Home»Enseignement»المجلس العلمي المحلي بجرادة ينظم ندوة علمية بعنوان ظاهرة العنف وتجلياتها في الوسط الأسري والمدرسي‎

المجلس العلمي المحلي بجرادة ينظم ندوة علمية بعنوان ظاهرة العنف وتجلياتها في الوسط الأسري والمدرسي‎

0
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الرحمن الرحيم

مدينة جرادة تشهد ندوة علمية بعنوان  » ظاهرة العنف وتجلياتها في الوسط الأسري والمدرسي »

احتضنت  القاعة الكبرى للمركز المتعدد الخدمات التابع للتعاون الوطني بجرادة  يوم الخميس 19 مارس 2015 ندوة علمية كبرى  في موضوع « ظاهرة العنف وتجلياتها في الوسط الأسري والمدرسي » نظمها المجلس العلمي المحلي لإقليم جرادة  بتعاون وتنسيق مع مختبر الدراسات والأبحاث في التراث الإسلامي بكلية الآداب بجامعة محمد الأول- وجدة والنيابة الإقليمية للتربية الوطنية  والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني أطرها الأساتذة الأفاضل: الدكتور عبد العزيز فارح رئيس مختبر الدراسات والأبحاث في التراث الإسلامي والدكتور حميد مسرار أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين والدكتور الجلالي السبيع أستاذ بالتعليم الثانوي التأهيلي، وحضرها جمهور غفير من رائدات المركز وبعض الفعاليات المدنية والتلاميذ بالإضافة إلى الأئمة المؤطرين  ولفيف من القيمين الدينيين.

افتتح النشاط بكلمة للسيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم جرادة رحب فيها بالحاضرين وذكر بقيمة هذه الندوة باعتبارها خطوة مباركة في سبيل معالجة هذه الآفة من مقاربات متعددة في محاولة لإيجاد حلول عملية قصد اجتثاثها من المجتمع. ثم تدخل السيد المندوب الإقليمي للتعاون الوطني ليعبر بداية عن سعادته بتنظيم هذا النشاط مؤكدا على دور الشرع الفعال في علاج مختلف الأزمات الاجتماعية بمنظومة تشريعية غاية في الدقة اعتمدت  الخطاب العلمي والتربوي المؤسس على مراقبة الله تعالى في الأقوال والأعمال، ليتناول الكلمة بعد ذلك الدكتور عبد العزيز فارح ليقدم فرشا للندوة حيث تناول موضوع العنف من زاوية تعريفه من الناحية اللغوية باعتباره ظاهرة اجتماعية موغلة في التاريخ طفت على الساحة الإنسانية بأشكال متعددة ولأسباب مختلفة مبينا أن من أعظم مقاصد الدين القضاء على هذه الآفة الخطيرة، وأن ما تعرفه الأمة اليوم من انتشار للعنف في مجالات متعددة سببه تدني مستوى التدين لدى المسلمين، ليفصل الحديث بعد ذلك عن المنهج الإسلامي في مواجهة ظاهرة العنف من خلال قراءة عميقة في بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وتجلياتها في إطار الحضارة الإسلامية العظيمة التي تمتع في رحابها بالأمان الحيوان ناهيك عن الإنسان خاتما مداخلته القيمة بذكر أسباب العنف وتقديم بعض الحلول العلاجية لهذه الظاهرة.

بعد ذلك تدخل الدكتور حميد مسرار ليقدم رؤية شرعية عملية منهجية لعلاج ظاهرة العنف من خلال مؤسسة الأسرة القائمة على ثوابت الإسلام ،حيث قدم بدوره تعريفا للعنف الأسري مع بيان أسبابه و مختلف آثاره في الوسط الاجتماعي مركزا على بعض الأسباب الرئيسة كغياب البعد الديني عن خلد الأسرة وعن التنشئة الاجتماعية وغياب ثقافة الحوار والتشاور بين الزوجين وسوء الاختيار وعدم التوافق بين طرفي العلاقة الزوجية بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية خاتما مداخلته بذكر الثوابت الخمس التي يجب إعادة الأسر المسلمة على أساسها وأولها التدين السليم المؤسس على مراقبة الله واستحضار المصالح الأخروية واستعمال الحقوق في حدود الإصلاح المؤدي إلى الاستقرار  وتحقيق المصلحة العليا للأسرة، وثانيها البعد الأخلاقي لأن الأخلاق لو سادت في الأسر لما وجد مكان للعنف مطلقا، ثالثها البعد الحقوقي باعتبار الحقوق وسيلة لتحقيق مصلحة الأسرة وليس لتغليب طرف على الآخر، رابعها سيادة ثقافة الحوار والتشاور بين أفراد الأسرة إذ المشاكل لا تعالج إلا بالقول الحسن والتحلي بالحلم والصبر والانصات الجيد وابتغاء العدل والإنصاف، وخامسها التحكيم والوساطة بإدخال أصحاب الحكمة والرأي حين تتفاقم الأمور قصد إيجاد حل للخلاف والتوفيق بين المتخاصمين وإزالة أسباب النفار. بعد ذلك جاءت مداخلة  الدكتور الجلالي السبيع في موضوع العنف المدرسي ممهدا لعرضه القيم بذكر بعض الإحصاءات والتقارير الدولية والوطنية التي قدمت توصيفا دقيقا لواقع العنف بالمؤسسات التعليمية مبينا أن السبب في تفاقم هذه الأزمة بالمدارس راجع إلى الانفجار التكنولوجي  وضعف الدور التربوي للأسرة وأن علاج هذه المعضلة يتجلى في المنهج النبوي التربوي من خلال تنزيله على مستويات ثلاث: المستوى الفكري بتلقين النشء فضائل الأخلاق والمستوى العملي التطبيقي من خلال تمثل قيم الدين على مستوى السلوك والمعاملات والمستوى التنظيمي من خلال توفير الأجواء التي تجعل سلوكات الأفراد تتسم بالرفق والسماحة مؤكدا على ضرورة معرفة شخصيات الأفراد من أجل انتهاج الأسلوب الملائم للتعامل مع الأفراد ومعالجة الانحرافات الطارئة في سلوكاتهم.

  وقد ختم هذا النشاط العلمي بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين نصره الله، وترك صدى طيبا لدى عموم الحضور.
وكتبه ذ.عبد المولى مالكي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *