Home»Femme»احداث ديربي الشرق بين مولودية وجدة ونهضة بركان : أي ضرب لمنظومة القيم التي ناضل من اجل إرسائها آباؤنا وأجدادنا عبر التاريخ ؟

احداث ديربي الشرق بين مولودية وجدة ونهضة بركان : أي ضرب لمنظومة القيم التي ناضل من اجل إرسائها آباؤنا وأجدادنا عبر التاريخ ؟

3
Shares
PinterestGoogle+
 

أيعقل ان نواجَه بعدم وضوح الرؤيا حول الهوية والقيم المشتركة بين أفراد الوطن الواحد والجهة الواحدة الى هذا الحد ؟ حقيقة واحدة تلخص ان التشتت والتيهان مرتبط بغياب تنشئة اجتماعية سوية داخل الاسرة والمدرسة والمحيط العائلي والأحزاب السياسية المستقيلة من مهام التأطير ،واصحاب النفوذ والمال ، والمجتمع المدني الذي تخلى عن دوره وحصره في المطالبة بالدعم المادي ، لقضاء مصالح شخصية ، كل هذه العوامل لم تساهم في تقديم نموذج مواطن مغربي سوي ، هذا اضافة الى تدني البرامج والمناهل التعليمية وتقديم تجارب فاشلة لكل مسؤول يفد على قطاع التعليم ، اذ منذ الحصول على الاستقلال وانقراض طبقة مثقفة متشبعة بروح المواطنة والإيمان بالمستقبل ،أصبحت الأجيال اللاحقة تتقاذفها برامج تعليمية متدنية واستعمال المتمدرسين بمثابة « كوباي  » لتجارب فاشلة بكل المقاييس ، أفضل مثال على ذلك ان مسؤولي قطاع التعليم السامين يسهرون على تكوين فلذات أكبادهم خارج ارض الوطن ، في الوقت الذي يرددون فيه شعرات جوفاء تشيد بلغة الضاد ،
لما تتحول مباريات كرة القدم الى تصفية حسابات بين اقليم لا يبعد عن الاخر الا ببعض الكيلومترات التي لا تتعدى الستين ،ابناء العمومة وابناء الخال والأصهار ، ماذا عسانا ان نقول ؟ انه العبث واللامعنى ، انه الانتقام من الوطن ، انها الضحالة والتفاهة ، لما يعمد مواطنون في مقتبل العمر الى تعنيف رجال الأمن الساهرين على الأرواح والممتلكات وحراس الحدود والوطن والثغور ،لما يعمدون بكل برودة دم الى تكسير المنشآت وإلحاق الأضرار المادية بالتجهيزات والمال العمومي ومكتسبات المدينةوالوطن والحاق الاذى العمدي بالأبرياء ،ذنبهم انهم توجهوا الى الملعب لتشجيع فرقهم ، اليس من العار ان نتحدث عن شباب هو مستقبل الأمة انهارت لديه منظومة القيم الى هذا الحد ؟ هل وصل الحقد والكراهية الى الانتقام من الأبرياء ومن التجهيزات والمنجزات الغير قابلة للتحقيق دون أموال دافعي الضرائب ؟ لك الله يا وطني بين ملاحظين يتفرجون على اضمحلال القيم في لجج العدم ، ولا يحركون ساكنا ، وبين مستفيدين قلبوا وجهتهم نحو الغرب وديموقراطيته وتربية ورقي ابنائه ولم يعودوا معنيين بالوطن ، وبين مرتزقة يتحينون الفرص للاغتناء غير ابهين بشباب ينحدر الى هوة فقدان كل شيء حتى المواطنة التي تربت عليها الأجيال السابقة
كمحامية لن أدافع على كل معتد على رجال الأمن الذين قاموا بواجبهم بكل تجرد وتفان ، ولن أدافع عن كل من اعتدى على منشآت وتجهيزات بلادي ومدينتي, منهم المهندس الذي صمم ، ومكتب الدراسات الذي خطط والمستخدمون الذين بنوا وشيدوا تلك المرافق بعرق جبينهم، والسلطات التي أشرفت على الإنجاز ، كل تلك المجهوذات تذهب هباء منثورا بسبب سوء التربية وانعدام الضمير و التشبع بالحقد والكراهية , الا تخجل العائلات و المجتمع من انتاج نماذج بهذا الشكل ؟
لا يهمني ان تكون الأسباب سياسية ، او إقليمية ،او لتلميع صورة البعض ،او صفع استعلاء وعجرفة البعض الاخر ، او إجهاض الطموح الجامح لمن يعرفون أنفسهم ، لكن ما اغاظني و أحزنني ان يتم تخريب ملعب رياضي انتظرته الساكنة بشوق وتلهف ، وان يتم تعنيف رجال الأمن ، ويتم ضرب مواطنين ابرياء ! هل هو امر مستساغ ان نتداول عبر قنوات التواصل دون ثورة داخلية صور رجل الأمن الممدد أرضا وهو ينزف دما ، لم يضرب بسلاح العدو وانما نتيجة عدوان شباب منعدم الضمير لم ترقه نتيجة المباراة فكشر عن انياب الشر مستبيحاً الاشخاص والمنشآت ؟ اي منطق وأي حاضر نحن فيه وأي مستقبل نحلم به وكيف سيكون المصير ؟
كنت افرح من اعماق قلبي لانتصارات ابركان ، واهلل فرحا لتألق فريق المولودية مفخرة مدينة وجدة وافتخر بمدينتي واكتب مقالات تشيد بالفريقين وبالمدينتين وبالجهة ، لكن لما عاينت مخلفات تخريب المنشآت والاعتداءات الجسدية لا يسعني سوى ان ألوذ بصمت ابي الهول !
كم انا حزينة وبداخلي ثورة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عكاشة أبو حفصــة .
    23/02/2019 at 00:17

    نعم أستاذتي أنا أيضا حزين لما ألت إليه أوضاع كرة القدم بمدينتنا و التي وصل صداها الى السينغال . دائما كانت دعوتنا لسندباد الشرق بالفوز وتحسين الرتبة لكي يبقى بقسم الصفوة حتى لا يعود صغيرا للدرجة الثانية ويلعب على الهامش . رحم الله مصطفى بلهاشمي واسكنه فاسح الجنان . وكما قلت أستاذتي أي ذنب لذلك الشرطي الذي كان مرابطا بالملعب قبل بداية المبارة بعدة ساعات وبعدها بكثير وتعرض لاعتداء همجي من طرف ما يسمى نفسه // بمشجع // وفي الأصل هو مخرب حاقد عديم التربية والاخلاق يستحق كامل العقاب مع عدم التماس ظروف التخفيف . لم يقتصر العنف داخل الملعب الذي تم تجديده من أجل راحة الانصار والضيوف وحرم على اثره اللعب به لعدة شهور ، بل تعداه الى الخارج الاتلاف والتكسير والسب والشتم …
    قلتي أستاذتي ، ’ كمحامية لن أدافع على كل معتد على رجال الأمن الذين قاموا بواجبهم بكل تجرد وتفان ’ أشكرك على مهنيتك ودفاعك عن الحق ومساعدة القضاء للوصول الى الحقيقة ، وهو امتناع يحسب لك ، ولكن سنجد من يدافع على هؤلاء ويقدمونهم كأبرياء وما أكثر من يدافع على الباطل بمقابل مادي رغم كل الأدلة .
    تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالفديوهات وكل من تبت تورطه يجب الإبلاغ عنه وتقديمه للعدالة لتقول كلمتها فيه . لا مكان للمخربين بيننا من لا يتسم بالروح الرياضة يجب إعادة تربيته ومنه من الولوج الى الملاعب . لن اتطرق الى العقوبات الذي تسبب فيها انصار الفرقين وعلى المتضرر اللجوء الى القضاء والطعن في العقوبة الصادرة من الجامعة …
    وبالمناسبة خصص خطيبنا الخطبة الثانية لهذا الجمعه لاحداث هذا الملعب مستنكرا لما وقع بين الجارتين مبرزا انحطاط القيم و التربية والاحترام …
    شكرا والسلام عليكم .

    — أبو حفصــــــــــ*عكاشة*ـــــــــــة .

  2. Aissa Boutaibi
    23/02/2019 at 09:05

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكرا لك أيتها الكاتبة الغيورة،
    أظن أن الكلمات تعجز عن وصف ما يتفاعل داخل نفوس كل الغيورين، لكن هناك شيء واحد يشير إلى أن الأمر أكبر من كرة القدم، إنها التربية أولا وأخيرا، وهذه مسؤلية المجتمع بكل أصنافه،لو يتم الاستثمار في هذا المشروع الكبير يكون أولى وأفضل،لكن الواقع لا يرتفع،كم آلمني منظر رجل الأمن المضرج بدمائه،وكم فكرت في أسرته وأبنائه، بأي شعور سيستقبلونه،وبأي شعور سيعود لعمله،إنها أم المصائب حين يتحول الوضع إلى عداوة وحقد بين المواطن والشرطي،لكن لا يأس،هذه مؤشرات تنبئ بمستقبل مبهم،أتمنى من الغيورين على البلد التقاط هذه المؤشرات الخطيرة للعمل الجاد والإصلاح الحقيقي والبناء السليم لنفس المواطن،أما العقوبات الزجرية لن تنهي المشكل -البعبع- وإن كانت ضرورية، ذاك ما نتمناه لكل جهات وطنناالحبيب.
    شكرا لوجدة سيتي وقرائها،

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.