بدر المقري
للسائل أن يتساءل: ما علاقة الفقيه العلامة سيدي إبراهيم بن محمد التادلي الذي ولد بالرباط سنة 1827 وبها توفي سنة 1894 بمدينة وجدة حتى تخص به هذه الحلقة من سلسلة (ذاكرة وجدة المعرفية) ؟
لسيدي إبراهيم بن محمد التادلي، الذي قيل فيه أنه خاتمة العلماء ومجدد عصره، علاقة بمدينة وجدة من جهتين:
1- نزل الفقيه العلامة سيدي إبراهيم التادلي مدينة وجدة خلال عودته من المشرق. وقد وقفنا منذ ما يقارب 30 عاما على كتاب مطبوع عليه خط العلامة التادلي يفيد إقامته بوجدة بعد عودته من البقاع المقدسة. وقد ورد ذلك في تعليقه على كتاب (الكنز) للإمام عبد الغني الغنيمي الميداني الدمشقي (1807-1881) الذي شرح فيه كتاب (الهداية) للإمام أحمد القدوري البغدادي الحنفي (362ه-428ه).
ومما ورد في تعليق سيدي إبراهيم التادلي:  » هذا الشارح من أهل الشام ولا زال حيا إلى الآن عام 1283ه (1866م)، كما أخبرني به تلميذه الشيخ أحمد البصراوي المديني وأجازني بهذا التأليف وبغيره من فقه الحنفية مطالعة و رواية في أوائل رجب الفرد عام 1284ه (1867م).
قاله كاتبه العبد المذنب عفا الله عنه إبراهيم بن محمد التادلي…  »
2- وقفنا على نسخة مصورة من نسخة أصلية من كتابه (الارتقا إلى علوم الموسيقا) (هذا هو الرسم الأصلي الذي اعتمده المؤلف)كتبت بمدينة وجدة سنة 1890. ولعل نسخ هذا الكتاب الخاص بطبوع الموسيقى الأندلسية بمدينة وجدة في أواخر القرن 19 يلمح إلى أن الولع بهذه الموسيقى كان شائعا عند أهل وجدة.