امتحانات الكفاءة المهنية أم الكفاءة الالكترونية ؟

فقد صدركما تعلمون بالجرائد الرسمية نصوص قانونية و تنظيمية، وقرارات وزارية، تتعلق بتنظيم امتحانات الكفاءة المهنية لموظفي الجماعات المحلية، التي تعد فرصة للموظف من اجل تطوير مساره المهني من حيث الترقي و الحركية، بعدما عانى ويلات الإقصاء و التهميش إلى حدود سنة 2006.
نصوص قانونية و تنظيمية،وقرارات وزارية، حددت بدقة شروط الترشيح لاجتياز المباراة، وكذا المدة الزمنية المخصصة للامتحانات الكتابية والشفوية، ونوع المواضيع المراد تحريرها،على أن تكون ذات طابع مهني كما هو منصوص عليها في القرارات الوزارية، حتى يتمكن الموظف الجماعي من اختبار قدراته المهنية وأدائه، وذلك انطلاقا من معايير واضحة وموحدة، وبالتالي إضفاء أكبر قدر من الموضوعية والشفافية والمصداقية على عمليات انتقاء الموظفين وتقييمهم، إلا أننا نفاجئ بنوع من الأسئلة و المواضيع المطروحة لا تَمُت بصلة بالطابع المهني، فلا تراعي التخصصات ولا المستوى التعليمي للممتحنين، فبالله عليكم كيف لموظف أفنى حياته داخل دهاليز الأرشيف, أو بمكتب الحالة المدنية, أو المستودع الجماعي, أو مراقب بناء,أو…..أو ومنهم من يبلغ من الكبر عتيا، أن يكتب في مواضيع تستحق بحث جامعي أو أكاديمي أو تحليل الخبراء أو الاختصاصيين، والغريب في الأمر أن بعض المواضيع تكون طور النقاش داخل قبة البرلمان أو على مستوى الوزارات أو ذات أبعاد السياسة العامة،الأمر الذي ينعكس سلبا على الموظف وتجعله يبحث عن طرق أخرى للنجاح، سواء عن طريق الزبونية والمحسوبية، أو عن طريق استنساخ مواضيع من الانترنيت تمهيدا لعملية الغش.
أيتها الإدارة، رفقا بالموظف الجماعي يكفيه ما يعانيه من مراسيم مجحفة، بمثابة أنظمة أساسية لبعض الهيئات، عدم تسوية الوضعية المالية و الإدارية، تجاوزات وتعسف بعض رؤساء المجالس المحلية و…و….
نريد مواضيع و أسئلة بمقاييس موضوعية وشفافة تمكن من الحكم على أداء الموظفين للمهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، لا مواضيع ترتكز على عناصر ذاتية وغامضة لا تسمح بتقييم موضوعي لأداء الموظفين.
نريد مواضيع وأسئلة ترتكز على تحفيز وتقدير أداء الموظف وتحسين مساهمته في تحقيق أهداف الإدارة التي ينتمي إليها,لا مواضيع تكريه الإدارة للموظف وتحطيم معنوياته وقدراته المهنية.
نريد مواضيع وأسئلة ترتكز على الإنصاف والاستحقاق والمشاركة والشفافية، لا مواضيع ترتكز على الزبونية والمحسوبية و الغش، وإلا فمستقبلا لن نكلف أنفسنا عناء استنساخ مواضيع من الانترنيت وحمل الكتب، بل جهزوا لنا مقاعد الامتحان بأجهزة الكمبيوتر والانترنيت، لتصبح امتحانات الكفاءة الالكترونية عوض الكفاءة المهنية، وعلقوا نتائج أحسن النقالين عوض الممتحنين.





Aucun commentaire