من تهافت الفلاسفة، الى تهافت اللحامة

رمضان مصباح
في هذه الايام اخصص سويعات من نهاري، اعاود فيها قراءة صفحات من
« تهافت التهافت» لابن رشد، الغاىب الاكبر عن رشدنا اليوم، والحاضر دوما حيث تعلمون؛ لدى هذا الغرب الذي يبزنا في كل شيء؛ حتى في ارث ابن رشد، وابن خلدون، وابن طفيل، وغيرهم.
ومن الصدف الطريفة ان يشرد ذهني احيانا الى تهافت اخر،فضحته وساىل التواصل الاجتماعي انعته ب « تهافت اللحامة » _نعم من اللحم »_ يجري في خلسة من قرار ملكي سام، قضى الا ذبيحة هذا العام؛ رفعا للحرج عن فقراء الوطن، وعن قطيع وقع ضحية لمغرب اخضر، تحول بقدرة قادر الى مغرب افقر.
يتهافتون على تفاصيل الخرفان انى ثقفوها، ولسان حالهم: « نتفة من لخروف ولا يمشي سالم »
قارنوا بين تهافت الماضي الفلسفي الراقي، وهذا التهافت اللحمي « الدواري » لتقفوا على عوامل التعرية، بل التصحر، التي نالت من العقول.
ولتعلموا الى اي حد تصدق مقولة: « الملكية المتقدمة عن الشعب »
استعيدوا ماكان يجري من تهافت لحمي، يوم قرر المرحوم الحسن الثاني الا ذبيحة، ولظروف اقتصادية شبيهة.
وعودوا الى ماجرى في مملكة الحسن الاول من اعتراض شعبي على البعثات الطلابية الى الخارج، ولسان الحال وقتها: نبعث بابناىنا مجلببين، ليعودوا الينا مطربشين، ويتبولون وقوفا.
والاخطر ما كان يحصل في فجر المد الكولونيالي، من طلب بعض اغنياء البلاد للحماية من قناصل الدول الاجنبية.
حماية للاستقواء على المخزن.
ولم يكن هذا، في الواقع، سوى تهافت خياني، مهد لدخول المستعمر.
بعد هذا اتساءل:
هل هؤلاء الذين يخذلون، سرا وعلانية، في مواجهة قرار ملكي،وهو بحجية قوية، وفي صالحهم وصالح البلاد، يمكن ان يعول عليهم، في حال نزول المكاره بالبلاد لا قدر الله؟
هل من لا يصبر على اللحم، اياما معودات، يمكن ان يصبر على الشداىد، ويهب مضحيا ومتطوعا؟
ويخجلني شعب فلسطين بغزة، بصبره بل استماتته، وكان بوسعه ان يتهافت مستسلما، ليحظى ليس باللحم فقط، بل بالسلم والشبع.
ان الشعوب تعركها الحروب والشداىد، وتنحتها نحتا.
فاي شعب نحن؟
Aucun commentaire