في الاونة الاخرة قضى ثلاثة شبان نحبهم في حادثة سير مروعة عبر هذا الطريق الخطير …شبان في مقتبل العمر ، من خيرة الشباب اخلاقا ، وقرة اعين ذويهم و أمل اهليهم و عائلاتهم ، رمز التربية الحسنة و الصلاح و الجد …لكن مشيئة الله وقدره غيبهم وهم في بداية مشوارهم الدنيوي .جعلهم الله من أهل الجنة و ألهم الله ذويهم الصبر و السلوان ، و إنا لله و إنا إليه راجعون….و من بينهم الشاب المهذب و الشريف المرحوم الوالي البشير ، رحمهم الله جميعا …
إنها ليست الحادثة الاولى عبر هذا الطريق ، فهناك حوادث كثيرة و مميتة وقعت فيه ، و كل سكان المنطقة أحسوا بهذا المصاب ، إذ جل الأسر فقدت أحد أقربائها على هذا الطريق …فكلنا عشنا حوادث الحافلة التي كانت تربط العيون بتانشرفي و وسائل التنقل الاخرى ( الكار امحند اوخنشي ، الكاميونات ، و البيكابات ….).. فكل مرة كانت فاجعة تؤلم مستعملي هذا الطريق حيث ينتج عن ذلك موتى و جرحى …لكن يجب ان ننظر و ندقق في اسباب هذا الوضع الكارثي و المؤلم علنا نستطيع التخفيف من نتائجه الوخيمة . فإذا أمعنا التفكير في هذا الامر ، يتضح لنا أن سببين مهمين يستأثيران بحصة الأسد فيما يحصل :
١_ الطريق نفسه : فهذا الطريق أنجز في وقت الإستعمار الفرنسي ، لتلبية حاجيات المستعمر الفرنسي دون أي دراسة ميدانية تتعلق بالتربة و التضاريس و الجيولوجيا و احتياجات السكان …..و قد استعملته بالخصوص جرارات شركة زليجة لنقل المعدن الخام من منطقة تانشرفي ، دون أن تكترث بحالته العملية و الوقائية ، فكثر استعماله بعد الاستقلال نظرا لتزايد السكان و احتياجاتهم ، و الطموح الى تحسين الوضع الاجتماعي …. و دأبت الحكومات المتعاقبة مع تقاعس المسؤولين المحليين ، على الاكتفاء بما هو موجود دون التفكير في المستقبل و البديل …و لما لزم تجديد الطريقو تزفيته ، وقع ذلك باتباع نفس التخطيط و الرسم السابق دون أي تغيير . فعوض دراسة علمية مبنية على رسم مغاير يأخذ بعين الاعتبار سلامة السائقين و مستعملي الطريق ، لتفادي المنعرجات و المنحذرات و بناء القناطر على الاودية و تجنب نقط الرؤية المنعدمة و غير ذلك ، أُنجِز ذلك التجهيز على نفس المنوال….و ذلك ما زاد الامر خطورة لأن امكانية زيادة السرعة وُجِدت دون تقليص المسببات الاخرى للحوادث…
٢_ مستعملي الطريق : اذا كان الطريق سيء فذلك يتطلب من مستعمليه الحيطة و الحذر . فبما ان هذا الطريق مشهود له بخطره و قلة سلامته ، فلا بد أن يتحلى المستعمل بالتأني و الصبر و مراعاة لوازم قانون السير واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي ما لا يحمد عقباه …فالسرعة على مثل هذا الطريق لا تجر الا الى الكوارث و المهالك …و رحم الله من قال :المهل ابلغ …فمزيدا من الحذر و التأني و مزيدا من الحرص على الحياة ، لأن الحياة لا ثمن لها و لا يمكن لها ان تعود بعد التهور و التفريط فيها …اللهم اجعل في قضائك اللطف و اشملنا بسترك و حفظك و ألهمنا الثبات و الخضوع لأمرك ….
بقلم : الوالي عبد الوهاب
ملاحظة : الصور لشبكة الطرق المنتشرة في ارجاء جماعة تانشرفي( تانشرفي ،اعياط ، تيمواسوين …) بعدسة المشرف على الصفحة …
منقول من صفحة . بلدة تيمواسوين تانشرفي