« الكورتيس » تبرأ من الزيارة المتزامنة مع مطالب مغربية بفتح ملف سبتة ومليلية

تبرأ البرلمان من زيارة وفد برلماني إسباني إلى العيون، معتبرا أن الأمر يتعلق بمبادرة فردية وليس قرارا للـ »كورتيس » الإسباني.
وعلمت « الصباح »، من مصادر مطلعة، أن زيارة البرلمانيين الإسبان الخمسة إلى الجنوب المغربي، جاءت في توقيت تسود فيه حالة من الاستقرار وعودة الهدوء والأمن إلى مدن الجنوب، مضيفة أن البرلمانيين الإسبان، المعروفين بمواقفهم المعادية للوحدة الترابية للمغرب، كانوا ينوون من خلال زيارتهم إلى العيون، افتعال أزمة سياسية تزامنا مع التقرير الأخير للبرلمان الأوربي حول الصحراء، ودفع انفصاليي الداخل إلى تأجيج الوضع، سيما أن مثل هذه الزيارات، تضيف المصادر نفسها، تتم بتنسيق مسبق بين الانفصاليين وداعميهم من البرلمانيين الإسبان.
وقالت المصادر نفسها، إن توقيت الزيارة يثير الكثير من الشكوك، سيما أنها جاءت مباشرة بعد اجتماع المنتدى البرلماني المغربي الإسباني، في مدريد الأسبوع الماضي، وهو الاجتماع نفسه الذي تحدث فيه برلمانيون مغاربة لأول مرة، في تاريخ العلاقات السياسية بين مدريد والرباط، عن احتلال سبتة ومليلية والجرائم الإسبانية في الريف خلال فترة الاستعمار. ووفق المصادر ذاتها، فإن  البرلمانيين الخمسة، وظفوا « انفصاليي الداخل »، هذه المرة في ما يخدم الأجندة السياسية لإسبانيا، وليس دفاعا عن مواقف الانفصاليين، ذلك أن توقيت الزيارة، تقول المصادر نفسها، يفيد أن الأمر يتعلق بردة فعل على مطالب المغرب بفتح ملف المدينتين المحتلتين، واستخدام القوات الإسبانية للغازات السامة والكيماوية في مواجهة مطالب الاستقلال بالريف.
وبادر رئيس مجلس النواب، كريم غلاب، ورئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، إلى الاتصال بالمسؤولين في البرلمان الإسباني، تفاديا لكل تشويش على العلاقات البرلمانية الثنائية، إذ أكد الإسبان لنظرائهم المغاربة، أنهم على غير علم بهذه الزيارة وأن لا دخل للبرلمان الإسباني في تنظيمها وأنهم يعتبرونها مبادرة فردية لهؤلاء البرلمانيين. بالمقابل، أطلع المسؤولون المغاربة البرلمان الإسباني عن استعدادهم لاستقبال الوفد البرلماني الإسباني بدون استثناء في إطار التعاون المؤسساتي واحترام القنوات الرسمية، باعتبار أن « البرلمان المغربي يرحب بأي زيارة برلمانية تتم في إطار التنسيق ».
بالمقابل، اعتبر مجلسا النواب والمستشارين، أن المؤسسة التشريعية، تفاجأت بـ »زيارة مباغتة لخمسة برلمانيين اسبانيين إلى مدينة العيون، دون إشعار مسبق أو تنسيق بين المؤسستين البرلمانيتين المغربية والإسبانية »، واعتبر بلاغ أن برلمان المملكة المغربية يؤكد أن المبادرة الفردية لهؤلاء البرلمانيين لا تنخرط، في إطار علاقات التعاون بين المؤسستين التشريعيتين لكلا البلدين التي تعتبر علاقات متميزة ونموذجية، والتي تعززت بعد نجاح المنتدى البرلماني الثاني المغربي الإسباني الذي انعقد بمدريد يومي 23 و24 شتنبر الماضي، والذي توج بإصدار بيان ختامي مشترك يؤكد على « ضرورة التنسيق بين مواقف برلماني البلدين في مختلف المحافل، وذلك من أجل خدمة القضايا ذات الاهتمام المشترك والإسهام في تحقيق السلم والأمن والتنمية عبر العالم ».

إحسان الحافظي / الصباح