Home»Régional»الدول العربية علمت إسرائيل كيف تحتقر الفلسطينيين

الدول العربية علمت إسرائيل كيف تحتقر الفلسطينيين

0
Shares
PinterestGoogle+

من أخلاقيات الدول المحتلة عبر التاريخ الإمعان في إهانة الشعوب من خلال محاولة إهانة قياداتها وهو ما عبر عنه الوحي على لسان ملكة سبأ ب: ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) .إن الإفساد في الأرض وإهانة العزيز من أهلها دأب الطغاة ؛ وشر الطغاة ما كان أصله خسيسا ضربت عليه الذلة وانحدرت به إلى حضيض البهيمية فصار سليل القردة والخنازير .
ولعل الذي يحمل في دمه جينات الخسة بالفطرة لا يرتاح إلا إذا نال من أهل العزة وأمعن في إهانتهم بقدر ما يحمل من خسة وذلة في أصوله وفروعه مما يعتبر عقدة ومركب نقص لا يفك لغزه إلا الضالعون في علم نفس البشر من ذوي الأصول الحيوانية. ولما كان اليهود وقد لحقتهم اللعنة الإلهية على لسان داود وعيسى بن مريم عليهما السلام من هذا الصنف ( البشرحيواني ) ـ إذا سلم تعبيري ـ فإننا لانستغرب منهم المبالغة في البطش بأهل الأرض الأصليين تقتيلا وتدميرا وتهجيرا وأسرا ؛ ولا نستغرب منهم بلوغ أقصى حدود القسوة إلى درجة التفكير في إهانة الأمة الفلسطينية ومن خلالها الأمة العربية والإسلامية عن طريق محاولة إلحاق الذلة بأعزاء الأمة ضمن مشروع الفساد المتأصل فيهم فطرة وجبلة.
إن أسر سادة القوم من وزراء ونواب فلسطينيين هو عبارة عن صفعة موجهة لكل عربي ولكل مسلم في هذا العالم . فإذا كان الوزراء والنواب في كل بقاع الدنيا يحضون بحصانة ؛ فان العدو الإسرائيلي استباح حرمات نواب ووزراء فلسطين؛ وداس على حصانتهم وقدمهم عبر وسائل الإعلام في قيود وسلاسل أهل الإجرام أولى بها من سادة القوم.
ولقد مرت الحادثة كمرور كل الحوادث ؛ وكنا ننتظر أن تثير سخط الأمة في درجة السخط الذي اندلع بمناسبة الرسوم المسيئة لشخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ ذلك أن الفلسطينيين الذي أهينوا إنما حصل لهم ذلك لأنهم مسلمون موحدون ندبوا أنفسهم للدفاع عن مقدسات الأمة وعلى رأسها بيت المقدس حيث صلى المصطفى صلوات الله عليه بأنبياء الله الكرام وهي إشارة إلهية واضحة للملكية الشرعية الإسلامية لبيت المقدس وأرضه .إنهم لم يهانوا لأنهم مجرد رجال عاديين ؛ وإنما لأنهم عبارة عن رموز لها دلالات ؛ والا فقد يؤسر الرجل فإذا ثبت عندهم أنه لا رمزية له أخلوا سبيله كما فعلوا مع أسرى بعلبك وهم عندنا شرفاء أعزاء ولكن العدو يحرص على الإمعان في إهانتنا بالبحث عمن يحظى باحترامنا.
وإذا ما كانت الاذاية محتملة من أمة فاسدة مفسدة بشهادة الوحي كأمة إسرائيل ـ وخسارة فيها هذا الاسم المقدس ـ لأن اسم أمة القردة والخنازير أولى بها ؛ فالذي لا يفهم هو مشاركة الدول العربية في إهانة سادة أرض السراء والمعراج ؛ وهم سادتنا بحكم قدسية أرضهم . وأول إهانة شجعت اليهود على الإمعان في إهانتنا هو رفض هذه الدول العربية استقبال الوزراء والنواب الفلسطينيين ؛ وكأنهم لم ينجحوا في انتخابات فرضت عليهم فرضا ولم يفوزوا بها خلافا لما كان يريد اليهود والأمريكان وعامة الغربيين ؛ ودلالة ذلك أنهم أرادوا استبدال شعب الإباء بشعب الذل والهوان فجرت الريح بعكس ما تشتهي السفن فجاء العقاب في شكل اعتقالات مهينة تذكرنا بقول الجاهلي ( بؤ بشسع نعل كليب ) إذ أسر سادة فلسطين مقابل مجرد جندي يهودي وفي هذا ما فيه من الإهانة لكل أمة الإسلام عربيها وأعجميها. وما كانت إسرائيل لتقدم على هذا العمل لو أنها رأت وزراء ونواب فلسطين يحظون بالاحترام والتقدير في العواصم العربية والإسلامية ؛ ويستقبلون بالبساط في المطار وبالأناشيد وبالتمر واللبن كما يفعل بعلية القوم.
والغريب أن تقدم الدول العربية على إهانة نفسها بنفسها أمام عدوها وهو جهل مركب فيها إذ لو فكرت قليلا لوجدت نفسها مستهدفة بالإهانة قبل قادة فلسطين ؛ أما إذا كانت غير جاهلة وعلمها مركب فتلك الخيانة بعينها بل هي الدياثة التي لا تتحرك كرامة أصحابها عندما تنتهك الأعراض وقد لعن أصحابها على لسان نبي الإسلام عليه السلام .والى أن ينطق الكريم من أبناء هذه الأمة الأبية كما نطق أجداده :
قربا مربط النعامة مني لا نبيع الرجال بيع النعال
نسأل الله تعالى لهذه الأمة عودا سريعا لعمر وخالد وصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهم من رموز الإباء والعزة والكرامة التي لا وجود لأمتنا بدونها ؛ ولعل أسد جنوب لبنان أعزه الله قد بين الفرق بين الرجال والنعال .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *