Home»Enseignement»إلى السيدة التي أهانت أستاذا بثانوية جابر بن حيان

إلى السيدة التي أهانت أستاذا بثانوية جابر بن حيان

0
Shares
PinterestGoogle+

دخلت سيدة
منذ أيام صحبة زوجها إلى ثانوية جابر بن
حيان التأهيلية بجرادة، وكانت في حالة
غضب بادية للعيان، وبدأت تصرخ في وجه بعض
الإداريين وهي تبحث عن أحد الزملاء وهو
مدرس لمادة الفرنسية: أين فلان؟ أين فلان؟
ثم اقتحمت قاعة الأساتذة وأمطرت المسكين
بوابل من السب والشتم، وهو جالس، ساكت وربما
لا يقوى حتى على الرد والدفاع عن نفسه. ومن
حسن حظها أن معظم الأساتذة كانوا في الأقسام
ولم يكن هناك إلا أستاذا آخر جديد في المهنة
ولم يعرف كيف يتصرف في مثل هذه الحالات
الغريبة، ولسان حاله يقول: »يا إلهي !
هل سأصبح مثل هذا بعد قضاء 20 عاما في هذا
المعتقل؟ ». تدخل بعد ذلك السيد الناظر
وطلب من هذه السيدة أن ترافقه هي وزوجها
إلى مكتبه وشرح لهما بعض الأمور ثم انصرفا
بهدوء. ما الحكاية إذن؟ إن الأمر يتعلق
بحالة صحية تماما مثل حالة المرحوم « محمد
عزاوي » الذي حكينا قصة معاناته مع مهنة
التعليم. أستاذ طيب جدا ويعاني من مشاكل
صحية على ما يبدو ولا يشكو همومه لأحد ولا
يعرف نقابة الرفاق ولا نقابة الإخوان. ولما
اكتشف التلاميذ نقطة ضعفه، حولوا القسم
إلى سيرك وفوضى عارمة وجحيم بالنسبة للمدرس.
نوعية خاصة من التلاميذ عندنا نسميهم « الجذوع
أصيل » وهو مسلك مفتوح في وجه كل الراسبين
والمطرودين من الإعدادي ولو كانوا أصحاب
سوابق عدلية أو من مدمني حبوب الهلوسة،
وهذا موضوع آخر من إبداع مصلحة التخطيط.
تدخلت الإدارة يومها لإنقاذ المدرس من
سكتة قلبية أو انهيار عصبي أو شلل نصفي
لا قدر الله، فأمرت كل القسم بالخروج وطلبت
من الأستاذ الذهاب إلى قاعة الأساتذة ليستعيد
أنفاسه على أن يستأنف عمله في الحصة الموالية.
فجاءت تلك السيدة التي صرحت أنها تنتمي
لأسرة التعليم في جرادة وأنها تحتج على
إخراج ابنتها من القسم وحرمانها من حقها
في الدراسة… طبعا من حق هذه السيدة أن تخاف
على مصلحة ابنتها، لكن الذي ليس من حقها
هو اقتحام قاعة الأساتذة وإهانة الأستاذ.
والوضعية الآن هي كالتالي: أستاذ لم يعد
قادرا على ضبط هذا الصنف من التلاميذ لأسباب
صحية ناتجة بدون شك عن الإرهاق والتعب المتواصل
لمدة عقود من الزمان في عدة مدن بالمملكة
وهو الآن على مشارف التقاعد. فما العمل
في مثل هذه الحالة؟ هل نستمر في الصمت والتواطؤ
إلى أن يموت أمام أعيننا ونكون شركاء في
جريمة « القتل البطيء » التي خطط لها
مهندسو مصلحة « تدمير الموارد البشرية »
؟؟ لقد طلبت من المدير أن يطالب النيابة
بتكليف أستاذ آخر أو حتى معلم مجاز كما
يفعلون في نيابة وجدة ما دامت الوزارة توقفت
عن التكوين والتخريج من زمان، وذلك في إطار
مبدأ إعادة الانتشار، ينقلون أحد الأساتذة
الذين يشتغلون 8 ساعات في الأسبوع في نفس
لنيابة للتخفيف على هذا المسكين. وطلبت
من بعض الزملاء التحرك قبل وقوع مأساة إنسانية
أخرى. فماذا كان جواب بعضهم؟ « إن النيابة
لا تعرف هذا الخطاب الإنساني! سيقولون لك:
إذا كان مريضا فعليه الإدلاء بشهادة طبية
طويلة الأمد وسوف يحيلونه على المعاش وحينها
سنكون نحن السبب في الضرر الذي سيلحق بالأستاذ؟؟ »
نعم، إنهم قادرون على كل شيء… المدرس يدخل
إلى هذه المهنة شابا قويا، مفعما بالحيوية
والنشاط، فيطلبون منه التطوع ودعم الأنشطة
وتفعيل الأندية والانخراط في مدرسة النجاح،
وقد لا يسمع كلمة شكر أو تنويه طيلة حياته
المهنية، وحينما يبلغ من الكبر عتيا ويقترب
من سن التقاعد ويشتعل الرأس شيبا ويضعف
السمع والبصر وتظهر أعراض الضغط والكولسترول
والسكري والوسواس و »بوهزاز »، تغير
الإدارة لغتها وتشهر في وجهه المذكرة 60
ولا تسمع من القابعين وراء مكاتبهم وحواسيبهم
إلا خطاب « المسطرة » والقانون أو الاقتطاع
من الأجرة. أتمنى أن تكوني سيدتي قد فهمت
أصل المشكلة وأن تتحركي في الاتجاه الصحيح،
اتجاه النيابة الإقليمية وليس اتجاه المؤسسة
التعليمية. اتصلي أولا بجمعية الآباء وفكري
مع الأعضاء الآخرين في مشكل المدفئات التي
أصابها التلف قبل أن يستعملها أبناؤكم،
وفي مشاكل أخرى تهم المصلحة العامة عوض
أن تصبي جام غضبك على ضحية من ضحايا التعليم
بالإقليم كمن يمسك بخنجر ويريد أن يقتل
شخصا مقتولا أصلا. وإذا لم ينفع كل ذلك،
فارفعي أكفك إلى العلي القدير وقولي معي:
« الله يخرج سربيسنا على خير! » .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. معلم
    14/05/2010 at 14:37

    ما هذه الإهانة  » حت معلم مجاز  » مالوا المعلم المجاز ليس له الكفاءة مثل الأستاذ الذي ربما لا يحمل حتى تلك الإجالزة . صدق من قال إذا لم تستحي فقل ما شئت .

  2. أستاذ
    14/05/2010 at 14:37

    اسف سيدي على هذا التعليق و لكن مثل هذا الخطاب الذي يطلب من هذه السيدة الظالمة أن ترفع أيديها الى السماء و الدعاء؟؟؟؟
    ما هذا الخطاب الخانع المذل لكل هيأة التعليم؟ الاحرى أن يجتمع الاساتذة في الثانوية و يطلبوا اعتذارا رسميا منها و إلا فاللجوء الى القانون.
    لقد كنت أحترم اراءك و مقالاتك إلى في هذا المقال.
    وفقك الله و وفقنا لما فيه الخير و الصلاح

  3. متتبع
    14/05/2010 at 14:39

    أنت تعلم سيدي أن جمعيات الآباء مكونة من رجال التعليم عن طريق الانزالات المخدومة ، والذين لا يتكلمون عن مشاكل المؤسسات خوفا من أسيادهم الذين انعموا عليهم بالنعم التي أظن انك لا تجهلها وأنت مراسل صحفي يعترف لك = جمعية جابر بن حيان = فقد اصبحت الجمعيات عالة على المؤسسات بدل خدمتها ويشهد لغير التعليميين انهم اقدر على الدفاع عن مصالح التلاميذ لأنه ليست هناك سلطة تعليمية عليهم يمكن ان يخشوها . فلو كانت الجمعيات تقوم بدورها ما كان ليقع مثل هذا الاصطدام مع المؤسسات التعليمية ومع رجال التعليم على الخصوص ، ولكن في ظل هذا الفراغ ينتظر أن يحدث ما هو افضع ، العديد من ألآباء يشتكون مما يقع بثانويتكم واحتراما للأساتذة والمؤسسة لا يفعلون شيئا . وقد يحدث هذا الاصطدام الذي يأتي فوق الطاقة خصوصا من رجل تعليم حريص على تعليم أبنائه . واعتقد أن النقابات تساهم في الإفساد بهذه النيابة من خلال الحسابات النقابية التي تضيع الحقوق على رجال التعليم وبالتالي تضر بمصلحة التلاميذ وأنت أدرى بالملفات المعطلة مما افقد رجال التعليم الثقة في الرفاق وفي الإخوان ، والأغلبية سلمت أمرها إلى العلي القدير . وأظن أن الأساتذة أدرى بمشاكل النيابة وسوء التدبير لكن الذي لا يفهم لماذا يلتزمون الصمت حتى من أولئك المراسلين الذي لهم القدرة الإعلامية على الدفاع فقط على الأساتذة لكن يكسرون أقلامهم عندما يتعلق الأمر بحقوق التلاميذ ، فلماذا تحل عقد الألسن حمية ولا تجهر بمشاكل المؤسسات والتي ترمى همزا عوض التصريح بها جهارا نهارا وما أجمل لو يتفضل أساتذة الفرنسية الذين أشفقوا على صديقهم ويقتسمون ساعاته بينهم من الج&#1575
    ;نب الإنساني رأفة به وخدمة للتلاميذ فهم ادري بحاله الصحي. الآباء ليس لهم علم بالمدفآت ولا بباقي المشاكل التي تعرفها المؤسسات إلا من خلال ما ينشر إعلاميا من الحين والحين وجمعيات الآباء التعليمية ابتلعت لسانها فالشكوى لله سبحانه وتعالى .

  4. الشيخ شاطر
    14/05/2010 at 14:39

    رعاك الله أخي وزميلي السباعي اذ وضعت الأصبع على مكمن الداء فقد أصبح قدرنا أن نطفئ أحلى وأوهج شمعات شبابنا في هذه المهنة التي اخترناها يوما حبا فيها قبل أن تتحول كابوسا يقض مضاجعنا ولا نعرف نهاية مشوارنا فيها=اذ لم يعد رجل التعليم في الرؤيا الشعبية ذاك الذي قال فيه شوقي……قم للمعلم…….= ولك مني اجل تحية

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *