Home»Enseignement»أليس من العار أن يعفى الأستاذ الشاعر محمد يوسفي من مهمته بأكاديمية الجهة الشرقية بسبب قصيدة شعرية ؟؟

أليس من العار أن يعفى الأستاذ الشاعر محمد يوسفي من مهمته بأكاديمية الجهة الشرقية بسبب قصيدة شعرية ؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

أليس من العار أن يعفى الأستاذ الشاعر محمد يوسفي من مهمته بأكاديمية الجهة الشرقية بسبب قصيدة شعرية ؟؟؟؟؟

محمد شركي

لا زالت أسرة التربية في الجهة الشرقية تذكر كيف كانت انتفاضة الأستاذ مولاي الطيب الرمضاني رئيس مصلحة الامتحانات بأكاديمية الجهة الشرقية من أجل كرامته التي أهينت بمقر الأكاديمية على لسان مديرها سببا في إعفائه من منصب تدبير الامتحانات ، وكيف كان قرار إعفائه تعسفا وشططا في استعمال السلطة ، وهو أمر أنكرته العدالة في حكم ابتدائي وتنفيذي بمحكمة مراكش ،……… .

ومن جديد عرف مكتب مدير أكاديمية الجهة الشرقية حدثا مماثلا حيث تم إعفاء الأستاذ الشاعر محمد يوسفي من منصبه بالأكاديمية على خلفية نشر قصيدة شعرية باللغة الفرنسية على موقع وجدة سيتي بتاريخ 25/03/2010 ، وفيما يلي الترجمة العربية للقصيدة مع اعتذار للشاعر المحترم لأن الشعر كالنص المقدس لا يترجم في اعتقادي .

عنوان القصيدة :  » النفاق الأكاديمي  »
ونصها كما يلي :

إلى كل معارفي المتعارفين

المائدة مستديرة بامتياز

والمتدخل تربيعي

والوجه ثلاثي

والمنطق خشبي

يجتر طولا وعرضا
اللفظ المنحط

الموحي بكل الشرور

يميل ويترنح كالثمل

يجعجع بلا طحن

وبعقيرة تعلو الجميع

والحضور المصغي تائه

وتأويلات الأحداث تندثر

ويرتعد الاشمئزاز
ومنقار البلشون مطبق

وأخيرا يموج الجمهور

ولا تنبس كلمة
باستثناء هيجان ثقيل
على الهامش

ثم تتشابك الأيدي
في إيقاع ناشز

تحية للحواري المزيف
على ثرثرة منه وهذر

هكذا النفاق الوظيفي

يعيد صياغة عالمنا
من أجل إرضاء المسيح المكلل بالشوك

هذه هي القصيدة الشعرية التي جنت على صاحبها وجعلته خارج أسوار الأكاديمية ، وكانت جرمه وذنبه الذي لا يغتفر. وقد استدعي صاحبها إلى مكتب السيد المدير الذي أعاد قراءتها حسب فهمه ،و أولها على أنها قصيدة هجاء في حقه . ………..

لما بلغني الخبر أحسست بالغثيان لأنني لم أتصور يوما أن يعاقب الشاعر بجريمة الشعر . وتذكرت أنني قلت شعرا كثيرا وفيه هجاء كثير لقوى الشر في هذا العالم ، ولو كان الشعراء يعاقبون كما حصل لشاعر أكاديمية وجدة لكنت قد شنقت ورميت بالرصاص عشرات المرات .

شعرت بالحزن العميق لأن السيد المدير وقف  عند عتبة العنوان : « نفاق الأكاديمية  » وقرأ النص على ضوء فرضية وضعها انطلاقا من هذا العنوان ، ولم يخطر بباله أن النص الشعري حمال أوجه ولو جاز أن تؤول النصوص الشعرية التأويل المباشر لكان كل شعر المتصوفة على سبيل المثال لا الحصر زندقة وخروج عن الآداب ، وهم الذين يتغزلون بالذات الإلهية كما يتغزل العشاق بمن يعشقون ، ويشبهون اللذة الروحية بلذة المخمورين.

فلفظة أكاديمية وهي لفظة استعملت شعريا والألفاظ الشعرية لا تكتسب قيمتها إلا بانزياحها عن الاستعمال المألوف. فهي لفظة تدل على كل تجمع وليس على مجرد تجمع بعينه كالتجمع الذي يرأسه السيد المدير. فالمثل العامي يقول :  » الأحمر ماشي غي عند اعمر » . لماذا لم يفترض السيد مدير الأكاديمية أن الشاعر حضر لقاء بالأكاديمية فأوحى له ـ والشاعر مجنح الخيال ـ بتشبيه القمة العربية الأخيرة بلقاء الأكاديمية ، أو بتشبيه جلسة من جلسات مجلس الأمن المتحيز لإسرائيل بلقاء الأكاديمية . لماذا ضاق أفق السيد مدير الأكاديمية إلى هذا الحد ؟ أليست معظم اللقاءات في أكاديمياتنا وفي وزارتنا وسائر الوزارات وبرلماننا عبارة عما جاء في وصف الشاعر يوسفي ؟ أليست فلول النفاق منتشرة في كل القطاعات تصفق تصفيق النفاق وتقول لراكب القصية مبروك الجواد ؟ ………. .

  وأنا أسال السيد المدير إذا سمحت لنفسك بإعفاء موظف من مهمته بسبب كلام لم يعجبك لأنك أولته كما شئت أو فهمته على قدر فهمك ، فهل يحق أن يطالب من لم يعجبهم كلامك وتدبيرك وما أكثرهم باستقالتك ؟ وأخيرا أقول للسيد المدير لقد كلف أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رجلا مفتول العضلات بشده وهزه هزا عنيفا إذا أخطأ وأمره أن يقول له :  » اتق الله يا عمر » وأنا أقول لك : اتق الله يا سيادة المدير فإنك ستلقى الله يوما ، وليس معك من الأعذار والحجج ما ترد به على مظالم المظلومين بين يدي الله عز وجل وقد خاب من حمل يومئذ ظلما ، ارفق بنفسك واشفق عليها فإن الظلم ظلمات يوم القيامة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. عابرة
    07/04/2010 at 00:35

    هل كان الشاعر ينتظر صرة من الدنانير من كافور؟فعل المدير أعاد للشعر سلطته من حيث لايدري.فتحية للشعر وأخرى للشاعر في زمن لايعترف إلا بالشعير.أعتذر لأني لم أصرح باسمي الحقيقي أخاف أن يطالني العزل أنا أيضا.

  2. حسن ع
    07/04/2010 at 00:36

    تحية الى الأخ العزيز محمد اليوسفي وهنيئا لك هذا الإعفاء.
    لقد ظل أحد الشعراء المتطفلين يهجو الفرزدق فما أجابه ببنت شفه ولما تعجب ابن الفرزدق من صمت أبيه، وسأله عن الأمر أجابه بأن ذلك مطمع الرجل، وأن مجرد رد الفرزدق عليه شهادة له بكونه شاعرا.
    أخي اليوسفي لقد ظل مئات الشعراء يغردون خارج السرب، نظموا دواوين فما بيع منها ديوان واحد، حتى الذين أهدوهم دواوينهم لم يقرؤوا منها سطرا واحدا سوى الإهداء.
    وفي المقابل قيل عن شعراء آخرين: لو لم تكن لهم غير هذه القصيدة لكفتهم، فقيل عن أبي القاسم الشابي: لو لم ينظم غير قصيدته إرادة الحياة، لكانت عنوانا على شاعريته، وأقول: لو لم يقل الشابي غير بيته الخالد:
    إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
    لكان كافيا لأن يجعل منه شاعرا متميزا.
    كنا نسمع عن البيت الشعري الذي يرفع قوما ويضع آخرين من باب قول الشاعر:
    قوم هم الأنوف والأذناب غيرهم فمن يسوي بأنف الناقة الذنبا
    واليوم نسمع عن القصيدة التي عفت قائلها من مهمته في الأكاديمية، ونسمع عن القصيدة التي يقرأها مسؤول فيؤولها، ويتدبرها، ويحملها على وجه من الوجوه يفضي الى إعفاء قائلها.
    أخي العزيز اليوسفي لقد استطعت بقصيدة واحدة وبلغة أجنبية أغلبنا لا يفهمون مضمونها فهما جيدا، استطعت أن تحقق ما لم يحققه غيرك من الشعراء، وأصبحت ممن يقال فيهم: ضحية شعره وقتيل بيته وطريد شعره وغيرها من الألقاب التي سمعناها على مقاعد الدرس.
    حُق لك أن تشكر من كان وراء هذا الأمر، لقد أسدى إليك خدمة جليلة، وأنت أحق بها، ويكفيك أن كل من عاشرك أحبك، لقد صارت قصيدتك أشهر من قول الحطيئة للزبرقان:
    دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي.
    ولا يفوتني بالمناسبة أن أشكر الأخ الكريم محمد الشركي

  3. abdel
    07/04/2010 at 00:37

    هزلت حين سوي الشعر بالنص المقدس.فان كان ما فعله المدير نفاقا و ظلما فان تشبيهك زندقة و ليس كفرا عفوا عفوا….

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *