بعد مدونتي الاسرة والسيريظهرفي الافق مشروع مدونة التعليم

كما سبق الاشارة اليه في مقدمة مقالنا السابق حول مدونة السيرعندما سمينا الاسماء بمسمياتها وجئنا بمدونة الاسرة في سياق حديثنا والتي كان من نتائجها المسكوت عنها ملء السجون بالمحكوم عليهم باداء النفقات واهمال الاسر والخيانة الزوجية وتفشي الفساد وتصاعد نسب الطلاق وتفشي ظاهرة العزوف عن الزواج ومن ثم خطر ما سينجم عن هذه الاسباب من انعكاسات سلبية اقتصادية واجتماعية قد تسير بوطننا في طريق مظلم وتؤدي بمجتمعنا الى انهيار مالم يتدارك المؤلفون لهذه المدونة هفواتهم ويعمدون الى اصلاحها فان كانت هذه المدونة بالفعل قد جاءت بنية حسنة من اجل الحفاظ على الروابط الاسرية وحماية العلاقات الزوجية واثبات الانساب شيئ جميل ومهم ولكن بناء الصروح لاتقوم على الارضية الهشة وبلا اسس تشدها الى اعماق الارض وتمنعها من الاهتزازات الضعيفة والقوية التي ستؤدي بها الى التصدع والانهيار
كما هي مدونة السير التي ابانت بعض نتائجها الاولية بعد اسبوع فقط على ارتفاع في اسعاربعض المواد الاستهلاكية التي تمس بالقدرة الشرائية للمواطن باعتباره الهدف الاساسي المتاثر بهذه الانعكاسات في حين اصبح او سيصبح القطار والحافلات وكل وسائل النقل العمومي الوسيلة المفضلة للنقل ولاشك ان هذا القطاع سيشهد في المستقبل القريب خصاصا في حين مازال السيد وزير النقل يطمح الى تقليصه وحذف كثير من الرخص ومن ثم بات وسيبيت سوق السيارات يحلم بركود محقق وستتاذى بذلك وكالات التامين لسنا متنبئين ولا متشائمين ولكنه واقع على ظاهر الواقع ولاشان لنا بما يدور في الخفاء فاذا كانت حوادث السير ستخف نوعا ما بالنسبة للسيارات الخفيفة والشخصية ونسبة ضحاياها المعدودة بالافراد فلا اظنها كذلك بالنسبة للحافلات والضحايا المعدودة بالجماعات ولا احسب ان خزينة الدولة قد تصل الى ما تصير اليه وتقصده بهذه المدونة
شيئ جميل ما ترمي اليه هذه المدونة ايضا على غرار سابقتها كلنا ضد حوادث السير وكلنا ضد الفوضى في الطرقات داخل المدن وخارجها وضد التلاعب بارواحنا وبحياتنا ولكن ما يجب هو ان تكون لهذه المدونة قاعدة ثابتة وارضية صلبة حتى يمكنها ان تقوم وتدوم وتضمن لمجتمعنا حياة سعيدة دون ان تمس ركنا من اركانها بسوء
فماذا بعد استنفاذ النقط وسحب الرخص وماذا بعد فرض الغرامات الباهضة وامتناع المفروضة عليهم من الاداء وماذا بعد السجون والعقاب ثم ماذا بعد توقف الحركة على الطرقات المهترئة التي كانت ومازالت السبب الاول والاخيرفي كل الحوادث في المدن وخارجها فالاحلام شيئ والواقع شيئ اخر وليس من يرسم بيتا على ورق كمن يجسده على الارض
وما دمنا في عصرحكومة المدونات يلوح في الافق ظهورمشروع مدونة جديدة للتعليم وكثير من المدونات الاخرى التي ستتفتق عنها عبقرية وزرائنا المحترمين
Aucun commentaire