الإعلان عن إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية
لا لثقافة النسيان
الإعلان عن إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية
سلطة فتوش أم طبخة بحص
بقلم يوسف حجازي
تأكيد لعروبة فلسطين ورفضا للغزوة الاستعمارية الاستيطانية الاحتلالية الاحلالية قررت جامعة الدول العربية كما أعلنت أن يكون لفلسطين مندوب يمثلها في الجامعة العربية رغم النكبة ورغم الاحتلال الصهيوني وقد تعاقب على تمثيل فلسطين كل من السيد موسى العلمي والسيد احمد حلمي عبد الباقي والأستاذ احمد الشقيري ، وعندما انعقد مؤتمر القمة العربي الأول بالقاهرة في 13/1/1964 استجابة لدعوة الرئيس جمال عبد الناصر لمواجهة الخطر الناجم عن عزم إسرائيل تحويل مجرى نهر الأردن قرر الملوك والرؤساء العرب إنشاء كيان فلسطيني ردا على التحدي الصهيوني في طمس الشخصية الوطنية للشعب الفلسطيني وتصوير مأساته على أنها قضية لاجئين فقط ، لكن الوقائع على الأرض وسير الأحداث يؤكد عكس ما أعلنت جامعة الدول العربية وهذه حقيقة ثابتة في السياسة الدولية وأقوى دليل على ذلك هو موقف جامعة الدول العربية من الحكومة الأردنية التي عقدت مؤتمرات نابلس رام الله وأريحا وعمان وأعلنت ضم الضفة الغربية إلى الأردن وتفويض الملك عبد الله تفويضا تاما ومطلقا في التحدث باسم عرب فلسطين وأن يفاوض عنهم ويعالج مشاكلهم بالشكل الذي يراه في الوقت الذي كانت الهيئة العربية العليا تعقد مؤتمر غزة وتعلن حكومة عموم فلسطين ، ولكن لم يكن تحرك الجامعة العربية في مستوي التحرك الأردني و مساوي له في المقدار و مضاد له في الاتجاه ، وهذه مسألة حقيقية ومعقولة لان كل ما هو حقيقي معقول وكل ما هو معقول حقيقي وأيضا مسألة منطقية لأنها تتطابق مع الوظيفة الكيانية لجامعة الدول العربية التي نشأت بقرار من اتنوني إيدن وزير خارجية بريطانيا في حكومة حزب المحافظين الذي كان يرأسها ونستون تشرشل في الحرب العالمية الثانية ورئيس وزرائها في العدوان الثلاثي على مصر في 29/10/ 1956 والذي قال في تصريح له في 7/3/ 1943 " أن بريطانيا تعطف على فكرة قيام وحدة اقتصادية ثقافية سياسية عربية ، وان الخطوة إلى ذلك من شأن العرب أنفسهم " كما أن ذلك كان يتطابق في الفكر والفعل مع ميثاق الجامعة العربية وتقاليدها التي مع الأسف الشديد لم تستخدم مصطلح الأمن القومي العربي على مستوى الفكر والممارسة التطبيقية كحالة شعورية واقعية أساسها الإحساس بالطمأنينة من جانب والاستعداد التام لردع أي عدوان من جانب آخر، وعلى أساس التفاعل بين الفكر القومي والنظرة القومية من جانب والممارسة القيادية لهذا الفكر من جانب آخر أيضا ، واكتفت بالحديث عن مسألة الضمان الجماعي ضد أي عدوان يقع على أي دولة من دول الجامعة العربية في المادة الثانية من ميثاقها الذي وضع في عام 1944 والمادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك التي وقعت في عام1950 ولذلك لم يكن تراجع موقف اللجنة السياسية للجامعة العربية عن قرار فصل الأردن من عضويتها في 15/5/1950 بعد مؤتمرات نابلس ورام الله وعمان وأريحا التي ألحقت الضفة الغربية بالأردن يستحق الاستغراب وان كان يستحق الأسف لأنه كان ينسجم مع وظيفتها الكيانية ودورها ألكياني وتقاليدها ، ولأنه أيضا كان قد اغضب حكومة العراق الهاشمية ، ولذلك عقدت اللجنة السياسية للجامعة العربية اجتماعا لها في 12/6/1950 ووضعت حلا وسطا لاسترضاء حكومة العراق وإعادة الأردن إلى عضوية الجامعة بعد أن تعهد بأن تكون الضفة وديعة تابعة للتسوية النهائية للقضية الفلسطينية ، كما أن الجامعة وانسجاما مع دورها ألكياني ووظيفتها الكيانية أيضا لم تتخذ أي موقف في مواجهة الحكومة المصرية التي لم تعترف بحكومة عموم فلسطين ولم يتوقف موقفها عند حدود عدم الاعتراف وإنما تجاوزه إلى حد أن اصدر قائد الجيش المصري حيدر باشا امرأ عسكريا إلى اللواء حسن سري قائد منطقة غزة بالقبض على الحاج أمين ورئيس وأعضاء الحكومة ونقلهم تحت الحراسة إلى القاهرة ، ولكن ورغم ذلك قام الأستاذ احمد الشقيري وهو يعرف ويعترف بدور الأنظمة العربية في نكبة فلسطين ولذلك قال " ذهبت إلى الفلسطينيين مبعوثا من الجامعة العربية ورجعت إلى الجامعة العربية مبعوثا من الفلسطيننين" بالاتصال بأبناء فلسطين في مختلف أماكن تجمعاتهم في الضفة الغربية وغزة وسوريا ولبنان والأردن والبلدان العربية المضيفة وبلدان العالم المختلفة للاشتراك في صياغة النظام الأساسي والميثاق القومي والتحضير لعقد مؤتمر فلسطيني عام ، واختار الشقيري اللجان التحضيرية لهذا المؤتمر من جميع البلاد العربية المضيفة للفلسطينيين ومن الجاليات الفلسطينية في الدول الأجنبية ، وقامت اللجان بإعداد قوائم المرشحين لعضوية المؤتمر الوطني الفلسطيني في مناطقها المختلفة ، كما قام الأستاذ احمد الشقيري بتعيين لجنة التنسيق العليا برئاسة الدكتور عزة طنوس للتنسيق بين قوائم المرشحين من مختلف البلاد وإعداد القائمة النهائية بأسمائهم ، وهكذا عقد المؤتمر الوطني الفلسطيني التأسيسي الأول في القدس الذي افتتحه " الملك حسين " في 28/5 – 2/6/1964 والذي أعلن قيام منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الوطني الفلسطيني وانطلاق العمل الفدائي ، لكن الشقيري دفع ثمن اختراقه سقف السياسة العربية وثمن كلمته في مؤتمر الخرطوم الذي قال فيها " ضاعت فلسطين بين ملك عاهر ورئيس خائر " تماما كما دفع الحاج أمين الحسيني الثمن بسبب اختراقه سقف النظام الرسمي العربي وتشكيل حكومة عموم فلسطين ، لأن الشقيري كان يعتقد انه الوالد الحقيقي للصبي ومن حقه وحده أن يسميه ويربيه ويرسم له طريق المستقبل بينما كانت الأنظمة العربية ترى أنها هي الو
الد الحقيقي للصبي وان دور الشقيري كان دور القابلة التي ولد على يديها هذا الصبي ، ولذلك دبروا انقلاب 1969 وأطاحوا بالأستاذ احمد الشقيري في 25/12/1967 وجاءوا بالأستاذ يحي حمودة ليكون رئيسا بالوكالة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لأنه كان اكبر الأعضاء سنا ، وهكذا فشلت تجربة احمد الشقيري في قيادة المنظمة كما فشلت من قبل تجربة الحاج أمين في قيادة الثورة الكبرى رغم أن الاثنان كانا يعرفان أن أسباب الفشل يرجع إلى أنهما لم يكونا الوالدان الحقيقيان للثورة والمنظمة ، فالحاج أمين لم يكن الوالد الحقيقي للثورة ولكن دوره كان دور القابلة التي ولدت الثورة على يديها واحمد الشقيري لم يكن الوالد الحقيقي للمنظمة ولكن دوره كان دور القابلة التي ولدت المنظمة على يديها لأن الثورة بدأت في 15/4/1936 والإضراب بدأ في 19/4/1936 واللجنة التنفيذية تشكلت في 25/4/1936 ولذلك لم يكن قرار الثورة والإضراب قرار اللجنة التنفيذية لأن البنت لا تلد أمها ولكن الأم هي التي تلد ابنتها والثورة والإضراب هنا هي الأم واللجنة التنفيذية هي البنت ، وكذلك الحال بالنسبة لقرار تأسيس منظمة التحرير لم يكن قرار الأستاذ احمد الشقيري ولكنه كان قرار مؤتمر القمة العربي الأول ، وعندما قرر الاثنان أن يكونا الوالدان الحقيقيان للثورة والمنظمة كانت نهايتهما السياسية على يد النظام الرسمي العربي فالحاج أمين قبض عليه وأرسل إلى القاهرة محفورا ووضع تحت الإقامة الجبرية واحمد الشقيري اجبر على الاستقالة من قيادة منظمة التحرير ، لكن للحقيقة والتاريخ كان الرجلان مثالا للوطنية والاستقامة والنزاهة ، ولكننا وللأسف لم نتعلم رغم تكرار الدرس ، لأننا لو تعلمنا لما وقعنا في خطأ أوسلو الذي لم يكن دورا لقيادة الفلسطينية فيه دور الوالد الحقيقي وإنما كان دور القابلة التي ولدت أوسلو على يديها ، ولذلك سوف يستمر مسلسل الفشل إلى أن نتوقف عن استهلاك سلطة الفتوش العربية وطبخة البحص الغربية ولعب دور القابلة ، والسؤال
متى نتوقف عن استهلاك سلطة الفتوش العربية وطبخة البحص الغربية ولعب دور القابلة ؟
Aucun commentaire