Home»Régional»تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه ( 28 ) نظرات في عامية أهل بسيط أنجاد)

تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه ( 28 ) نظرات في عامية أهل بسيط أنجاد)

0
Shares
PinterestGoogle+

تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (28)

                                               ذ: الفيلالي عبد الكريم

نظرات في عامية أهل بسيط أنـاد.

ت ـ الخصائص المعجمية.

  يعود اهتمامي بمعجم عامية أهل  أنـﯕـاد إلى أكثر من عقد من الزمن، إذ كنت بين الفينة والأخرى أدوّن ما تلتقطه أذني من أفواه الأسرة وعموم سكان السهل، وكان في الأمر صعوبة من أجل استقصاء كل الكلمات، لأنه قد لا أهتدي للوصول لبعض الكلمات، خاصة أنه معروف أن المجموعات الاجتماعية لا توظف كل الكلمات، وتؤكد اللسانيات الاجتماعية على وجود فروق في استعمال المفردات بين المجموعات التي تستعمل اللغة نفسها، فللحرفيين معجمهم وللفلاحين كلماتهم، وداخل المجموعة الواحدة نجد تباينا؛ فمربي الماشية يستعمل الكلمات المرتبطة بهذا المجال، والأمر نفسه بالنسبة لمربي الخيول فلسانه أكثر ما يلوك الكلمات المرتبطة بالخيل ووسائل الركوب عليها من سرج ومكوناته الأخرى مثل: القربوس والنساعة … الخ. وهكذا الأمر بالنسبة لكل فئة اجتماعية. يقول رمضان عبد التواب: «كما أن الفارق بين الطبقات الاجتماعية في الثقافة والتربية والتفكير ومستوى المعيشة، والعادات والتقاليد، كل هذا وغيره يترك أثرا كبيرا في لهجات هذه الطبقات الاجتماعية المتفاوتة، وفي طرق التعبير، واستعمال المفردات ودلالاتها، وتكوين الجمل وما إلى ذلك من الظواهر اللغوية»[1].

  أقول كان سبيلي إلى حصر هذا المعجم أني اتخذت « لسان العرب » لابن منظور نبراسا ومحفزا للذاكرة، فتصفحتُه بأتمّه واستخلصت منه الكلمات التي يستعملها أهل أنـﯕـاد، كما عدت إلى ما جمعه الكتاب المغاربة والمشارقة والمستشرقون في هذا المجال سواء أتعلق الأمر بالكتب التي  جمعت العامي مطلقا مثل ما كَتَبَ « كولان » حول العامية المغربية أو « تكملة دوزي »، أو مثل ما أُلّف حول العامي الفصيح فحسب.

 إن المعجم الفصيح المتداول بين سكان منطقة أنـﯕاد  يتجاوز ستمائة وألف جذر، فإذا افترضنا أن كل جذر يضم كلمتين سيتجاوز عدد الكلمات الثلاثة ألاف. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد الكلمات التي يستعملها الإنسان العربي المثقف في كتاباته لا تتجاوز الستة آلاف[2].

  ولا ننكر وجود كلمات مقترضة من الأمازيغية وقد حاول محمد شفيق[3] حصرها في العامية المغربية عموما، وبلغ ما جمعه الباحث حوالي ستين وثلاثمائة وألف (1360) كلمة، لم يتجاوز المستعمل في عامية ساكنة المنطقة ثلاثة وثلاثين ومائة (133) كلمة، وذلك بنسبة 9,77 في المائة. كما تأثر المعجم لساكنة المنطقة بألفاظ فرنسية وأكثر ما يكون ذلك في الأدوات الجديدة التي جاء بها المستعمر، مثل: السيارة: (auto). ومطرقة: (marteau). حديقة (jardin)… وتسرب ذلك في فترة كان فيها البلد غير قادر على حماية سيادته فكيف يحمي لغته؟.

 ولما كانت المادة اللغوية التي جمعتها كثيرة إذ لن يستوعبها إلا معجم مستقل، آثرت التخلي عن الكلمات الفصيحة المتداولة والمعروفة أنها من الفصيح مثل: كتاب- سلة- برميل-حطب- خشب سروال- تفاح.. والألفاظ الدينية مثل: الصلاة – الصيام – الزكاة – الزواج .. الخ، والاقتصار على الألفاظ التي يظن أنها من الغريب المهجور في الفصحى بينما لاتزال متداولة بين سكان المنطقة.

[1]  ـ المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي. رمضان عبد التواب. مكتبة الخانجي. القاهرة. ط 3. 1997. ص: 168.

[2]  ـ ينظر: الدارجة المغربية مجال توارد بين الأمازيغية والعربية. (م س). 1999. ص: 199.

[3]  ـ ينظر: الحصيلة اللغوية. أهميتها – مصادرها – وسائل تنميتها. أحمد المعتوق. عالم المعرفة. الكويت. العدد: 212. ص: 221.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *