Home»Régional»ذاكرة مدينة وجدة المعرفية:رائد الاقتصاديين المغاربة، عزيز بلال (1932-1982) الحلقة 24

ذاكرة مدينة وجدة المعرفية:رائد الاقتصاديين المغاربة، عزيز بلال (1932-1982) الحلقة 24

4
Shares
PinterestGoogle+
 

بدر المقري  / وجدة سيتي
لما كان قوام التنمية البشرية هو تحول المعرفة إلى ثقافة، فإن البنية العميقة لإنسان المعرفة تجمع ما بين المكون المادي والمكون المعرفي. ولذلك يرجح في أي منظومة فاعلة في التكوين الثقافي، أن يكون المدار على الإبداع في الآليات القائمة على المعرفة العالمة والمتفاعلة مع الواقع الموضوعي.
ويمكن الاقتناع بأن العلامة الكبرى لمشهدنا الثقافي الراهن، هي الآفاق المسدودة والمآزق المركبة. ويتحكم في البنى السطحية لهذا الوضع، الغياب الكلي لمشاريع الصناعة المعرفية، لأن الصناعة المعرفية شرط رئيس في ضمان البدائل المجتمعية.
وليس هذا المشكل البتة بمعزل عن خلل فادح في قواعد المعرفة المجتمعية، يتجلى على شاكلة خاصة في الضعف الذي أصاب أسس الاقتصاد المعرفي التقليدي. ومن معالم هذا الوهن، عدم تجديد أدوات القراءة الإجرائية الجديرة بتغيرات وتحولات الصناعات المعرفية المتوارثة.
ولما كانت الأولوية دالة على الرشد المنهجي في مقاربة القضايا والإشكالات المعرفية، فإن من مقدمات إعادة صياغة أركان الاقتصاد المعرفي بالمغرب، المسارعة إلى تجسيد وتفعيل وتحيين الأبعاد الإبداعية في الأشكال المعرفية للتكوين، سواء أتعلق الأمر بالتلقين، أم بالقراءة، أم بالمدارسة.
ومما يعتبر حجة واضحة على هشاشة الاقتصاد المعرفي في المغرب، تلك الهوة السحيقة التي تفصل مجتمعنا ونخبنا المثقفة عن أنساقها التاريخية القريبة زمانيا.
فماذا بقي يا ترى من تراث الباحث الاقتصادي الفذ، الأستاذ عزيز بلال رحمه الله ؟
ولد الأستاذ عزيز بلال بمدينة تازة سنة 1932، ثم انتقلت أسرته إلى مدينة وجدة، التي كانت من قبل موطنا لآل بلال، بعد هجرتهم من الجزائر.
تابع عزيز بلال دراسته مبدئيا، في مدرسة سيدي زيان، وثانوية عبد المومن، ثم في ثانوية عمر، ما بين 1937 و 1951، ونال شهادة الباكالوريا في الموسم الدراسي (1950-1951).
وتابع الأستاذ عزيز بلال دراسته فيما يشبه الأقسام التحضيرية، في معهد الدروس العليا المغربية بالرباط (جامعة محمد الخامس لاحقا)، ما بين 1951 و 1953، ثم تابع دراساته العليا في العلوم الاقتصادية بجامعة (تولوز) الفرنسية (1953-1956).
عين الأستاذ عزيز بلال سنة 1959، كاتبا عاما لوزارة الشغل، وساهم في إعداد المخطط الخماسي (1960-1964). وليس هناك شك في أن الصورة النمطية للأستاذ عزيز بلال، هي ريادته الأكاديمية في حقل العلوم الاقتصادية، في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، ثم بالدار البيضاء، ما بين 1960 و 1982.
ولعل من أكبر استحقاقاته العلمية، بعد نيله دكتوراه الدولة في الاقتصاد السياسي من جامعة (غرونوبل) الفرنسية سنة 1965، أنه أصبح حجة علمية دولية محكمة في قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ثم إنه كان من مؤسسي اتحاد الاقتصاديين المغاربة سنة 1976.
توفي الأستاذ عزيز بلال رحمه الله اختناقا، في حريق غريب شب في الفندق الذي كان يقيم به، في مدينة (شيكاغو) الأمريكية، يوم الأحد 23 ماي 1982.
ترى، أليس من حقنا أن نحلم أن تكرم مدينة وجدة، بشتى القائمين على شؤونها، ابنها البار الأستاذ عزيز بلال رحمه الله ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. Anonyme
    03/07/2020 at 17:47

    فكرة تكريم عالم اقتصادي واستاذ جامعي مرموق ونقابي وسياسي محنك، مثل عزيز بلال، هو تشريف لمدينة وجدة وجهة الشرق.

  2. Anonyme
    04/07/2020 at 03:03

    إن آلله وإن اليه راجعون البقاء لله ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم رحمه الله واسكنه فسيح جناته.ولو مرة واحدة دكروه او رحموا عليه للاسف الشديد،

  3. Nordine dghoghi
    02/02/2021 at 12:59

    انهم يكرمون السراق لصوص خيرات الوطن.. أما الشرفاء ابناء الوطن المغربي المخلصين لبلدهم لهم تاريخهم يشهد لهم ..

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.