواية الأستاذ مباركي تعددت أحداثها و عقدها من خلال ـقلبات أمزجة الأشخاص (الخال-العم-ابنتا العم-الأخ الذي طال غيابه  في ديار الغربة ولم يعرف مصيره) ورغم ذلك يبقى الجدار هو أزمة القصة الحقيقية الذي وجد الكاتب حلا له حين همشه في أخر المطاف
أما عن مفهوم الحب فيبدو الكاتب تائها أمامه..يعاني منه ولا يفهمه.. يعاني من الفشل و الخيبة مع ابنة الم ومع المومس و مع ابنة الخال ولعله أدرك أخيرا أن الحب شيئ أسمى  فهمه بلغة التأمل و الصمت لا بلغة اللألفاظ  حين تعرف على الفتاة  التي كان حظها منه الزواج.ا
ولرواية الأستاذ محمد مباركي أبعاد :ا
البعد التاريخي و البعد االإجتماعي  :يسرد الكاتب أحداث عن شرق المغرب و عاداته وعن معالم مدينة وجدة و خصوصيات ساكنتها خاصة الأسر الوجدية المحافظة على الموروث ويمثل هذا الجانب الكاتب و الأم و الصهر و جان أخر أبى إلا أن يرمي عرض الحائط أاصر القرابة و التقاليد وتمصله: زوجة العم و بنتاها ,وصنف ثالث تهرب من المسؤولية العائلية و ارتمى في أحضان الحضارة الغربية فكان مصيره الضياع ويمثل هذا النوع الأخ المغترب.ا
البعد الوجداني: معاناة الكاتب جلية و واضحة في هذا الجانب… مغامراته مع الجنس اللطيف..يبدو الحب متقلبا مع ابنة العم و المومس ومع ابنة الخال  إلا أنه حب المراهقة لا يمكن أن يقاس عليه و حب الفتاة التي تزوجها كان حبا صادقا لقي تجاوبا من طرف الحبيبة التي تمثل العفة و البراءة
إن الكاتب جعل من الحب شيئا مقدسا تغلبت فيه المشاعر الروحية لا المادية وقد وفق في تقديم هذه المرأة في صورة للمراة العفيفة الوفية لا شك أنها داوت أسقامه وأعادته الى طريق الحياة بعد ان كان ضالا يمشي على غير هدى.ا
وعموما إ،ها وقائع لا تخلو من سرد يفصح عن سيرة صاحبه إبان الطفولة و المراهقة و الشباب.ا
البعد الأدبي :ان رواية الجدار تشد القارئ إلى قراءتها لأنها تدخل ضمن خانة السيرة الذاتية وهي ترقى الى مصاف السير الذاتية أمثال  الرجوع إلى الطفولة لليلى أبو زيد، وحياتي لأحمد أمين و اللأيام لطه حسين  و إن، كانت كتابة هذه السير الذاتية من طرف البعض أصبحت موضة مبتذلة.ا
للرواية قيمة فنية تتضمن جميع مكونات القصة ولعل أحسن ما فيها اعتماد الكاتب على الحوار و السهولة و العفوية في التعبير ولا يختلف أثنان على أنها تنم عن ارتباط بموهبة شخصية تعد بمستقبل زاهر في هذا النمط من الأدب.ا
و أخيرا أود أن أبدي ببعض الملاحظات الصادقة و التي أتمنى أن يتقبلها مني الكاتب بصدر رحب
صحيح أن رواية الأستاذ محمد مباركي سيرة ذاتية فيها ما فيها من المتعة و العفوية و التشويق إلا أنه غلب عليها عنصر التقريرية الخالي في كثير من الأحيان من عناصر البلاغة وهي إحدى مكونات الجودة في أي عمل أدبي
حبذا لو أن الكاتب أحاط علما القارئ بمصير الأخ الغائب الذي ظل في وجدان أم مكلومة طيلة حياتها.ا
تضاءلت قيمة الرواية في النهاية لأن الكاتب اعتمد على السرد العادي باقامته عرس تقليدي فيه فلاشات للفلكلور في المغرب الشرقي
ان كلمة « جدار » لا تحدد كثيرا محتوى الكتاب و كان الأجدر بالكاتب أن يعنون روايته ب « ألم الجدار »ا
تلاءمت مواضيع الرواية مع شخصياتها عكس فيها لواعج قلبه وتصور وقائع تصويرا حيا ملموسا بطريقة متدرجة منذ البداية حتى النهاية ولم يترك شيئا وراء السطور.ا
وفق الشاعر كثيرا في تصوير نفسية الشخصيات مبرزا المواقف و العواطف بطريقة فنية رائعة وطيعة وإن كان ركز على الشخصيات الفردية دون الجماعية
وأخيرا أهنئ الكاتب على هذا المولود الجديد ولي اليقين أن له باعا في ميدان الكتابة
الأحمرا معمر

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. سامح درويش
    16/01/2012 at 11:40

    تحية للأخ معمر الذي التفت إلى هذا العمل الروائي الجدير بالتتبع ومن خلاله للزميل الكاتب محمد امباركي صاحب هذا العمل الفني الجميل .. صحيح هو إنجاز أدبي مهم يضاق إلى ربرتوار الجهة الشرقية ، ويستخق المناجزة النقدية للكشف عن مواطن الجمال وأساليب الكتابة الروائية فيه .. وشكرا مرة أخرى

  2. عكاشة أبو حفصة
    16/01/2012 at 16:50

    أتفق كامل الإتفاق مع ماادلى به الأستاذ « الأحمر أمعمر » في مقدمة نص التعقيب الذي يتطرق إلى رواية  » الجدار  » للأستاذ محمد مباركي. وأنا بدوري أتسأل أين النقاذ و المهتمين بهذا النوع من الكتابة .أين من يلوحون بالشهواد العليا في الآداب و النقذ من الجهة الشرقية ؟ رغم أن الاستاذ الكاتب محمد مباركي – تواضعا منه – سبق وأن صرح علانية أنه مازال في بداية مشوار طويل , ومع ذلك فإنه دائم الحضور وفي عدة مواقع أدبية… ولأخد صورة عن هذا المجهود يمكنكم الاطلاع على ميكانزمات الكتابة الروائية في رواية  » الجدار  » لمحمد مباركي للأستاذ الناقذ محمد يوب /الأداب العربي .والسلام عليكم

  3. محمد مباركي
    16/01/2012 at 16:55

    أخبرتني البنية العزيزة شيماء عن قراءتها وقراءتك للرواية وكونك تحضر مقالا فيها هذا من لطفك . قرأت المقال الذي يقارب دراسة شخصية قمت بها سيدي وهذا جميل
    استسمحتني في بعض ما قلته أنا يا سيدي لما طرحت رواية جدار أمام القاريء أخذت عهدا على نفسي أن أتقبل كل ما يقال عنها بل أني أستفيد بكل ما يقال
    شكرا الأستاذ الكريم سي لحمر امعمر فقط أريد أن أقول أن الرواية ليست سيرة ذاتية هي ك
    ذلك بالنسبة للبطل أحمد ولا أدعي أني لم أكن أحمد في الكثير من الفصول رغم محاولاتي الابتعاد عنه شكرا مرة ثانية وبالمناسبة سيكون يوم الجمعة 20/01/2012 حفل توقيع الرواية بثانوية إسلي لو شرفتنا بحضورك
    تحياتي

  4. متتبع
    16/01/2012 at 17:30

    اقول للاخ معمر لحمر ان المؤلف .. رواية .. وليس كتابا .. والعنوان …جدار …وليس ..الجدار

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *