Home»International»ما الذي يقلق أصحاب الأطماع السياسية المكشوفة من النقد في هذا الظرف بالذات؟

ما الذي يقلق أصحاب الأطماع السياسية المكشوفة من النقد في هذا الظرف بالذات؟

0
Shares
PinterestGoogle+

ما الذي يقلق أصحاب الأطماع السياسية المكشوفة من النقد في هذا الظرف بالذات؟

محمد شركي

من المعلوم أن الفترة الراهنة هي فترة التكالب الحزبي  العنيف  بسبب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة . وهي استحقاقات فرضها  ما يسمى الربيع العربي حيث تروم كل أطراف اللعبة السياسية سواء كانت النظام أو الأحزاب استمالة الشباب الذي كان وراء الحراك المطالب بالتغيير ، وإصلاح الفساد . فالنظام من مصلحته أن يقنع شباب الحراك بأنه قد استجاب  بالفعل لمطالبهم  ،ولم  تعد له علاقة بالفساد . والأحزاب التي كانت وراء الفساد بشكل أو بآخر تحاول هي الأخرى أن تخطب ود هذا الشباب الذي لن يرضى بأقل من إصلاح حقيقي  يضمن له الكرامة والعيش الكريم. ومن المضحك حقا أن أصحاب الأطماع السياسية المكشوفة الذين في بطونهم العجين ، كما يقال في العامية  ، وهو عجين قد اختمر مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية يشعرون بالقلق الشديد من كل نقد حتى لو كان بعيدا كل البعد عن المجال السياسي  لأن كل شيء تحول بالنسبة لهم إلى سياسة . وهاجسهم  في هذا الظرف بالذات هو الحصول على شواهد حسن السيرة مهما كان الثمن . ويحاول هؤلاء لغبائهم التظاهر بتناسي الطرق الفاسدة التي أوصلتهم إلى مراكز القرار والتدبير الفاسد والفاشل . ومعلوم أن الفساد السياسي الذي تسوقه الأحزاب يتجلى في ظاهرة  اغتصاب ، واحتلال المواقع  والمناصب في كل هياكل الدولة ، وتنصيب الأتباع فيها من أجل استغلالها لخدمة الأهداف الحزبية . فبمجرد أن تصير الأمور إلى هذا الحزب أو ذاك يسارع إلى بث جراثيمه الخبيثة في المواقع والمناصب ليتولوا الدعاية المبطنة له من مواقعهم . ومعلوم أن هذه الجراثيم  تنتقى من فصيلة أصحاب الأطماع والوصوليين  والانتهازيين الذين لا يتحرجون من سلخ جلودهم الحزبية  باستمرار  رغبة في مناصب تغريهم بها الأحزاب التي تعتمد  الفساد استراتيجية  للوصول إلى مراتب صنع القرار لحماية أوكار فسادها الكبرى  . وفي هذا الظرف بالذات و بسبب عجين البطون يؤول  أصحاب الأطماع السياسية  المكشوفة كل نقد  بأنه حملة انتخابية ضدهم ، حتى لو كانت المسافة بين الناقد وبين السياسة بقياس مسافة ما بين السماء والأرض ، وهم يحسبون كل  نقد ضدهم . ومن سوء حظ هؤلاء أن أساليب تحييد كل مصادر يأتيهم منها  النقد باءت بالفشل ، لأن بعض هذه المصادر لا تصدر في نقدها عن خلفيات حزبية أو سياسية ، وإنما تمارس النقد  المحايد والبناء الذي يروم محاربة الفساد المستشري في كل المجالات .ولم  تنفع هؤلاء أساليب المحاباة ، ولا أساليب التظاهر بالأدب المغشوش  التي يعتمدونها ضد مصادر النقد المحايد ، لأن ما خرج من القلب وقر في القلب ، وما خرج من اللسان لم يتعد الآذان ، وما الله بغافل عما يضمرون .

وبمجرد تيقنهم من أن حيلهم  المتمثلة في التقرب والتزلف ، والأدب المغشوش الزائد عن الحد لم تعد تجدي نفعا  فإنهم يعودون  إلى طبيعتهم  المعبرة عن حقيقتهم قبل طبيعة التظاهرالمغشوش بما ليس فيهم ، وبما ليس من طباعهم . وما داموا قد وجدوا حيث هم بقدرة أحزابهم  فإنهم يظنون بمن ينتقد أداءهم الباهت والفاشل والمتعثر بشهادة واقع الحال السعي وراء جني  التألق الحزبي كما هو حالهم .  وكيف  ينشد التألق الحزبي من لا حزب له ؟ والحقيقة أن الذي  ينشد التألق الحزبي من له حزب يخشى عليه من البوار خصوصا في هذا الظرف ،  ومضمار التنافس أو التكالب يزخر بالمتكالبين على السياسة المنتنة الملعونة . وإن الحملات الانتخابية قبل الأوان وبالشكل المبتذل المكشوف ، بحيث يحرص أصحاب الأطماع السياسية المكشوفة والمفضوحة على تحويل كل نشاط مرتبط بالواجب  الوظيفي إلى إشهار من أجل اكتساب نقطة تقربهم مما يحلمون به . ولقد نسي هؤلاء أن الطمع طاعون يهلك  أصحابه ، وأنه لا حيلة مع الله عز و جل ، وأن المكر السيء  يحيق بأهله ، وأن مقابل مكرهم يوجد مكر الله عز وجل وهو خير الماكرين ، وأن الأمة قد بلغت درجة من الوعي لا تنفع معه بعد اليوم حيل أكل عليها الدهر وشرب ، ولم تعد تنقد أو تنجد. فالنقد من أصحاب البطون الخالية من العجين سيستمر بإذن الله عز وجل  ، ولا هدف من ورائه إلا إحقاق الحق وإبطال الباطل ، والنهي  عن المنكر ، والأمر بالمعروف ، والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. سلوب تحييد ت

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *