Home»National»أحمد الزايدي: تيار الخيانة والانغلاق

أحمد الزايدي: تيار الخيانة والانغلاق

0
Shares
PinterestGoogle+

أشهد أن محمد الزايدي ليس ديمقراطيا، لم يكن و لن يكون .. إن من نشأ في أحضان الإعلام الرسمي، يطبق التعليمات و ينفذ الأوامر، يتلو ما كتب له و يردد ما قيل له .. يلحن الإنشاء و يتغنى بالمنجزات … تشبع بالضرورة والتأطير، بالقسر والإلزام.. تشبع بثقافة السلطة المعادية للديمقراطية … أشهد أن محمد الزايدي ليس اتحاديا، لم و لن يكون … لأنه، سنوات الجمر والرصاص، اختار الاختيار السهل والمربح… اختار أن يكون صوت السلطة، بمفهومها القديم طبعا… السلطة القامعة والمستبدة .. السلطة التي كانت توظف جميع أجهزتها لمحاصرة المشروع الاتحادي، بل كانت تعمل من أجل إعدامه وإعدام المؤمنين به… إن الديمقراطية ليست شعارا يرفع ولا « ماكياجا » للتزيين .. إنها تربية و ثقافة، قناعة واختيار، فكر و ممارسة، التزام وتضحية .. إنها أخلاق وقيم، منهج و هدف.. إنها مبادئ ترتقي بالشخص من خسة المرعي إلى رفعة المواطن.
الزايدي ليس ديمقراطيا وليس اتحاديا، بل نسخة مشوهة لمصطفى العلوي، حيث كانت نشرات الأخبار في التلفاز لا تعرف من الأخبار غير الأنشطة  الملكية والعهد الميمون، والديمقراطية الحسنية ومغرب البناء وأمطار الخير والبركات.
كثيرا ما صرح الزايدي بأنه وتياره يدافعان على استقلالية وسيادة القرار الحزبي وكأن هناك قرارات حزبية تدخلت فيها جهات، أو أن هناك من القادة الاتحاديين من يمكنه أن يسير في هذا الاتجاه! وليعلم الزايدي أن الاتحاد الاشتراكي عصي عن كل تدخل، بالأمس واليوم وغدا. طبعا هو يجهل تاريخ الاتحاد جهلا مطلقا، لأنه لم يكن فاعلا فيه، بل إنه لم يكن منخرطا فيه، بل إنه كان يحاربه…فحين كان الاتحاد يعلنها « لا » علانية و جهارا، بكل جرأة و شجاعة، كان الزايدي غارقا في التلفزيون ينافس مصطفى العلوي في سحر البيان وقوافي المديح. كان ينظر إلى المغرب وإلى الاتحاد بعيون تلفزية وكان يعدم استقلالية الخبر والتعليق، استقلالية التحليل والحكم. لقد كان خديما طيعا يستقبل التعليمات وينفذ الأوامر.
و ليعلم الزايدي، ومن خلفه بل أمامه، أن تاريخ الاتحاد الاشتراكي هو تاريخ استقلالية القرار وسيادة الموقف، وهذا سبب صموده وسر تميزه. وحده حزب القوات الشعبية من رفض التدخل في سيره وصيرورته، وهذا ما كلفه الثمن غاليا. والفاتورة عند هيئة الإنصاف والمصالحة -لنتذكر موقف الاتحاد من الاستفتاء في الصحراء المغربية، لنتذكر عبد الرحيم بوعبيد وهو يتلو قوله تعالى « رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه »، لنتذكر « لاءات » عبد الرحيم في وجه المرحوم الحسن الثاني، لنتذكر رفض الاتحاد اقتسام الغنائم الانتخابية، لنتذكر رفض الاتحاد التدخل في تعيين كاتب أول خلفا لعبد الرحيم بوعبيد… إن من فقد ذاكرة الاتحاد الاشتراكي أصبح خارج الاتحاد وخارج التاريخ، و كذلك هو الزايدي…
من يكون هذا الوافد على الاتحاد حتى يؤسس تيارا ويتنطع فيطعن في قيادة لشكر للاتحاد الاشتراكي؟ ! اعلم أن هناك مسافة كبيرة بين أخلاق المناضلين وأخلاق الانتهازيين، و الزايدي دخيل على الاتحاد، ولكم أن تقرؤوا جيدا سيرته الذاتية ؟ لقد كان صوت السلطة، علما أن صوته بيولوجيا وفنيا يفتقد إلى كل مواصفات الصوت التلفزيوني الذي يكرر ما يقال.
و ليتأمل الجميع حصيلة الزايدي كرئيس لنادي الصحافة منذ أمد طويل .. إنه الرئيس الأزلي والأبدي و »طوز » في الديمقراطية.. ألم أقل لكم إنه اكتسب نزوعات السلطة المستبدة من المتحكمين في التلفزيون أيام الرداءة ؟ ! طبعا، الزايدي لن يتخلى عن رئاسة النادي ولن يرحل لأنه استفاد ومازال من منح الداخلية وريعها. واليوم يريد أن يهرب الفريق الاشتراكي ويقدمه هدية لسياسية لعبد الإلاه بنكيران. لا يتعلق الأمر هنا بمغازلة البيجدي، كما صرح بذلك الكاتب الأول في الندوة الصحفية، وربما موقعه جعله يترفع عن الكشف عن الحقيقة كاملة، لهذا استعمل أسلوب اللباقة واللياقة… بل الأمر يتعلق عند الزايدي، بالقول والفعل، بدعم بنكيران وخدمته، بإضعاف الاتحاد و تقوية العدالة و التنمية !
إن الزايدي و من لف لفه يسيئون إلى الاتحاد الاشتراكي ويعملون على تأزيمه و تقزيمه.. أعمتهم الأنانية و المصالح الشخصية والعائلية إلى درجة أن لسان حالهم يقول  » مصالحنا و مصالح أولادنا والحزب إلى الجحيم » ونزوعات هؤلاء أبانت عن ضخامة العمل الذي ينتظر إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
إن تيار الزايدي هو تيار الوفاء للسلطة التي ربته ورعته أيام التلفزيون، إنه الابن الوفي لسلطة الداخلية (أم الوزارات) وتيار الانفتاح على البيجدي، وهو بهذا التيار يقدم خدمة كبرى لبنكيران و حكومته.
إن الزايدي ينفذ ما عجز عنه بنكيران. فنحن نعلم أن قوة الاتحاد تزعج بنكيران وتزعج أولياء نعمة الزايدي. وإذا كان هؤلاء  فشلوا في أضعاف الاتحاد وفرملة عودته القوية منذ انتخاب لشكر كاتبا أولا، فشلوا في محاربته من الخارج، فإنهم عزموا على محاربته من الداخل ولهم في الزايدي الأداة المنفذة والمطيعة طاعة عمياء .. خصوصا وإنه يترأس مؤسسة مهمة وخطيرة هي مؤسسة الفريق الاشتراكي. لقد نجح بنكيران مع « محمد الوفا »  فجر بها مع « أحمد الزايدي » … و لكن « للكعبة رب يحميها » … و قرار الكاتب الأول بإعفاء الزايدي كرئيس للفريق هو قرار الهدف منه حماية الحزب من العبث والفوضى، وهو قرار مسنود من طرف كل قوى الحزب و مؤسساته ومناضلاته ومناضليه.
من الخطأ الاعتقاد أن إضعاف الاتحاد الاشتراكي يخدم الديمقراطية والتحديث، وهذه إحدى الخلاصات التي لن تبرح كل قوى الديمقراطية والحداثة … إن خيارات التحديث والديمقراطية لا يمكن أن تتحقق بدون حزب من وزنه، من هنا وجب الوقوف بقوة في وجه قوى المحافظة والرجعية، قوى الظلام والفساد، ووجب التعامل بصرامة مع هؤلاء وأولئك الذين يخدمون أجندة القوى التي تغذي الإرهاب الفكري والسياسي، التعامل معهم بصرامة حتى وإن كانوا داخل الاتحاد الاشتراكي وأمسوا تيارا للخيانة والانغلاق.
إن ذاكرة الاتحاديين والاتحاديات قوية إلى درجة أنها تنتفض حارقة لكل الذين تنكروا  للحزب وطلقوا المبادئ  قربانا للمناصب… نعرف كيف استفاد ومتى وماذا استفاد الزايدي وأصحابه وأولياؤه… فلينسحب إذن، وبصمت  خجل…
فقليل من الكرامة وشيء من الحياء حتى يتجاوز الاتحاديون انحرافات البعض ويتفرغون لإعادة الهيكلة والبناء بالنضال المستمر في المجتمع وبمعانقة آلام وآمال المغاربة المقهورين… وهذه هي خارطة طريق لشكر، ويظهر انه عازم كل العزم على بناء الاتحاد وهدم الخونة… إن المستقبل يتكلم لغة الاتحاد إذا ما قطع الاتحاد مع سلوكات أشباه الزايدي واتباعه وسادته…
إن حصيلة تطور الحقل السياسي المغربي، من وجهة نظر تشكل العائلات السياسية واقتراع 25 نوفمبر يؤكد هذه الخلاصة بجلاء، تفضي الى تأكيد حقيقة مفادها أن الاتحاد الاشتراكي هو ملك لكل الديمقراطيين وليس ملك نفسه، وهو بذلك معني من وجهة نظر التاريخ ليس بمصيره الخاص فقط، بل بمصير العائلة اليسارية كلها والعائلة التحديثية، إن جاز القول، بشكل عام وعلى هذا الأساس ينظر إليه كرقم أساسي في أجندة البلاد وعلى هذا الأساس تصرف ادريس لشكر، فعمل على ادماج حزبين يساريين – الحزب العمالي والحزب الاشتراكي- في الاتحاد الاشتراكي، الحزب الأصل، وعمل على زرع الروح في جدلية حزب الاتحاد وحزب الاستقلال…
لقد حصحص الحق وظهر الباطل، لشكر « بيلدوزر » التنظيم، منذ انتخب كاتبا أولا تحرك بسرعة فائقة وفعالة، أطلق دينامية وهاجة ومبادرات ناجعة تحرك في أمكنة مختلفة وفي زمان واحد، وهذا ما أزعج الاعداء والخصوم في الداخل والخارج… ولكي يحدوا من قوته ويعوقوا  سيره سخروا الاقزام لتشوش عليه، أرادوا استنزافه بالاشتغال على مشاكل داخلية وإغفال حكومة بنكيران، وهموم المجتمع. فكان تيار الخيانة وكان الرد الحازم للشكر، زمن العبث ولى، زمن  السيبة انتهى، زمن الفوضى انقرض… هذا زمن الجد فمرحى بالمناضلين النزهاء العاملين على انجاز المشروع الاشتراكي الديمقراطي كبديل للوهم الأصولي الظلامي.
في بوزنيقة كان الزايدي وكل من عاف السبع، وفي المجتمع كان لشكر وكل من يروم مستقبلا جميلا للمغرب. وإذا كان بنكيران راهن على الزايدي ليسخن له أكتافه، فلشكر قادر على تبريد اكتافهم جميعا بالجد والصرامة، بالجرأة والشجاعة…
إذا كان الاتحاديون يسكنهم الخوف، فالخوف في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ بلادنا ومن تاريخ حزبنا يجب استثماره في الاتجاه الايجابي… وحتى يكون الامر كذلك يتعين عليهم بصرامة جادة مقاومة كل من يعمل على اشاعة الفوضى واعاقة البناء، كل من يعمل على التشكيك في الارادة الاتحادية التي تجلت بوضوح ديمقراطي في المؤتمر الوطني التاسع.
إن الاتحاد الاشتراكي حزب صمد في وجه الاعاصير وناضل لمدة تفوق الاربعين سنة في المعارضة حيث لم تستطع آلة القمع والتدمير النيل من شموخه، وبهذا يشكل استثناءا في مسار الاحزاب العربية، واستطاع ان يقاوم الافناء لأنه كان يواجه متطلبات كل مرحلة بعقلانية وواقعية، بذكاء وحذر… وليطمئن الاتحاديون والاتحاديات على حزبهم، على مستقبله، بقيادة ادريس لشكر لأنه اتحادي أصيل: لم يدخل الاتحاد الاشتراكي من باب الانتخابات كما هو الشأن بالنسبة للزايدي… في لحظة الفراغ سقط  الزايدي سهوا على قيادة الفريق الاشتراكي في مجلس النواب… في سنة 2007، تعرضت خيرة  الأطر الاتحادية لعملية الذبح في الانتخابات التشريعية، ولنا فقط أن نقارن بين مستوى الفريق الاتحادي قبل 2007 وما بعدها… واضح إذن، أن الزايدي ترأس الفريق نتيجة التغييب المستهدف للاطر الاتحادية… ويسجل الملاحظون أن الفريق الاتحادي فقد بريقه حيث غاب التميز الاتحادي في البرلمان.
والآن وقد فشل الزايدي  وانحرف، عليه أن يرحل خصوصا وأن ادريس لشكر ابدع مفهوما سياسيا جديدا هو الديمقراطية الصارمة  التي ستقطع مع العبث والسيبة والانحراف.
إن من أخطر الامور التي تهدد تأصيل الديمقراطية داخل الممارسة الحزبية هو ذلك الفهم الذي يختزل الديمقراطية في مجموعة من السلوكات العبثية التي تمليها الرغبات الذاتية والنزوعات الفردية، وما نلاحظه اليوم على مستوى تيار الخيانة يسيء الى الديمقراطية وقبل ذلك يسيء الى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. belkadi
    02/03/2014 at 15:40

    وهل لشكر الذي تربى في أحضان الاشتراكي دمقراطيا؟ تركيزك على الزايدي دون لشكر له دلالة واحدة وهي محاولة منك لترجيح كفة هذا الاخير. في الاتحاد الاشتراكي باستثناء رموزه الكبار، لا فرق بين زيد وعمر: أولاد عبد الواحد واحد

  2. mohammed
    03/03/2014 at 19:54

    lachgar est entrain de tirer sur ses propres militants, contre ceux qui ne sont de l’usfp il les arroserai avec du napalm.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *