Home»Enseignement»إذا كان الصحفي عندنا يتعرض للاعتداء في الجامعات على يد أساتذة فهنيئا لنا التخلف

إذا كان الصحفي عندنا يتعرض للاعتداء في الجامعات على يد أساتذة فهنيئا لنا التخلف

0
Shares
PinterestGoogle+

من المعلوم أن الإعلام هو السلطة الرابعة ، وهي أقرب سلطة من الرأي العام . والرأي العام يتطلع يوميا إلى هذه السلطة ، ويحملها مسؤولية إطلاعه على الحقيقة ، ويضع فيها ثقته التي لا يضعها في باقي السلط التي ثبت أنها تخادعه وتراوغه في الغالب ، ولا تعطيه الحقيقة كما ينبغي . والكشف عن الحقيقة من طرف الأجهزة الإعلامية مغامرة خطيرة قد تعرض المشتغلين في الحقل الإعلامي إلى أنواع شتى من المخاطر ، ولعله من نافلة القول أن أكثر الفئات تعرضا للاعتداءات هم رجال ونساء الإعلام بشتى أنواعه .

ومن المعلوم أن الجهات التي تخشى الإعلام هي الجهات المتورطة في فضائح لهذا ترى في الإعلام عدوا لها يكشف حقيقتها للرأي العام . وهذه الجهات قد تكون دولا ومؤسسات كبرى كما أنها قد تكون أشخاصا . فالإدارة الأمريكية على سبيل المثال لا الحصر والتي تتبجح بالديمقراطية وحرية التعبير طالما صادرت ولاحقت الإعلاميين الذين كشفوا فضائحها في العراق وأفغانستان وفي معتقلاتها الرهيبة ضد الإسلاميين. والكيان الصهيوني أكثر الجهات ملاحقة للإعلاميين ، ونفس الحكم ينطبق على حكومات أوروبية تابعت ولاحقت إعلاميين ولفقت لهم تهما على غرار ما حدث لمراسل قناة الجزيرة تيسير علوني في إسبانيا . وكانت آ خر ملاحقة للإعلام في مصر حيث عمد النظام المرفوض إلى سياسية التعتيم الإعلامي من خلال إقصاء وسائل الإعلام وتسليط البلطجية على الإعلاميين لتخويفهم وتحطيم وسائل عملهم ومنعهم من الوصول إلى الحقيقة التي يريدها الرأي العام المصري والعالمي .

فإذا كان هذا شأن الحكومات والمؤسسات فما بال الأشخاص الذين يخشون انكشاف فضائحهم . فما وقع للزميل الصحفي الحاج عبد القادر كترة في كلية الحقوق بوجدة هو نموذج للاعتداء على الإعلاميين الذين يتابعون الحقيقة ويكشفونها للرأي العام من أجل التصحيح لا من أجل التشهير كما يظن أصحاب الفضائح . فالجامعة بكلياتها مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ، وما يحدث خلف جدرانها يعني كل الشعب في المجتمع لأن من يرتادها هم أبناء وبنات الشعب . ومعلوم أن ما يوجد في المجتمع من فساد لا تخلو منه الجامعات والكليات بل قد تعرف بعض هذه المؤسسات ما لا يعرفه المجتمع من فساد . لقد سمعنا منذ كانت الجامعات والكليات فضائح استغلال الطلبة والطالبات بشتى الطرق إذ قد يسوق بعض الأساتذة لمطبوعاتهم بأثمان غير خاضعة للرقابة القانونية ،ويهددون من لا يقتنيها من الطلبة بالانتقام بل إنهم ينتقمون بالفعل منهم ، ولا زلت أذكر كيف سوق لنا أحد هم مطبوعا مسروقا كما فضحه أحد زملائه في مادة اللسانيات في كلية الآداب بمدينة فاس في بداية الثمانينات من القرن الماضي ، وكان يؤشر عليه بخط يده ليعرف من اقتناه ممن لم يقتنه للانتقام منه ،وكنت أحد الضحايا بسبب هذا وبسبب مجرد مخالفتي له في الرأي حيث اضطررت لاجتياز دورة ثانية بسبب نقطة انتقامه ولن أنسى خسته ما حييت .

وليس تسويق المطبوعات هو الأسلوب الوحيد لابتزاز الطلبة والطالبات بل هناك فضائح أخلاقية لا زالت لعنتها تحق بعض الأساتذة المنحرفين والشواذ الذين يساومون الطالبات البريئات في أعراضهن مقابل النجاح أو التسجيل في السلك الثالث ، أو الحصول على درجات عليا وألقاب علمية . ولا يمكن أن ينفي هذا الأمر أحد ويدعي النزاهة والنظافة والقدسية لكل من في الجامعات والكليات مع أننا لا نعمم الرأي العام على علم بالنماذج الشاذة التي تمارس هذه المخازي ولا يخفى أمرهم على أحد .

ومن حق الرأي العام أن يعرف ما يحدث خلف جدران هذه المؤسسات الجامعية ، ومن حق الإعلام أن يدخل هذه المؤسسات لنقل أجوائها وما يدور فيها خصوصا عندما تشيع أخبار فضائح أخلاقية أو إدارية . فإذا كان الإعلام يلج كل مؤسسات الدولة بما فيها أعلى المؤسسات كالبرلمان والوزارات والمحاكم والإدارات فلا يمكن ألا يلج الجامعات . ولا بد أن يعرف الشعب المغربي ماذا يفعل أبناؤه وبناته في الجامعات وماذا يفعل بهم . ولابد أن تكشف حقيقة كل متورط في فضيحة من الفضائح .

وإنه لمن المؤسف أن يتم الاعتداء على صحفي في كلية حقوق وعلى يد المنتسبين للقانون ، فهذا مؤشر خطير على التخلف إذ كيف يعقل أن ينزل أساتذة جامعيون إلى هذا المستوى المنحط الذي لا يليق بالعوام بله بالمثقفين الجامعيين الحقوقيين . إنه منتهى الانهزام أن يضيق الجامعيون بإعلامي ، وعوض مواجهته بالفكر يواجهونه بالعنف علما بأنه لا يلجأ إلى العنف أثناء السجال الفكري حيث يجب مقارعة الفكر بالفكر إلا المنهزم اليائس من رجاحة فكره والمتأكد من تهافته وضعفه ، لهذا لا يجد بدا من استعمال العنف كبديل عن انهزامه فكريا . وكان على الأستاذين الجامعيين ـ يا حسرتاه ـ إقناع الصحفي برجاحة رأيهما بالحجة والدليل .

وأخيرا أقول إذا كان الصحفي عندنا يتعرض للعنف في الجامعات فكيف سيكون حاله في المرافق العامة ولا يسعنا إلا القول هنيئا لأمة يعتدى فيها على الصحفي في المؤسسات الجامعية فهذا مؤشر على التخلف في هذه المؤسسات التي من المفروض أن تكون لها الريادة في التحضر وأن تقود المجتمع وتكون قدوة له ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *