Home»National»من تاريخ الجهة الشرقية: وثيقة عمرها أزيد من قرن – ماذا قالت المخابرات الفرنسية عن القائد بلعيد الزكراوي؟

من تاريخ الجهة الشرقية: وثيقة عمرها أزيد من قرن – ماذا قالت المخابرات الفرنسية عن القائد بلعيد الزكراوي؟

2
Shares
PinterestGoogle+

من تاريخ الجهة الشرقية: وثيقة عمرها أزيد من قرن
ماذا قالت المخابرات الفرنسية عن القائد بلعيد الزكراوي؟
ترجمة: رمضان مصباح الإدريسي

وجدة في 13فبراير1917N/407 BR
المغرب الشرقي
دائرة وجدة/مصلحة الاستعلامات
القبطان جوليا
JULIA
إلى السيد مندوب الحكومة لدى المجلس الحربي بوجدة
يشرفني أن أوجه إليكم المعلومات المطلوبة في مراسلتكم رقم :7 بتاريخ 7فبراير1917
تطبيقا للتعليمات الجاري بها العمل يجتمع الرؤساء الأهالي مرة في الأسبوع ،وغالبا ما يتم هذا يوم السوق:الخميس صباحا.تم الترخيص لقائد الزكارة ،الساكن بمسفركي –حوالي خمسة وثلاثين كلم- بألا يحضر إلا اجتماعا واحدا من اجتماعين للحكومة؛أي اجتماعا واحدا كل خمسة عشر يوما ؛على أن ينيب عنه ،أثناء تغيبه،ابنه و خليفته.
يحضر القائد بلعيد الى وجدة مرة واحدة في الشهر ،خلال الفصل الرديء(الشتاء)؛ومرتين خلال الصيف ،وأحيانا ثلاثة ويمكث في وجدة يومين أو ثلاثة ليتمكن من انجاز ما تقتضيه مهمته ،إضافة الى مصالحه الخاصة.
ونظرا لكون الانتقال من مسفركي الى وجدة يقتضي منه ،في الحد الأقصى ،ست ساعات من السير ،راكبا الحصان؛يمكن القول بأن بلعيد ولد رمضان كان يغيب عن قبيلته ثلاثة أو أربعة أيام في الشهر ،شتاء،وستة الى ثمانية أيام صيفا.
الروكي المزيف ،سليمان بن سليمان ،تنقل في الزكارة ،خاصة خلال ربيع وصيف 1916.تراوحت تغيبات بلعيد خلال هذه الفترة ما بين ستة وثمانية أيام شهريا .
في سنة 1904،عقب وفاة القائد رمضان ،مورست الرئاسة من طرف ابنيه بلعيد ومحمد ،إذ تقاسما القبيلة.
في سنة 1913،ونظرا لعدم الرضى عن القائد محمد تم عزله ،فتولى بلعيد قيادة القبيلة بكاملها.


في يوليوز1916 تأكدت من أن شخصا ،ذا طابع شريفي ، يطوف ،منذ شهور عديدة في المنطقة ،ويتخذ من قبيلة الزكارة مخبأ له.
استدعيت القائد بلعيد،باستعجال ، وأطلعته دون مواربة على ما تناهى الى علمي،مضيفا أن عليه ،وهو القائد، أن يكون على علم بهذه التحركات ،وإذا لم يبلغ بشأنها سيتحمل المسؤولية الأشد خطرا .
أكد بلعيد ،بكل ثقة، بأن هذا الضجيج محض كذب ،وألا وجود لأي أجنبي يتحرك في القبيلة ؛ولو كان هذا صحيحا لعلمه بكل تأكيد ،ولما تأخر في التبليغ عنه .
وبعد أن عرف بعلمي بما كان يجري ،اعترف بلعيد ببرودة – أياما قبل اعتقال الفتان سليمان بن سليمان ،من طرف فرسان السي الطيب ،في 12 غشت ،ولم يكن للقائد بلعيد أي دخل في هذه العملية – بأن أجنبيا يتحرك منذ أيام في قبيلة الزكارة ،وأنه سيبذل كل جهده من أجل اعتقاله .
قبل أن أورد تقديري للطريقة التي كان بلعيد بن رمضان يؤدي بها مهمته ،يبدو لي ضروريا أن أقول بعض الكلمات عن قبيلة الزكارة ،وعن الوسط الذي كان مدعوا ليمارس فيه رئاسته :
يشكل الزكارة قبيلة بربرية من ثمانمائة خيمة(800)،تبعد عن وجدة بحوالي 20كلم .ان عيشهم في شعاب تفصلهم عن العالم الخارجي جعلهم يظلون دائما بمعزل عن القبائل الأخرى ،ويحافظون كلية على العادات القديمة لأجدادهم .
تفصيل مميز: أهالي القبيلة يتزوجون دائما ،فيما بينهم فقط.
في ظل هذه الظروف من السهل أن نفهم مدى عدم تجاوب الزكارة مع أي توعية أو مجهود في وسطهم،ومدى ضيق عقولهم المحدودة التبسيطية ،ومدى إمكانية التأثير عليهم من طرف أي إثارة تأتي من الخارج .
في وسطهم نخال أنفسنا ننظر الى مجتمع القرون الوسطى ،وهو ينبعث من جديد.
من برجه بوادي مسفركي يمارس القائد سيادة مطلقة تقريبا. رؤساء الدواوير أعيان بأهمية قليلة،إذ لم تكن سلطته
تخضع لتأثير الجماعة ،خلافا لما يجري به العمل في أغلب القبائل البربرية .لقد كان مهابا أكثر منه محبوبا .قلما يتم الاستماع الى رأي الجماعة لدى الزكارة؛فسلطتها منعدمة تقريبا.تستمر هذه الأوضاع منذ قرون عديدة ,ولا يمكن تغييرها بين عشية وضحاها.أما الفلاح الزكراوي فوضعه مزر …….
السمة الغالبة على مزاجهم هي –حسب ما يبدو- الغباء اللامحدود.وباعتبار عزلتهم الدائمة في جبالهم ،وزواجهم فيما بينهم فقط، فمن الصعب عليهم ،فعلا ، أن يتطوروا .نضيف الى هذا أنهم – رغم عدم تأثرهم إلا قليلا بالغزو الإسلامي ، مسلمون شديدو التعصب .
إن القائد هو السيد الحقيقي الذي يعرف كل شيء ،ويهيمن بسلطته على الجميع ،وعلى كل شيء.
ان القائد رمضان والد بلعيد كان استبداديا بكل ما تعنيه الكلمة؛لقد حكم ، بالرعب، من 1860م الى 1904م؛مستثمرا ،لصالحه، الاضطرابات التي كانت تعم المنطقة ،للقضاء على خصومه ،وتوسيع ممتلكاته ،والعيش حسب ما يحلو له.
. عقب وفاته تقاسم ولداه السلطة .محمد الذي عزل سنة 1913 توفي سنة 1916؛وهكذا أصبح بلعيد القائد الوحيد لكل القبيلة
ورغم أنه أظهر ،بحكم قوة الأشياء بعض التطور ،مقارنة بوالده،فقد ظل صارما وسلطويا .هذا هو الطابع الغالب على مزاجه ؛فوراء كل المسالمة والإيناس تختفي قبضة من حديد ،وسحقا لمن يخالفه.
لقد كان قليل الحركة ،وهذا راجع الى ضعف بصره ،ولم يكن يركب الخيل إلا قليلا ؛لكن كان له في كل مكان مبعوثون يخبرونه ،بدقة،عن كل شيء يحصل في القبيلة.
كان ينفذ حرفيا الأوامر التي توجه له .كما أن تحصيل الضرائب والذعائر كان يتم بسرعة. لقد كان لاسمه فقط هيبة معتبرة ،ناتجة بصفة خاصة عن الخوف والرعب .
كانت لبلعيد ،من بعض الجوانب، مؤهلات قيادية ،جعلته مميزا لدى رؤسائه ؛ورغم هذا يمكن أن نؤاخذه أحيانا على نقص صراحته ،وكونه متسترا ؛كما أنه كان غير ملتزم بالإخبار عما كان يجري في قبيلته.
ومهما يكن فان بلعيد ولد رمضان كان قائدا جيدا ،يتمتع بثقة رؤسائه ؛ولم يكن في صالحه ،إذن، أن يفتح عليه باب الانتقاد .يجب ألا ننسى أن الروح الإسلامية الحاضرة بهذه المناطق المنزوية والغامضة تظل غريبة عنا ،ومستعصية على الفهم.هذا عيب يجب ألا يفاجئنا لدى بعض الأهالي ؛ وخصوصا لدى الزكارة…….
يمكن أن نقول أيضا بأن كل مستبد يخفي (بين ثناياه) طامحا:ربما كان بلعيد يتمنى وبفعل توجيه من ذكريات هيمنة والده ،الممقوت، أن يرى ،في مستقبل قريب أو بعيد ،انبعاث عهد الاستقلال ،عهد الحرية الذي يجب أن يعقب طرد النصراني .
هذا ما يبدو لنا السبب الذي دفع بلعيد لاقتراف أقبح الأخطاء ،بانضمامه الى سليمان بن سليمان ،وفرض هذا المغامر على أفراد قبيلته ،والاحتفاظ به رهن يمينه ،لاستغلاله في الوقت المناسب ؛واستخدامه في بث التعصب (ضد النصارى) في قبيلته.
جوليا

انتهى
للإحاطة ببقة التفاصيل :
/national-article-33007-ar/national-article-33007-ar.html

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *