Home»International»جامعـة محــمـد الأول بوجــدة الاســم والــدلالة

جامعـة محــمـد الأول بوجــدة الاســم والــدلالة

0
Shares
PinterestGoogle+

جامعـة محــمـد الأول بوجــدة
الاســم والــدلالة
****************
الدكتورة : سمـيرة حيدا
مكلفة بالتسيير الإداري لمركز الإعلام والتوجيه
والحياة الطلابيــة
جامعة محمد الأول بوجدة.
لست في حاجة لشرح الأسباب التي دعتني لاختيار هذا الموضوع ، ذلك لأن  جامعة محمد الأول ، هذا الصرح العلمي الكبير  الذي تأسس سنة 1978م بمدينة وجدة الحاضرة الشرقية للمملكة المغربية، والذي يتخرج من كلياتها ومدارسها العليا ومعاهدها سنويا  أفواجا كثيرة من حاملي الشواهد الجامعية ،تحظى بشرف حمل اسم مؤسس الدولة العلوية الشريفة  السلطان المولى محمد الأول بن الشريف العلوي، تيمنا به ، وإحياء لذكره.
ويبدوأنه من الواجب أن نقدم ورقة تعريفية لصاحب هذا الاسم التاريخي الكبير الذي تتشرف  هذه الجامعة بحمله ، لتقريب الرؤيا لطلبة الجامعة،الذين يغيب عن أذهانهم سبب اختيار اسم  هذا السلطان العلوي دونا عن  غيره ليكون علما على أكبر مؤسسة علمية بالمنطقة الشرقية .
فمن هو السلطان محـــمد الأول ؟
*********************
رغم أن المادة التاريخية التي بين أيدينا حول مؤسس الدولة العلوية الشريفة قليلة،وقليلة جدا ، ولا تفي بهدف وضع ترجمة شافية له ، ومرد ذلك إلى أنه ظهر في نهاية دولة وبداية دولة، فمؤرخو الدولة السعدية يشيرون إليه إشارات عابرة في الصفحات الأخيرة من مؤلفاتهم ، ومؤرخو الدولة العلوية يفتتحون كلامهم عن تاريخ  الدولة العلوية بحديث مقتضب عن مؤسسها ، ثم يتجاوزونه إلى الملوك الذين خلفوه ، غير أنني سأحاول في هذه العجالة،  أن أرسم أبرز الملامح التي ميزت شخصية  السلطان محمد الأول .
لقد ذكر الصغير بن محمد بن عبد الله بن على الإفراني الأصل (اليفرني) المراكشي الموطن: مؤرخ أديب، من رجال الدولة في سلطنة المولى إسماعيل في كتابه   » روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف »أنّ :  » مآثر مولاي محمد – رحمه الله – كثيرة تستدعي  مجلدات ….وقد أضربنا عنها رَوْما للاختصار.  »
وتجدر الإشارة إلى أن المادة التاريخية المتوفرة بخصوص هذا السلطان المؤسس، تؤخذ من مجموعة من المراسلات التي دارت بينه وبين مجموعة من معاصريه، وتولى جمعها والإشارة إليها اليفرني في  » نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي-  أي الحادي عشر- ، واقتبس فقرات منها الشيخ أحمد بن خالد الناصري  السلاوي المغربي في كتابه  » الاستقصا  لأخبار دول المغرب الأقصى « .
ولم يستطع أكثر المؤرخين تحديد تاريخ ميلاد السلطان محمد الأول ، لكن ما يستنتج من كلامهم عنه ، أنه كان بكر والده المولى الشريف، وكبير إخوته، بويع له بسجلماسة  ،وبفاس سنة 1060هـ .  حوالي سنة 1050هـ
كان أميرا قد شدا من العلوم أهم ما يكتسب، ونشد من المعارف أعز ما يطلب، يروي قدرا صالحا من الشعر كما يتضح من رسائله ، التي كانت تشتمل على استشهادات شعرية كثيرة ومتنوعة ، كما كانت له دراية واسعة بالتاريخ والأنساب والسير.
وتتضح معالم الثقافة التاريخية لدى المولى محمد الأول في رسائله التي وجهها  إلى محمد الشيخ السعدي، وبودميعة ، وأبي بكر الدلائي، وغيرهم .
لقد كان للسلطان محمد الأول  إلمام كبير بمختلف معارف عصره ، كما كانت الفروسية بكل ما تحمله من دلالات ومعان عربية وإسلامية هي شعاره البارز ، فهي ميراث الأسرة العلوية الشريفة التي يرثها الخلف عن السلف، لأنها من مستلزمات الجهاد الذي كانوا يتطوعون به إعلاء لكلمة الحق .
لهذا  نوه المؤرخون بشجاعة المولى محمد، ومنهم القادري في نثر المثاني  الذي وصفه بأنه  » أقوى الشجعان نجدة وشهامة، وإقداما وزعامة . »
قال عنه المؤرخ الشيخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري،في كتابه الاستقصا: « كان رحمه الله عالما عاملا شجاعا مقداما يقوم مقام جيش, لا يبالي بالرجال قلّت أو جلت, قوي الجـأش، عظيم الشأن، سري الهمة، نافذ العزمة، جزيل الندى بعيد المدى, له توقيعات عجيبة، ومراسلات ألفاظها أرشق من السهام، وأقطع من الحسام، لو صادمه طود لطمع في مصادمته, أو بحر لخاض خضخاضه لقوة جأشه وشجاعته. »
فقد كان رحمة الله عليه  يسعى إلى تحقيق جملة أهداف منها  :
* توحيد البلاد.
* طرد الأجانب من الثغور.
* دفع الأتراك عن منطقة المغرب،وهذا ما يفسر توجهه وتوغله في شرق المغرب ، ومحاولة بسط نفوذه على مناطق بالمغرب العربي، كان  السلطان محمد الأول يتصف بوعي تاريخي عميق وحس سياسي كبير، فقد رأى أن يبدأ حماية ظهر المغرب والاطمئنان على حدوده الشرقية قبل أن يبسط نفوذه على باقي  المناطق المغربية .
وبالإضافة إلى ما سبق ، فقد كانت قبائل الشرق بما فيها قبائل الصحراء الشرقية تدين بالولاء للأشراف العلويين في سجلماسة،وهذا ما يفسر اهتمام هذا السلطان بشرق البلاد كل هذا الاهتمام .
وشاءت الأقدار أن تكون وفاة هذا السلطان الشهم رحمة الله عليه، شرق المغرب في يوم الجمعة 9 محرم 1075 هـ ، الموافق 2 غشت 1664 م.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. المكناسي
    07/12/2013 at 15:41

    تحية تقدير وامتنان للاستاذة الكريمة

  2. أبو سلمان
    09/12/2013 at 22:41

    مقال رائع والموضوع جذير بالبحث والاستقصاءوحري بالطلبة أن يعلموا مثل هذه المعلومات الدقيقة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *