Home»Régional»الجيوش العربية والإسلامية اشرف من أن تتولى حماية إسرائيل

الجيوش العربية والإسلامية اشرف من أن تتولى حماية إسرائيل

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد عمدت إسرائيل كعادتها إلى تنزيل قرار مجلس الأمن في شأن وقف الحرب على لبنان تنزيلا يرضي نوازعها العدوانية ويخدم مصالحها المشبوهة ؛ فبعدما تنكرت لكل شرعية دولية ولم تستشر أحدا في غزو لبنان وتدميره عملا بشعارها السامي المقدس الذي لم يتردد رئيس وزرائها في الجهر به وهو ( سنطارد حزب الله في كل زمان و مكان دون إذن من أحد ) وبعدما عجزت عن كسر شوكة المقاومة الباسلة ؛ وبعد ما هزمت شر هزيمة في تاريخها عمدت إلى المكر المتأصل في سلالة اليهود وركبت مجلس الأمن الذي يجب أن نرسمه بين قوسين لفقدان مصداقيته بدليل تعطيل إسرائيل لعشرات من قراراته منذ نشوئها قبل نصف قرن. لقد باتت إسرائيل تحلم بقوات غير قواتها للقيام بمهمة لم تقدر عليها ؛ وهي تتمنى لو كانت هذه القوات جيشا لبنانيا أو عربيا أو إسلاميا لتكتمل فرجتها بمشاهدة أشقاء يقتتلون ويلبون رغبتها المكبوتة وهي دولة من قوم يشهد لهم التاريخ بخبرة عالية في إشعال الحروب بين الأشقاء . فبمجرد تعبير بعض الدول العربية والإسلامية عن رغبتها في إرسال قواتها لحفظ السلام في جنوب لبنان سارعت إسرائيل إلى التصريح بضرورة تقوية هذه القوات لاقدارها على نزع سلاح المقاومة ؛ ولعل الجيوش العربية والإسلامية وحتى جيوش الدول الصديقة أشرف من أن تتولى حراسة كيان خارج عن القانون.
وإسرائيل عندما تحلم بتشغيل جيوش العرب والمسلمين لا يفوتها أن خلف هذه الجيوش شعوب خرجت عن بكرة أبيها للتنديد بعدوانها على شعب عربي ومسلم أبي ؛ وأن هذه الشعوب هي التي تحتضن المقاومة ؛ وأنها قادرة على إنتاج نموذج المقاومة اللبنانية متى تحولت جيوشها إلى مرتزقة يخدمون مصالح إسرائيل. لقد عبرت وزيرة خارجية إسرائيل عن قناعتها بأن نزع سلاح المقاومة أمر مستحيل بعدما فشل في ذلك جيش الأسطورة ولكن الطابور الخامس داخل وخارج لبنان بات يردد مقولة النزع وكأنه لا يعلم بأن المهمة إن قام بها جيش لبنان هلك وأضعف المقاومة وبدد الجهد في غيرمحله وسهل بذلك على إسرائيل العودة إلى لبنان وهي التي لا تعوزها الذرائع لغزوه ولا تأخذ الإذن من أحد . فلو تحقق حلمها لسهل مشروع الشرق الأوسط الجديد وهو شرق يضمن سلاما دائما لإسرائيل واحتلالا دائما للبلاد العربية والإسلامية. من حق إسرائيل أن تحلم لأنها حلمت من قبل فصارت أحلامها حقيقة ؛ وحلمها هو عبارة عن عملية تأديب من يرفع في وجهها سلاحا اليوم وغدا وبعد غد والى الأبد ؛ ولكنه ليس من حق العرب والمسلمين الإقدام على مغامرة نزع سلاح المقاومة بواسطة جيوش كان من المفروض أن تهب لنجدة لبنان ساعة العدوان وتوفر على الرئيس السنيورة دموعه التي تألم لها المعتصم في قبره ولم تحرك حكامنا الذين تلزمهم الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالدفاع عن حوزة لبنان.
إن الشعوب العربية والإسلامية يقظة كل اليقظة ولا يمكن أن تمرر عليها مؤامرة نزع سلاح المقاومة ؛ ذلك أن المقاومة هي إنتاج الشعوب ولا دخل للأنظمة فيها بل هي التي تحمي الأنظمة نفسها كما هو حال لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان . وان صمت هذه الشعوب على تمرير قرار من هذا النوع لا قدر الله معناه ذهاب الريح والفشل ؛ ولن يكون فشل ما دامت الشعوب يقظة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *