Home»Correspondants»الحملة الانتخابية الأخيرة : كثرة المتدخلين ، ورفع حظوظ المفسدين وأصحاب الشكارة ‎

الحملة الانتخابية الأخيرة : كثرة المتدخلين ، ورفع حظوظ المفسدين وأصحاب الشكارة ‎

0
Shares
PinterestGoogle+

باستثناء المهرجانات الخطابية ، وبعض الشباب والأطفال الذين يلقون بالقصاصات الانتخابية في الهواء لتلوث فضاء المدن .لم نعد نرى كثيرا تلك الحملات الانتخابية المنظمة التي يخرج خلالها مرشحو الأحزاب،  مرفوقين بمناضلين يشرحون للجماهير مباديء وبرامج أحزابهم الانتخابية .
تغيرت وتعددت الأساليب وأصبحت الحملات الانتخابية  ، خاصة بالنسبة للأحزاب المخزنية في جزئها  الأساسي  سرية ، تقام في أماكن معينة ، بعيدة عن الأنظار  .
. ولا أبالغ إن قلت أنه تم تنظيم أو مأسسة الحملات الانتخابية بشكل ينفلت أحيانا  حتى من سيطرة ومراقبة المرشحين أنفسهم ، ويتحكم في النتائج .
يصب هذا التطور الخطير في صالح أصحاب المال (أصحاب الشكارة ) كما يسمون باللهجة الشعبية ، ويساهم في رفع كلفة الحملات الانتخابية ، وانتشار الفساد   ، وتزوير إرادة الناخبين ، وتقويض تساوي الفرص بين المرشحين  . وتحولت الانتخابات عن أهدافها وقيمها عند المضاربين  لتصبح مناسباتها  فرصة للاغتناء الغير مشروع على حساب المواطنين .
فماهي الأساليب التي حلت محل الحملات النظيفة المألوفة ببلادنا ، وماهي انعكاساتها ؟
بالطبع شكات وتشكل الانتخابات  حلقة هامة في تحقيق إرادة الشعوب ، وحضيت بالاهتمام في العهود والمواثيق الدولية ، وكذا التشريعات الوطنية ، وعلى سبيل المثال  ، تنص المادة  21 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من بين ما تنص عليه …. على أن إرادة الشعب هي مناط سلطة الحكم ، وتتجلى  هذه الإرادة من خلال انتخابات حرة ونزيهة ……
وفي الوقت الذي تسعى فيه الجماهير الشعبية ببلادنا التواقة إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والانعتاق من براثن الاستبداد ،إلى  تحقيق ديمقراطية حقة بجميع أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، تسعى الطبقات السائدة المعادية للتغييروالمستفيدة من الوضع البائس والاستثنائي  القائم ، والتي ألفت الاصطياد في المياه العكرة  ، إلى مأسسة الفساد في جميع أوجه الحياة خدمة لمصالحها  ومصالح أسيادها .
فالإنتخابات تم ويتم تدريجيا تنظيم  فسادها وكأنه يتجه نحو المأسسة ،  فمن التدخل المكشوف والمباشر للمخزن من أجل تغيير نتائجها والتحكم الصريح فيها ، أيام وزير الداخلية ادريس البصري ومن تحقيق نتائج   99.99%  خلال الاستفتاءات والاستشارات ، إلى التلاعب في اللوائح الانتخابية و التقطيع الإداري خدمة لأجندة معينة  ، إلى تفريخ  الكثيرمن الأحزاب المخزنية وإقرار  تعددية  لا  تنسجم بتاتا مع التعددية السياسية ، والتي أدت في النهاية  إلى بلقنة  الوضع السياسي ،مما شكل ويشكل صمام أمان يتيح للمخزن توجيه الأغلبية  داخل البرلمان أو غيره في هذا الاتجاه أو ذاك ،أو إمكانية الإطاحة بهذا الطرف أو ذاك ، كما هو  حال الحكومة الحالية التي كانت ولا زالت في مهب الريح ، حيث أن الحزب الذي يعتبر نفسه حاكما لم يحصل على الأغلبية المطلقة  والمريحة التي تجعل حكومته في مأمن ،تصمد أمام المناورات والمساومات ، كمناورات شباط التي كادت تطيح بها لولا الخضوع لرغبات الأحرار .
أصبح اليوم أكثر من ذي قبل ، من الممكن  التحكم الممنهج في أصوات الناخبين وجعلها تنفلت من أيديهم وأيادي المرشحين النزهاء  أنفسهم  ، أمام الحياد السلبي للسلطات المعنية ، وأمام تدخل لوبيات  الفساد  المالي والأخلاقي التي أصبحت تتنظم وكأنها تتجه  نحو مأسسة الفساد المرتبط باالإنتخابات وخاصة  الحملات الانتخابية  ، بحيث  تحولت إلى تنظيمات جريئة  وقائمة  بذاتها  في العديد من المناطق ، وتتجه نحو إحكام خططها حتى لا يمكن رصد الخروقات الانتخابية  من طرف متتبعيها وراصديها   .
وأصبحت لهذه التنظيمات  لغتها المعروفة  ومصطلحاتها (1) : (من مصطلحاتها) المعروفة والتي  أصبحت متداولة نجد  النهالة ، الشناقة ، (وهي مستعارة من لغة الكسابة وبائعي الأغنام في بلادنا ، وفيها احتقار للناخبين والمغاربة عامة ) ، الحياحة ، وهي مستعارة من لغة الصيادين والحياح يثيرالطريدة لتظهر وتكون في مرمى الصياد ، الخرطاطة  و البلطجية .
هذه المجموعات  أصبحت وظيفية  ، لكل منها  مهامها وأدوارها الخطيرة ، ولها أجرتها أحيانا الخيالية  مقابل ذلك ، مما يؤدي إلى تبضيع الأصوات ، وربط الانتخابات بالمال ، وتحويلها إلى مضاربات لا يقوى على خوض غمارها  سوى الأغنياء ، والمفسدين المتلاعبين بإرادة الشعب .
وهذه أمثلة  على وظائف هذه المجموعات (2).
الخرطاطة  : يتسقطون الأخبار وينظمون رحلات المرشح خلال الحملات الانتخابية ،خاصة الحملات  السابقة لأوانها ، لهم نفوذ قوي ، وبإمكانهم خذلان مرشح والإطاحة به لصالح مرشح آخر ، ولهم قدرة فائقة في توجيه النتائج ، ومعرفة  التوقعات بخصوصها، في الغالب تكون توقعاتهم وحساباتهم دقيقة تضاهي توقعات توقعات الداخلية .
والخرطاط يعمل مع المستشارين ويكون بالنسبة إليهم  كالعون بالنسبة للسلطة (مقدم) ينقل إليهم ما يروج في  المناطق التي ينوبون عنها ويمثلونها .
الشناق : يملك عددا مهما من الأصوات قد تتجاوز الأربعمائة  ، بالطبع يعطي هذه الأصوات لمن يدفع أكثر بغض النظر عن انتمائه أو نزاهته أو مركزه …ويكرس دخول المال معترك الانتخابات أيضا بغض النظر عن مصدره .ويقوم الشناقة  بالبحث عن بائعي أصواتهم ، وعن بعض الوسطاء وسماسرة الانتخابات ، ويستدرجونهم  حيثما أرادوا ، وقد لوحظ مؤخرا انتشار الشناقة والخرطاكة بشكل مخيف .
الحياحة :  مهمتهم حشد الأصوات ، تحت إشراف كبير الحياحة لا يكتفون بالتعريف بالمرشح  بل يتصلون بالأسر ، و بأبناء الأحياء والدواوير والمداشر   لإغرائهم بالمال(3)  ،  غالبا ما تلبى احتياجات هذه الشرذمة  من خمور ومخذرات بجميع أنواعها لتستغل في الحملة ،
البلطجية ، هذه المجموعة هي في الغالب من أصحاب السوابق، تستغل لترهيب منافسي المرشح الذي يشتغلون لحسابه  ، وكحراس  لتأمين تنقلاته ورحلاته خاصة خلال الحملة الانتخابية ، وقد تستخدم لطرد باقي المشاركين في الحملا ت الانتخابية من الأحياء ، أو إكراه الناخبين على التصويت لجهة معينة تحت طائلة التهديد ،ووجودها يزيد من انتشار الجرائم  .
كما يتم استغلال شرائح  من المجتمع لهاعلاقات تواصلية مع جماهير معينة كالنساء العاملات بالحمامات ، أو فقهاء المساجد ، أو العمال العاملين بأفران الأجياء الشعبية ، ويتنامى دور هذه الشرائح باستمرار  .
هذا بالإضافة إلى سوق الأحزاب الموجودة  تحت الطلب  ، والتزكيات التي تمنحها  لكل من هب ودب ،

وزاداعتماد انتخاب  المواطنين بشكل مباشر للمرشحين لتولي مسؤولية تدبير مجالس الجهوية الموسعة ،  من تعقيد الانتخابات ، واستعمال المال في الحملات الانتخابية بشكل فظيع .
وصرح النائب البرلماني عن سطات عبد الهادي خيرات  في هذا الصدد  أن عددا من المرشحين منحوا التزكية ،واستفادو من بعض الأحزاب  بمبلغ 15 ألف درهم للواحد ، كما حصلوا على وعد بدفع 200 درهما عن كل صوت لصالح لوائحهم الإقليمية للجهات ، في البوادي وبدواوير يشكل الواحد منها دائرة انتخابية فردية  قدمت فيها هذه الأحزاب مرشحا واحدا ،  وحسم توافق السكان فيها قبل انطلاق الحملة الانتخابية  لاقتراع 4 شتنبر ، وصرف الأعيان فيها مبالغ هامة . ولهذه الأسباب ارتفعت نسب المشاركة بالبوادي جزئيا  .
وشبه نفس النائب البرلماني الأموال الباهضة التي صرفت في هذا الصدد ، بخزائن قارون التي ظهرت خلال الحملة الأخيرة لانتخابات لاقتراع 4 شتمبر .
هذه فقط شذرات من الممارسات  الخطيرة ، والتغيرات والانحرافات ،التي طرأت  تدريجيا ، وخلسة على الانتخابات ببلادنا  وغيرها كثير.
المفتاح :
1 ـ   هذه الأسماء لها معانيها التي تتشابه من مجال إلى آخر،  و هي معروفة وطنيا وكأنه  اصطلح عليها ووردت في ملف عن الانتخابات بجريدة الصباح لـ ـ السبت الأحد ـ  عدد 4774 ، أحيانا لا تتداول في بعض المدن الصغرى لكنها موجودة ميدانيا .
2 ـ  السيد مصطفى لطفي ،عن نفس جريدة الصباح الصفحة 9 نقلا عن مستشار جماعي .
4 ـ الأستاذ الجامعي  محمد زين الدين
بونيف محمد

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *