Home»National»استطلاع : ارتسامات الساكنة المنتشرة بتخوم الشريط الحدودي المغربي الجزائري حول مسالة فتح الحدود

استطلاع : ارتسامات الساكنة المنتشرة بتخوم الشريط الحدودي المغربي الجزائري حول مسالة فتح الحدود

0
Shares
PinterestGoogle+

ونحن على مقربة الاحتفال بالذكرى الخمسين لمؤتمر طنجة التاريخي, وبعد المقترح الذي تقدم به المغرب إلى الجزائر بخصوص تطبيع العلاقات وفتح الحدود بين البلدين , غدا هذا الأخير الهاجس اليومي لكل ساكنة الشريط الحدودي الوهمي الممتد على طول 550 كلم , عبر خمس مراكز حدودية , من شاطئ السعيدية شمالا إلى إقليم فجيج جنوبا , بل وحتى الشعوب المغاربية ككل تتطلع إلى الخبر السعيد بفارغ من الصبر .

فان كان موقف الساسة الجزائري متعنتا , فان فعاليات المجتمع المدني وكذا جل التيارات السياسية بالجزائر , ماانفكت ترحب بالفكرة بصدر رحب وحماس قوي كما عبرت عن قبولها دعوة نظيرتها المغربية لحضور الذكرى الفضية لمؤتمر طنجة بوفد رسمي رفيع المستوى, فبغض النظر عن الرواج الاقتصادي الذي من المنتظر أن يطال كل المنطقة المغاربية , فان الهاجس الأساس لدى عموم المواطنين هو إحياء صلة الرحم وبناء صرح المغرب العربي الكبير ولعل الارتسامات التي استقيناها في هذا الموضوع لتصب في نفس الاتجاه مع الاعتراف والتنديد بموقف الجزائر الذي يقف حجرة عثرة , بل تبحث هته الأخيرة كل السبل والوسائل لصرف الأموال الطائلة على البوليساريو, في الوقت الذي يعيش فيه الشعب الجزائري الفقر والمحنة .

وهذه بعض الارتسامات لثلة من الساكنة المغاربة والجزائريين بالمنطقة الحدودية حول الموضوع, تقول السيدة فاطمة س الجزائرية 47 سنة:" مطلبي الوحيد لا يخرج عن ما هو إنساني, مرت سنوات وما أطولها , شكلت بعدا مكانيا قاسيا بيني وبين عائلتي التي تقطن بمدينة بلعباس , أتمنى ألا يتكرر خطا السياسة حين يغيب هذا الجانب الإنساني والنتيجة أن العهد الجديد بين البلدين الشقيقين آت لاشك في ذلك, إلا أن الواجب على الدوائر الرسمية أن تزيل الغموض الذي يحيط بزمن إعادة فتح الحدود, حتى يمكن وضع حد لتناسل الإشاعات التي وصلت درجة القول بان الحدود قد فتحت,وهو الأمر الذي حرك البعض في اتجاهها ليعود خائبا من حيث أتى , وأنا كمواطنة جزائرية ومن بلدي المغرب بلدي الثاني ارفع ندائي إلى مسئولي بلدي كي يرجعوا إلى جادة الصواب ويطلقوا سراح الجوار وأواصر الصداقة بفتح حدود مع المغرب."

أما السيد سعدون الشركي 43 سنة فلاح جزائري:" كمواطن جزائري اعترف أن لا احد ينكر العلاقات التاريخية والأواصر التي تربط بين الشعبين الشقيقين وكل ما أتمناه هو التعجيل بفتح الحدود , إذ أصبح هذا الموضوع يشغل بال جل المواطنين في البلدين ذلك أن عملية إغلاق الحدود عطلت المصالح التجارية والاجتماعية والسياسية والثقافية, وشلت حركة الاتصال بين الأهالي"

وبالقرب من النقطة الحدودية جوج بغال تتواجد إحدى المقاهي التي صارت قليلة الرواج مقارنة مع ماكانت عليه فترة فتح الحدود التقينا احد العاملين بها فقال عبد القادر:" نأمل كثيرا في فتح الحدود لكي يكون هناك تواصل بين الشعوب, والشعوب العربية المغاربية بأكملها تعد وجدة بوابتها الكبرى ومن خلالها يتم التواصل بين السكان والأحباب , لان صلة الرحم انقطعت بين العائلات التي توجد بالمغرب والجزائر لان الحدود مغلقة وموصدة في وجههم, أما اقتصاديا سيكون هناك رواج كبير بين كل دول المغرب العربي والاستفادة ستكون متبادلة , فنحن إخوة بل أشقاء يجمعنا الدين الإسلامي وقولة لا اله إلا الله."

وفي نفس الاتجاه يقول احد الطلاب المغاربة احمد:" إن فتح الحدود يعتبر ضرورة اقتصادية بالنسبة لشعوب المغرب العربي , وهو ما يستدعي إنشاء قطب اقتصادي مغاربي خاصة وان المغرب العربي يعتبر سوقا اقتصادية لما يناهز 160 مليون مستهلك , إضافة إلى ما يزخر به بلدان المغرب العربي من ثروات طبيعية مهمة , زيادة على الموقع الجغرافي الذي سيجعل من هذه الدول قطبا اقتصاديا بشمال إفريقيا وصلة وصل بين إفريقيا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط , كما أن الآثار السلبية للعولمة على الاقتصادات الوطنية لايمكن مواجهتها إلا بواسطة قطب اقتصادي يضمن نوعا من الاستقلال الاقتصادي لهذه الدول, ومن هنا فان فتح الحدود المغربية الجزائرية لايخدم فقط شعوب البلدين فحسب بل هو في خدمة شعوب المغرب العربي وإفريقيا بصفة عامة."

إن كانت مسالة إغلاق الحدود تتسبب في إنهاك الاقتصاد الوطني بسبب تجارة الحدود أو التهريب , فان ما يقض مضجع اغلب السكان بالمنطقة الشرقية هو تلك السموم التي يتم الترويج لها اعني بذلك المخدرات وما خلفته من عواقب وخيمة على صحة أبنائها, ومن هنا يبقى هاجسها الوحيد هو تحصين الجانب الأمني ولا ترى في فتح الحدود ضرورة ملحة على اعتبار أن بعض الجزائريين لديهم فكرة مغلوطة عن التاريخ ومازالوا متشبثين بالفكر العنصري ومازالت تحكمهم عقلية هواري بومدين لدرجة أن بإمكانهم الغدر في أي لحظة .

يقول السيد غالي احد قدماء البرلمانيين بمدينة جرادة:" أنا ضد الهجمة الشرسة من طرف بعض المسئولين والإعلام المحلي للأسف في محاربة مواطنين عزل يقومون بترويج بعض المواد التي تعتبر بمنظور اقتصادي تكاملي بين البلدين الشقيقين المغربي والجزائري مع ضرورة شد الحصار على ترويج المخدرات والقرقوبي وكل ما يمس بسيادة البلدين , ففتح الحدود المغاربية ضرورة ملحة بين البلدين الشقيقين وموقف الحكام الجزائريين يذكرنا بالخلافات القديمة بين القبائل , التي أكل عليها الدهر وشرب فنحن في عصر العولمة, في بداية فتح الحدود تكون هناك تخوفات بإضراب السوق وهذا شيء عادي في وجود ارتباك لكن من بعد سيكون هناك استقرار فلا يجب تقديم أسوا الاحتمالات."

أما ميلود بوعمامة احد الإعلاميين والنقاد السينمائيين فيقول :" إن فتح الحدود بين الجارين سيخلف لا محالة ودون شك ردود فعل ايجابية تسير بالبلدين نحو ازدهار اقتصادي يبعد عنهما ذلك النمط الاقتصادي المرتبط بالحدود, وهو ما يعطي فرصة للساكنة المحلية المتاخمة للحدود دورا ايجابيا في اقتصادها , كي تصبح مهيكلة بعيدا عن التهريب الذي يخلف مساوئ جمة على اقتصاد البلدين يقدر بملايير الدولارات وبالتالي تنتعش عجلة التنمية بالمدن والولايات ذات البعد الحدودي, وتقطع الطريق على أباطرة التهريب الذين يسخرون أموالا طائلة في هذا النشاط غير المشروع والمتمركز في أيادي قليلة تسخره بدورها فيما يعرف بتبييض الأموال في مشاريع صغيرة لا تلبي حاجيات الجماعة بقدر ماتعود بالنفع على صاحبها أي المهرب فقط, والتكامل الاقتصادي هنا يعني خلق رواج تجاري وصناعي بين البلدين وبالتالي مع باقي دول المغرب العربي من طنجة إلى تونس ومن تم إلى طرابلس الليبية , فالسوق المغاربية تنتظر انفراج العلاقات السياسية بين المغرب والجزائر لأجل انطلاق قاطرتها ,فالتكامل يأتي بالضرورة من البنيات التي تحدد وتميز كل بلد على حدا الجزائر تتوفر على البترول والغاز, المغرب يتوفر على جوانب مهمة كالفلاحة والسياحة والصيد البحري والفوسفاط, هذا إذا أضفنا قطاعات موازية أخرى تساهم في التنمية الاقتصادية بين البلدين, ادن فتح الحدود بين البلدين سيتيح تواصلا إنسانيا وعلائقيا امتد لعصور طوال,من جملته الروابط الدينية والاجتماعية والتاريخية والجيوغرافية …هذا دون إغفال المصير المشترك الذي حركته مشاعر الشعبين ووطدته المصاهرات العائلية والعادات والتقاليد المتجدرة, فتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية يتيح أيضا تلك الحركية البرية بين البلدين خاصة على مستوى تنقل الأشخاص لربط صلة الرحم من جهة والسياحة من جهة أخرى كما ستكون لمسالة تطبيع العلاقات أمور أخرى ذات أهمية وفائدة على البلدين مثلا تبادل الخبرات , الاستثمار في العنصر البشري القضاء التدريجي على البطالة محاربة الهجرة القضاء على الإرهاب وتكثيف الجهود الأمنية والتنمية الشمولية والسوق المغاربية المشتركة…"

بعيدا عن الانتعاشة الاقتصادية التي ستخلفها العلاقات التجارية بين البلدين خصوصا فان بعض التجار بمدينة وجدة يولون الأهمية لكرامة الوطن وصون مقدساته خصوصا وان الجيران يقحمون دائما قضية الصحراء المغربية في كل شيء حتى في الرياضة وهذه ظاهرة لاغبار عليها لدى كل سكان الجهة الشرقية مع بعض الاستثناءات بطبيعة الحال,وفي هذا الصدد يقول السيد شكيب أنوالي احد التجار بسوق سيدي عبد الوهاب بوجدة: "نعم ستكون هناك انتعاشة اقتصادية لكن ليس علينا فقط ـ كما يضن الجيرانـ بل على الجميع وهذه حقيقة علمية مدروسة لكن لسنا أكثر تحمسا من بعض الإخوة في الجزائر الذين يعتبرون أن المغرب فقط هو الرابح في قضية فنح الحدود سامحهم الله دائما يتربصون الفرص لمهاجمتنا حتى وان كنا بصدد الرياضة ولعب كرة القدم, وهمهم الوحيد هو حشر أنوفهم في قضية الصحراء المغربية لكن هذا بطبيعة الحال لايمنع من أن هناك استثناءات خاصة الطبقة المثقفة".

وهذا رأي احد المثقفين والباحثين الجزائريين الذي يقيم بوجدة الشاعر سعيد هادف: "إن تحليلا تاريخيا وجيوسياسيا يفضي بنا إلى الاستنتاج بان بناء الاتحاد المغاربي مشروط بعودة العلاقة المغربية الجزائرية باعتبار أن المغرب والجزائر هما حجر الأساس لهذا الاتحاد وعليه فالمخطط الذي يقف ضد الاتحاد يعتمد أساسا على تعطيل العلاقة المغربية الجزائرية فنجد المغرب مطوقا من كل الجهات ,شمالا طوق سبتة ومليلية, غربا طوق المحيط والجزر , جنوبا مشكلة الصحراء وشرقا الحدود المغلقة, فلماذا يتم تطويق المغرب؟ هل لعزله عن محيطه بوصفه البلد الأكثر أهلية في مواكبة التغيير والتطورات الحاصلة في العالم ومن ثمة الثاثير في المنطقة, ماذا ربحت الجزائر من هذا الوضع؟ الحصيلة تقول أن الجزائر لم تجن سوى الخسران فالذين أوحوا لها بلعب ذلك الدور إنما قادوها إلى انعزال عدمي ومدمر, استفردوا بها وادخلوها سياقا لا تاريخيا كان من نتائجه الصراع العروبي الامازيغي والمد الأصولي الذي وفر المناخ النفسي للمخطط الإرهابي العالمي ,صحيح أن الخسارة طالت المغرب وباقي دول المنطقة , غير أن الجزائر كانت على رأس اللائحة, اقصد لائحة الخاسرين, فالمخطط الذي استهدف المغرب لعزله هو ذاته الذي استهدف الجزائر ليس لعزلها عن المغرب فحسب, بل لضربها بثرواتها وخصوصياتها بطريقة فرجوية.

فإذا عادت العلاقة المغربية الجزائرية إلى مجراها الصحيح, فماذا سيحدث؟ تخيلي معي : قيام الاتحاد المغاربي , تأثيره في الفضاء ين الجيوسياسيين العربي والإفريقي ثم تأثير الفضاء الجيوسياسي العربي على الفضاء الجيوسياسي الإسلامي.,فتخيلي معي هذه التأثيرات المتتاليةمغاربيا ,إفريقيا عربيا, وإسلاميا, حتما سيكون التأثير متوسطيا وآسيويا وبالتالي عالميا .

إذا طرحنا السؤال التالي : ماهو الشرط المؤسس لاتحاد الجارين المغرب والجزائر ؟الفرضية الأولى أن يبتكر كلاهما أو احدهما دستورا يحمل في صلبه تصورا أساسيا أصيلا للدولة ورؤية فلسفية متطورة لحقوق الإنسان ومشروع مجتمع تكون فيه الخصوصيات اللغوية والثقافية والجغرافية عامل تأهيل وقوة وتماسك , وبهذا الشرط يمكن لاتحادان يتحقق بسيادة وأصالة موفورتين.

الفرضية الثانية : أن يعمد أسياد العالم إلى فرض هذا الاتحاد كرها وفق الكيفية التي تخدم مصالحهم, فالاتحاد في الحالتين سيتحقق لأنه حتمية وليس خيارا مثلما يصدح به الرسميون , فلو كان خيارا ماضاع كل هذا الوقت, انه حتمية إما بإرادة مغاربية حرة وسيدة وإما بضغط خارجي .

لماذا لم تجد المبادرة المغربية تجاوبا من الجزائر؟ مهما كانت المبررات فستبقى مجرد ذرائع ولا تعبر سوى عن ضعف في التقدير ونقص في الشجاعة , هناك شعب يجب احترامه فعزة النظام من عزة الشعب ,الصراع الحقيقي ينبغي أن يكون راقيا وليس على حساب الأطفال والعجزة والوديعين الذين يحترمون جدا قرارات الدولة , وككلمة أخيرة , لقد نجحت المخططات في قطع عرى التواصل المغربي الجزائري, لكنها فشلت في إشعال حرب طويلة المدى بين الدولتين , فبالرغم من كل شيء ظل التعقل يسود الأزمة , والفضل يعود إلى العقلاء الذين يوجدون في دواليب الحكم بكلا البلدين ومساعي المثقفين والسياسيين المؤمنين بالتحاد المغاربي ."

لقد أعطى المغرب دائما دروسا يقتضى بها، في السلم والتسامح والتبصر وبعد النظر، وإن كنا ندافع بهوادة فذلك نابع من تشبعنا بقيم ديننا السمحة الداعية إلى الحفاظ على كل الروابط المتينة التي تشد عضد أمتنا العربية، وإلى أن يراجع ذوو القرار في الجزائر أنفسهم تبقى أيادي المغرب ممدودة على الأقل من أجل الأهالي البريئة والمغلوبة على أمرها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *