Home»National»ضد الحكومة :شهادة حية حول التضييق على العمل الجمعوي ببوعرفة في سنوات الجمر والرصاص

ضد الحكومة :شهادة حية حول التضييق على العمل الجمعوي ببوعرفة في سنوات الجمر والرصاص

0
Shares
PinterestGoogle+

في سنة 1995 لما كنت رئيسا لجمعية المشروع الثقافي ببوعرفة قررت اللجنة السينمائية ـ التي كانت من أنشط اللجان بالجمعية ـ تنظيم أيام حول السينما الواقعية ، كما تقرر التركيز على المخرج المصري عاطف الطيب كنموذج .
وزعنا الأدوار فيما بيننا وكلفت بإنجاز عرض نظري حول السينما الواقعية ، اقتنينا شريطي فيديو من المحلات التي كانت تكتري « أشرطة الفيديو » أنداك وشرعنا في توزيع الدعوات والصاق الملصقات للدعاية لهده الأيام السينمائية .
كان البرنامج يتضمن ثلاثة أيام : ففي اليوم الأول عرض حول السينما الواقعية وفي اليوم الثاني عرض شريط دماء على الأسفلت للمخرج عاطف الطيب وفي اليوم الثالث عرض شريط ضد الحكومة لنفس المخرج على أن يتخلل العروض تقديم أوراق تقنية حول الأفلام وفتح النقاش حول المضامين والجوانب التقنية .
فور وصول البرنامج إلى السلطات المحلية تم استدعاء أعضاء المكتب ، بداية من طرف مندوب وزارة الشبيبة والرياضة ثم باشا المدينة بعد دلك ، وتم ابلاغنا بأن هناك تعليمات من عامل الاقليم بعدم عرض فيلم ضد الحكومة . عبرنا عن استيائنا من الأمر لأن فيلم ضد الحكومة عرض في القناتين المغربيتين ثم أنه لا توجد بمحلات الكراء أشرطة أخرى لعاطف الطيب غير الشريطين وتمسكنا بحقنا في العرض والتعبير عن الرأي .
أمام اصرارنا على تنظيم أيامنا السينمائية سمح لنا بتقديم العرض النظري حول السينما الواقعية بحضور كثيف لمختلف الأجهزة الأمنية السرية والعلنية ، وفي اليوم الثاني وبمجرد بدأ تقديم فيلم دماء على الإسفلت تم قطع التيار الكهربائي عن دار الشباب مما أجبرنا على مغادرة الدار ، وفي اليوم الثالث الدي كان مبرمجا فيه أن نعرض شريط ضد الحكومة ، فوجئنا بتطويق أمني لدار الشباب واغلاقها في وجه كل المرتادين ، لتكتب صفحة سوداء من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان .
ملحوظة : أوردت هده الشهادة لإيصال فكرنين أساسيتين : الفكرة الاولى وهي موجهة للشباب ومفادها أن الشعب المغربي قدم تضحيات لينعم الجميع بالحرية والديموقراطية ، والفكرة الثانية هي أن فترة الجمر والرصاص لا تختزل في التعذيب والنفي والاختطاف والاعدام خارج نطاق القضاء ، فهناك أيضا التضييق على مختلف الحريات بما فيها الرأي والتعبير والتنظيم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *