أطفال الجهة الشرقية في غابة معمورة بالرباط

العمل الجمعوي دعامة وقاطرة للتنمية، وتطور المجتمع المدني فهومكمل لما تقوم به مؤسسات الدولة ، في مختلف المجالات والأنشطة، فالجمعيات والمنظمات ، شريك أساسي للدولة في التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية…
وفي إطار الاستفادة من برنامج العطلة للجميع ، الذي سعت كتابة الدولة المكلفة بالشباب إلى ترسيخه ، وتوفير الظروف الملائمة للشباب في كافة أنحاء الوطن، للتخييم سواء في الشواطئ أو الجبال أو الصحراء قامت المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات للجهة الشمالية الشرقية بتنظيم مخيم لأطفال الجهة ، بغابة معمورة، تبعا للتجربة التي راكمتها المنظمة المذكورة في مجال التخييم طوال سنوات خلت، بفضل أطرها ومدربيها ومرشداتها، والنتائج الجيدة المحصل عليها في هذا المجال.
تأسست الحركة الكشفية بالمغرب سنة 1936 ومنذ ذلك التاريخ والحركة تسعى إلى خدمة الطفولة المغربية من خلال البرامج والمعارف الكشفية المقدمة إليها داخل المخيم الصيفي ، الرامية إلى غرس القيم المثلى بين المستفيدين، قيم التعاون والتضامن، وحب الخير، والوطن والدين والمحافظة على النظام العام ، والمساهمة الايجابية في تنمية المجتمع والتمسك بالهوية ، ومساعدتهم على الإنماء الصحي والبدني، وتحصينهم ضد الانحراف والتطرف، وغرس قيم الفضيلة لديهم كالتآخي والصداقة ليكونوا قادة متمسكين بأهداف ومبادئ الحركة الكشفية يسهرون على تربية الأبناء وفق منظور ورؤية شاملة للحياة تعتمد على تطبيق نظام الطلائع .
يعرف المغرب مناخا متنوعا متوسطيا، وجبليا في الوسط وصحراويا في الجنوب، لذلك فإن كل منطقة لها سماتها الطبيعية ، ومناظر تميزها عن غيرها ،شواطئ أو وديان، وشلالات ،وضايات ، وغابات ، ومآثر تاريخية ، كالمتواجدة هنا بمدينة الرباط ، مجرى التاريخ حيث صومعة حسان، ذات المائة عمود ، تشهد على عظمة الإمبراطورية الموحدية. وقصبة شالة ، وحديقة الأوداية ، وشواطئ ممتدة في اللانهائي ،ذات رمال ذهبية ناعمة، وغابة معمورة التي تستقبل آلاف الزوار، ومن بينهم أطفال الجهة الشرقية الذين شدوا الرحال إلى مدينة الرباط لربط أواصر المحبة والألفة بينهم وبين الأطفال من أبناء جلدتهم من أنحاء المغرب، وتحت ظلال الفلين، تأكيدا لهويتهم وتفانيهم في حب وطنهم والسياحة في مدنه و مروجه وجباله….
تقع غابة معمورة على الهضبة الواقعة غرب مدينة الرباط حيث تبعد عنها بـ 12 كلم في اتجاه العاصمة العلمية فاس، تتميز مدينة الرباط بحدائقها الجميلة ، وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية الرائعة وقصبة شالة، حيث مآثر الرومان ، وأضرحة المرينيين، تلك المآثرالتي زارها أبناء الجهة الشرقية وتعرفوا إليها عن قرب ، وقضوا زمنا غير يسير في حدائقها ، واستمتعوا بأزهارها وطيورها وجمالها . ثم عادوا إلى مخيمهم الذي يقع بغابة معمورة على أرضية معشوشبة ، يضم أزيد من عشرين خيمة ، تحتوي على الكهرباء ومرافق تابعة ، ومسجد كبير لأداء الصلاة، واحتضان الأنشطة الدينية التي يقوم بها الأشبال والزهرات ،كل ذلك من أجل توفير الراحة لأطفال المخيم القادمين من الجنوب ، أو الشرق أو من مناطق أخرى حيث يتعلم الطفل داخل المخيم بالممارسة ، وفق برنامج معد لهذا الغرض، يسهر على تنفيذه أطر متخصصون ومربون أكفاء يعملون بنظام الطليعة القائم على وضع الفرد المناسب في المكان المناسب،فحياة الجماعة وروح الطليعة ، هي سر الفوز والنجاح بالمخيمات، مخيمات المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات.
يسهر القائمون عليها على تخطيط البرامج، وتنظيم الحفلات،والرحلات، و الأنشطة … فالقيادة المنسقة للمخيم تتكون من:
1/ قائد المخيم
2/ كاتب المخيم
3/ المقتصد
فضلا عن المشرفين عن البرنامج والتدريب ، والتطبيب، والمجال التربوي الذي أثنى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرفق،فقال :((ماكان الرفق في شيئ إلا زانه ولانزع من شيئ إلا شانه)).
وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة :» إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله« رواه البخاري ومسلم (وفي رواية:»إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه« [رواه مسلم .
زرنا المخيم الخاص بالذكور والإناث ، واطلعنا على ما يروج بداخله، حيث تحية العلم والأناشيد المخترقة عنان السماء الداعية إلى حب الوطن تزين فضاء الغابة :
كلنا فداك نعشق ثراك
كلنا فــــــــداك
هيّا هيّا هيا هيا هيا يا كشاف
و اترك الركود و الخمول يا كشاف
لا للا لا لاا لاا
إن دعا دعاك لبينا نداك
إن دعا دعاك
هيا هيا هيا هيا هيا يا كشاف
و اترك الركود و الخمول يا كشاف
لا للا لا لاا لا
فأدهشتنا خلية النحل بما تمتلكه من قدرة فائقة على الإشراف والتنظيم والأمن الذي يشارك فيه أطفال المخيم الذين جمعتهم الظروف وتعرفوا إلى بعضهم البعض ، كما تعرفوا إلى أطفال آخرين قادمين من الجنوب ، بمخيمات مجاورة، كمخيم أطفال اسمارة وبوجدور ، كما كانت لهم أنشطة مشتركة داخل المخيم اطلع على إثرها أبناء الجهة الشرقية على عادات وتقاليد أهل الجنوب ،خصوصا في ما يتعلق بمراسيم حفل زواج من بدايته إلى نهايته. ذلك الحفل المنظم في الهواء الطلق تحت أشجار الفلين من طرف أطفال مخيم أهل الجنوب أثناء سمرهم الكشفي الذي تخللته الأهازيج والغناء…
فالطقوس الكشفية عديدة ومتنوعة سواء داخل هذا المخيم أو ذاك، تعتمد على أنشطة تربوية ، وترويحية، ورياضية ، تحت أشجار الفلين أو، بتنظيم خرجات إلى مدينة الرباط أو الدار البيضاء… فشكرا لقائد المخيم ذ مصطفى هورير على استقباله لنا ، واطلاعنا على برامج الأشبال والزهرات ، وعلى دليل المخيم ، وعلى المجهودات المبذولة في سبيل إنجاح المخيم الصيفي في جميع مراحله بالمعمورة، وشكرا لكافة الأطر والمرشدين والمرشدات ، وكل من يسهر على إنجاح المخيم ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون). سورة التوبة والله ولي التوفي





Aucun commentaire