بدر المقري

هو المؤرخ والأديب سيدي محمد بن محمد السليماني الحسني الغريسي، نسبة إلى بلاد (غريس) في أحواز مدينة (معسكر) في الغرب الجزائري، المشهور بابن الأعرج. وقد هاجر أهله إلى مدينة فاس عام 1845 وبها ولد يوم 22 فبراير 1869. وبعد أن تخرج سيدي محمد السليماني بجلة من علماء القرويين من أمثال سيدي التهامي بن المدني گنون، مارس التجارة واختار الإقامة بمدينة تلمسان.
وقد وقفت على ما يدل على أن سيدي محمد السليماني انتقل سنة 1911 إلى مدينة وجدة واتخذها سكنا. ولعل من الحجج الساطعة على ذلك أنه نظم بها قصائد يستنهض بها الهمم التي خمدت بعد احتلال فرنسا مدينة وجدة في أواخر مارس 1907.
يقول السليماني بعد إعلان الحماية الفرنسية في 30 مارس 1912: ﴿ولما دخلت سنة 1912…حاصروا الحضرة الفاسية وكنت إذاك مقيما بمدينة وجدة والأنباء ترد علينا صباحا وعشية تخبر أن العاصمة في تجديد البلية، فكتبت في الموضوع قصيدة…وجهتها لبعض أصدقائي بحاضرة فاس في أبريل 1912.. ﴾.
وليس هناك شك في أن كتابه (اللسان المعرب عن تهافت الأجنبي حول المغرب) (مطبعة الأمنية بالرباط-ط1-1971) جمع فيه فأوعى شذرات من فكره الإصلاحي في مواجهة المد الاستعماري. فليس غريبا انخراطه ثقافيا في دعم المقاومة الريفية الرائدة بقيادة سيدي محمد بن عبد الكريم الخطابي (1882-1963)، ولن ينسى له التاريخ قصيدته العصماء التي مطلعها:
دع الفتيان تمرح في القصور ☆☆☆ و يمم مسعدا وادي النكور
وقد توفي سيدي محمد السليماني يرحمه الله بمدينة فاس، يوم الأحد 4 يوليوز 1926 .